الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يزهار سميلانسكي ... وعودة الوعي00؟وفاة الأديب لاسرائيلي يزهار سميلانسكي بعد نعته العرب بأكلة لحوم البشر

شمس الدين العجلاني

2006 / 9 / 18
الادب والفن


هل يمكن أن يتخلى الأدب الاسرائيلي عن مهمته في تزوير حقائق التاريخ وتخريب براءة الأطفال … هل يمكن أن يكون الأديب الاسرائيلي أديباً إنسانياً بمعنى انتمائه الحر والطبيعي للأدب الحضاري في العالم. اسئلة كثيرة طرحت منذ أيام حين أعلن عن وفاة يزهار سميلانسكي احد (ما يسمى) الأدباء الاسرائيليين ، فهل ينتمي سميلانسكي الى قائمة الادب 00 ؟ وبالتالي هل ما يكتبة من قصص وروايات تنتمي الى الادب الانساني 00 ؟ وهل هذا يعني أن سميلانسكي على نقيض من باقي الأدباء الاسرائيليين..؟. وبالتالي أعماله تفضح أو تعري الحركة الصهيونية العنصرية؟
تناقلت وسائل الاعلام العربية خلال الشهر الماضي نبأ رحيل الاديب الاسرائيلي يزهار سميلانسكي واشارت اغلب الوسائل الاعلامية العربية ان هذا الاسرائيلي كان يسعى من خلال أعماله لكشف الوجه الحقيقي للمشروع الصهيوني في تعامله مع الفلسطينيين.؟
من خلال دراسة أعمال يزهار سميلانسكي نلاحظ وكأن الحقيقة تحاول أن تظهر نفسها من خلال أعماله،ولكن هل هذا يعني أن سميلانسكي على نقيض من باقي الأدباء الصهاينة..؟. وبالتالي هل أعماله تفضح أو تعري الحركة الصهيونية العنصرية؟ في البدء لا بد من الإشارة والتأكيد أننا ههنا لا ندافع عن هذا الأديب أو ننفي عنه صهيونته فهو أولاً وآخراً ينتمي لهؤلاء الغزاة الذين احتلوا أرضنا الطيبة. ولكننا نحاول تسليط الضوءعلى أعماله لنتبين هل حقا كانت تسعى لكشف الوجه الحقيقي للمشروع الصهيوني في تعامله مع الفلسطينيين.؟
من هو سميلانسكي :
ولد الأديب "يزهار سميلانسكي" عام (1906) في مستوطنة "رحوبوت" اليهودية والتي أقامها المستوطنون الأوائل عام (1896) على أرض "ديران" العربية إلى الجنوب الغربي من مدينة الرملة، وهو من عائلة قروية هاجر والده من مدينة كييف الروسية إلى أرضنا العربية ضمن الغزوة الاستيطانية الثانية واشتهر والده الذي كان ينتمي إلى حركة "العامل الشاب" بأبحاثه عن الاستيطان والدعوة الملحة له، وعمه "موشيه سميلانسكي" اشتهر في مجال الأدب الصهيوني وعرف في أرضنا الطيبة بـ "خواجا موسى". هذا وقد قضى "يزهار سميلانسكي" طفولته في مستوطنة "رحوبوت" ومن ثم رحل إلى القدس العربية حيث درس في كلية المعلمين ثم انتقل إلى الجامعة العبرية وتخرج منها، وبدأ حياته العلمية مدرساً في مستوطنة "بيت شيمن" شارك في معارك عام (1948) برتبة ضابط في الاستخبارات، ومن ثم انتخب عضواً في الكنيست الصهيوني عن قائمة حزب "مباي" لغاية عام (1976) حيث تفرغ لكتابة المقالات الفلسفية في مجالات المجتمع والسياسة والتربية … وبدأ حياته الأدبية بنشر أولى قصصه في المجلة الصهيونية "مكيونورث" وذلك عام (1938) ومن ثم نشر أربع قصص في نفس المجلة وذلك ما بين (1938 – 1941) وفي عام (1944) صدرت قصته "أطراف النقب" وتلتها بعد ثلاث سنوات قصة "الحرش الذي على التل" وهذه القصة نالت جائزة صهيونية وفي عام (1959) صدرت له مجموعة قصصية للشبان وتلتها عام (1963) مجموعة قصصية مؤلفة من ثلاث قصص هي: المهم أن نبدأ – الهارب – حفكوك". _وتبقى أهم قصصه هي تلك القصص التي أطلق عليها اسم قصص الحرب والتي تضمنت في مجملها النقد للأوساط الدينية والعسكرية الصهيونية ومن هذه القصص:_ ما قبل الخروج الأسـير قافلة منتصف الليل خربة خزعه وقصة قافلة منتصف الليل حازت على الجائزة الصهيونية "برنر" واحدثت حين صدورها ضجة في الأوساط الصهيونية خاصة حول شخصية بطلها المنطوية على نفسها والحالة المتشككة وقد رأت الأوساط الصهيونية في هذه القصة خطراً على الوعي العام الصهيوني الذي يدعي الحق في أرضنا الطيبة فلسطين. وتأتي قصة "خربة خزعه" لتزيد من مجموعة السخط على هذا الأديب الصهيوني فالقصة ظهرت عام (1949) واستندت وقائعها إلى أحداث شارك الكاتب فيها عندما كان ضابطاً في استخبارات فرقة الجيش الصهيوني المكلفة بتهجير سكان قرية وتدمير بيوتها. كان الكاتب شاهد عيان ومشاركاً في العملية، كما اعترف هو بنفسه للرد على الذين اتهموه بالتضليل، وتبدأ وقائع قصة "خربة خزعه" فجر السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني (1948) حين كلفت عدة وحدات من جيش العدو الصهيوني، التابعة للكتيبتين ( 152- 151 )) بمواجهة مجموعة من القرى الفلسطينية الواقعة بين "المجدل وبيت حانون" والقيام بعملية "تطهير" شاملة لهذه القرى. وكانت هذه الوحدات قد زودت قبل خروجها للقيام بهذه المهمة القذرة، بأمر قتالي واضح وصريح يجمل توقيع النقيب "يهودا بيئري" ضابط العمليات في أركان قطاع الساحل، وكان الأمر يقتضي بقتل كل من يشتبه به من الأهالي وطرد من تبقى من قراهم، ومنعهم من الرجوع إليها، بهدمها وحرق بيوتها … أما قصة "الهارب" والتي ظهرت عام (1963) وهي موجهة للشبان، فلا يختلف فيها عن سواه من الأدباء الصهاينة فيجسد فيها أسطورة تفوق البطل اليهودي الخارق فموضوع القصة هي الحرية وبطلها حصان أبيض يملكه اليهودي "أريـه" وهو صاحب مزرعة في مستوطنة يهودية قبل قيام الكيان الصهيوني ويمنح "سميلانسكي" هذا الحصان قوة خارقة ليذكر أن هذا الحصان، الذي هو بطبيعة الحال من أملاك أحد الصهاينة ، أشبه ما يكون بأحصنة الأنبياء التي تجر عرباتهم كما تروى ذلك القصص الدينية… وهذا الحصان لا يأبه لشيء فهو يركض بدون أي قانون وقيد لم يعد لشيء أو لشخص…؟ هذا ويعتبر كتاب "سكيلتك" أضخم عمل أدبي لسميلانسكي حيث أحدث ضجة في الأوساط الصهيونية الأدبية والصحفية استمرت قرابة العام حيث اعتبرت هذه الأوساط أن هذا العمل منتمياً إلى طريقة تيار الوعي. _أسلوبه ولغته:_ لهذا الأديب الصهيوني أسلوب خاص أهم ما يميزه اختصار الحبكة الروائية أو الحدث الخارجي والتوسع الملموس في وصف نفسية الشخصيات المركزية لقصصه وصقل تجاربه فالفعل الدرامي الذي يحدث في وعي الشخصيات يصبح النقطة المركزية في القصة. هذا وقصص "سميلانسكي" تعبر عن أوضاع نفسية في أقل ما يمكن من الزمان والمكان ومع ذلك فهو لا يحدد في أفكار شخصياته خوفاً من أن يصبح إنتاجه أدباً نظرياً فلسفياً … وفي قصصه أيضاً ميزة أخرى هي تلك العلاقة بين التجربة الشخصية والنظرة التفصيلية للعالم الخارجي وهذا مما يربط وصف الخلفية الروائية مع الخطوط النفسية لشخصياته، وأهم ما يميز قصصه هي شخصياته المركزية التي تمثل الفردية المستقلة رغم كونها شخصية منطوية على نفسها حالمة مشككة حائرة لا تعرف الطمأنينة في حين تتفوق باندفاع قوي غير واضح إلى عالم الجمال. وهناك مجابـهة دائرة بين الشخصية المركزية في أدب سميلانسكي وبين المجتمع والمحيط الصهيوني الذي يعيش فيه. أما لغته فهي لغة قوية حيث يعتبر من المتبحرين في هذه اللغة وله تأثيره الكبير على الكتّاب الشباب فهو أول كاتب يهودي مولود في أرضنا الطيبة وبالتالي جميع أعماله الأدبية تستند إلى خلفية فلسطينية.
عودة الوعي:
وبعد هذا الاستعراض السريع لأعمال هذا الأديب الصهيوني هل نقول أنه عاد إلى وعيه وأحرق ستار الدعاية الصهيونية المفرطة وكتب ما يعانيه بصدق حين ، ؟فضح الأعمال الوحشية التي مارسها الجيش الصهيوني ضد المواطنين العرب ومدنهم وقراهم … دون ان يغيب عن ذهننا ان سميلانسكي قبل وفاته بعدة سنوات وصف العرب بأنهم "من آكلة لحوم البشر" ودعا حكومته إلى وقف التفاوض معهم00
بالطبع فالحكم على أعمال "يزهار سميلانسكي " يحتاج لدراسات طويلة وبحث ضان ولكن نقول مع الأستاذ "طراد الكبسي (أن الاهتمام العربي بالأدب الصهيوني فضلاً على أنه جاء متأخراً، وعبر المحاذير والشكوك، فإنه ما يزال دون المستوى المطلوب بكثير … إننا نحرث في ارض بكر)
وانطلاقاً من ذلك لم ندخل عبر محاذير الشك والخوف فطرحنا الأديب الصهيوني يزهار سميلانسكي من خلال ما نملكه من أعماله مستشهدين على ذلك باعترافاته على أعماله حين يقول: "وما رأيته سبب صدمة هذه ردة فعل كاتب… وهكذا كتبت …"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب