الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوتوجرام

احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)

2022 / 6 / 13
الادب والفن


ومن آيات بلادي
العاقلون يضربون الإشارة المرورية
ولاينظم سير المركبات إلا المجانين
ولايعكف على إدامة الخير
بالدعاء
سوى أولئكَ الذي غير ملامحهم الفقر
ولا يتشبث بأهداب الوصل
إلا الذي طعن قلوبهم الفقد
ولايعربد بالنصيحة إلا من حُشِر في حُلقوم الحياة
مستغفلا عن تركتهِ الضالة
ولغوِ أصابعه على حائط العفة
لإقناعه بالسقوط
بعد كل مرة يتكئُ فيها على ضحية
وينبش أنفه بمفتاح..
.................
أضع كفي الأيسر
على خدي الأيسر
ويدي اليمنى تكتب
تقفز ساقي اليمنى على اليسرى
تلتوي فوقها كثعبان
ويدي اليمنى تكتب
يطأطئ رأسي شيئاً فشيء
كمن تأخذه غفوة عنيدة
ويدي اليمنى تكتب
تأخذني نوبة سعال
أنفث فيها
كل الدخان المسجون بزنزانة صدري المكتئب
ويدي اليمنى تكتب
يمر أحدهم فيلتقط صورة لي
وهو يقول: لقد صورته وهو يكتب..
لكنه لم يكن يشعر ولو للحظة واحدة
بأنني كنت أموت.
.................
لم يكن مقنعا
ذلك الجدار
وهو يرطم رأسه ندما
برأس كل من يدعى المواساة
يفرك وجهه بصدور المارين
ولايخشى عواقب الاحتكاك
ذات نهار
جاءني مثل غمامة هاربة
كان يود بعض مواساتي
وضع رأسه الثقيل على كَتفي
وقال:
أعرف الكثير
ممن يسلخون النمل
لاستغلال جلودها الصغيرة
لتدفئة ما يملكونه من أوهام
بدلا من إشعال عود ثقاب واحد في طابورهم الطويل
مسحت دموعه المنهمرة من مزرابه المتورم
حتَّى تلطخت يدي من طلائه السائل
كما يسيل الكحل من فتاة باكية
فقلت له: أصمد، لاتهتز...
حاول الصمود لكنَّ وسعه كان أقل بكثير من ذلك التكليف
فانهار عليَّ.....
...............
لم يكن يؤمن بشيءٍ
جسدي الذي يتمنى أن يكون حاجزا
أمام طفلة تائهة تبحث عن أمها
في سوق مزدحم بالأجساد
.................
ولم يكن يؤمن بشيءٍ
رأسي الذي يتمنى ألا يكون عابرا
أمام من يستمتع بمشهد واقعي
أو تلفاز أو سينما أو لوحة
في حياة مكتظة بالرؤوس
................
ولم يكن يؤمن بشيءٍ
قلبي الذي يتمنى ألا يكون حجارة
يدفعها أحدهم صعودا
وكلما بلغ ناصية إعجابه
عاد به الحال مكسورا
على شقوة المنتهى
................
لم يكن يؤمن بشيءٍ
كفي الظالع بما لايطيق
وهو يتمنى ألا يكون حاجزا فولاذيا
أمامَ وجه شاحب متذمر
يشمئز باستفزاز عاصفة كريهة
إن لم يجد صفعةً عابرة
تحدد مساره الاعتباطي.
.................
لم يقف على باب روحي شيء
دخان المقاهي يغادر من بينها
ومن يافوخ أصابعي
تعرج الكلمات كأرواح الموتى
تبتسم في وجه تساؤلي
جميع الكراسي الجرداء
كمراهقة تلاحقها أتربة العادات
وترتبها التقاليد بشكل لايتقدمُ إلا للوراء
مجيبةً على ال لماذا
التي لم تنطق بها شفتي المتحجرة
شفتي التي لا تنطق إلا إذا وجدت مستمعا جيداً
كالسجائر..
أو جدار مقبرة عزباء
سُرقت عباءتها في مدينة الشرف
سأنجو مستعينا
بما دسه القلق بين أصابع التفكير
إن لم أشاهد الفوضى
وهي تطبق مؤخرتها على وجه العالم
سأنجو حتما
إن كورت نفسي كمطب
ورميتني في أضيق دهليز تعرفهُ الكدمات
سأنجو حين أرى
من يعثر
ومن يتعثر
ومن يستعثر
ولم يقف على باب روحي شيء
سوى الطارق
وما أدراك ما الطارق؟
كفٌّ...
كنت قد تخيلته يمسح عن وجهي بعض الأفق
كفٌ زاهدٌ إلا من أن يكون مطرقة
تثبت وجهي في درب الرثاء
ببعض الخوف والمسامير..
...............
سأرسم قافلة تسير
وكلب ينبح
ورجلا عاريا يستند على عصا
وعلى رأسه عقال متين
ولهداية الآخرين
كان يرتل آيات ما أنزل بها من غفران
وبعدما ينتهي
تبصق عليه الأرض
وتكفر بسرد الضيق السائل عليها
من وطأة المنفيين في أحضان القرف
.............
سَأرسمُ كلبينِ آدميينِ
يُفكرانِ بالحقيقةِ
وهما هاربانِ من وحشيةِ استكلابِ الناسِ
يَهربانِ بشغفٍ
يَهربانِ بلا تلفتٍ
فيقعانِ في حفرةٍ عميقةٍ
أشدِّ أمانا من حَظيرةِ المَلائكةِ
سَأرسمُ خِضمَ العنفِ
بينَ آراءِ الفلسفةِ الانفلاقيةِ
وتَلاطمِ الديناتِ المتناحرةِ
على وصفِ ماهيةِ الجَنة..
وأعودُ مُجهَداً من عَملي المُعتاد
في ظهيرةٍ صيفيةٍ أشدّ حرارة من تَحسُرِ الشمسِ
تَقصمُ ظهرَ أسلافِ بعيرٍ مُتهَمٍ بالخلودِ
وبنصفِ تعرٍ، أرمي جَسدي المنهَكَ
على بلاطِ مَنزلِنا الخَشنِ
تَحتَ مِروحةٍ سَقفيةٍ تَتدلَّى مثلَ نهدِ عجوزٍ
تُطأطئُ خَجلاً من ضعفِ التيارِ الكهربائي
تدورُ كساعةِ انتظارٍ باهتٍ يَجرُّها ثورٌ سَمينٌ
تُزيدُ من تَعاطُفِ أمي
وهي تضعُ أمامي بعضَ الفاصولياء الغارقةِ في البحرِ الأحمرِ
مع رغيفٍ معذَبٍ في جَهنمِ تنورٍ طيني
ورأسِ بصلٍ مَجهولِ الهُوية
ولا يشقُّ غُبارَ النفسِ سوى لَعلعةِ التلفاز
ببعضِ مواويلِ (عبادي العماري)
لِيَسوقَني بِصوتهِ الأجش
لأبعدِ نُقطةٍ في هذا الكونِ النَّافرِ من بعضهِ
وَيَرجعُني بآهاتهِ المختصرةِ للميتافيزيقا
وهو يَعقدُ نهاياتِ الكلماتِ
كما تَنعقدُ حياتُنا ببركةِ موتٍ أعزلٍ
يُداعبُ ما تبقّى من عناوينِ الراحةِ
في كتابِ هُدوئي القاضمِ لأفكارِ القلقِ
لأفهمَ بعدَ ذلكَ كلِّهِ
ما تَعني الجَنَّة....
................
لأنني لست ممن....
كان عليَّ أن أطحن عظام نومي بكفي
وأسكت عن بعض الغناء
ولأنني لست ممن....
كان عليَّ أن أرتدي الابتسامة وجها
لئلا يفضحني الاشتياق
ولأنني لست ممن....
كان عليَّ أن أحمل على رأسي
مايتركه الآخرون من ثقلٍ
فصرت في نهاية كل حيرةٍ
علامة استفهام
حتَّى تآكل انصاتي بوجه العالم
لأرى جمع من الحمقى
يتكدسون في دهليزهم المبتور
ليكونوا قُمامةً مقدسةً تشعُّ الفوضى على رؤوسِ الأوغاد
ولايتكاثرون إلا بمد لسانهم المعقوف
في مرحاض أكذوبة نتنة
ولاتجف أبدا
مهما على حبل غسيل التأريخ
نشروا الذبائح المبللة
ومهما لعلعتِ الحداثةُ بالانفلات
فما خفي كان أقدم....
................
لن أفكر بشيء
وأنا أعبر دهليزك الضيق
بأقدام من ضوء
ولن أفكر بشيء
وأنا أترقبك جالسا في منقلة
لأني أخاف من تقشير انتظاري
كما تقشرين برتقالة حامضة
بيد من سكر
قبل أن ترميها لكلب سائب
ولن أفكر بشيء
حينما أدور وأدور وأدور
كغطاء قنينة ماء
بيد طفل يظن فتحها بالاستدارة
لا بالسحب
هكذا تعلمت أن لا أفكر بشيء
إلا بمجيئك
حتَّى وأن كنت تحملين لي بعض الموت
أنا شجرة يبسها انتظار الفلاح
لعله يأتي.. لعله يأتي
هكذا أخبرتُ العواصفَ
وقلت لها:
لا أبالي إن جاءني يحمل ماءً
أو فأساً حادة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش


.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان




.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص