الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليقاً للمعادلة السياسية ومعضلة الإستعلاء والإستعداء

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 6 / 13
الصحافة والاعلام


(رأي خاص)

أولاً. فور إنتهاء الإجتماع المشترك الذي ضم الحرية والتغيير (المجلس المركزي) والمكون العسكري بوساطة من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة السعودية؛ أصدر القائد مالك عقار رئيس الحركة الشعبية "بيان صحفي" رحب فيه بعقد إجتماع كهذا ضمن مساعي خفض منسوب الصراع والبحث عن حل للمشكلات السودانية، وقد أكد البيان تمسك الحركة الشعبية بضرورة العمل للخروج من تلك الأزمة السياسية المستفحلة عبر حوار شامل لا إقصاء فيه لأحد أو مجموعة، وأن الحوار واحدة من أدوات الحركة الشعبية للكفاح والتعبيير عن الرأي وإحداث التغيير المطلوب، ومهما بلغ حجم الصراع لا مناص من جلوس السودانيين علي مناضد الحوار لحل كل قضايهم الوطنية بغية تمهيد طريق العودة لمسار الإنتقال الديمقراطي والمدني وإستكمال السلام، وقد كانت مبادرة الجبهة الثورية منصبة حول هذه النقطة، وحوت أطروحات موضوعية بشكل ممرحل ومرن، وخطوة الحرية والتغيير يجب أن تتبعها عدة خطوات من قبل جميع الفاعليين في السودان من قوى السلام والديمقراطية، ويجب الدفع باتجاه العبور نحو واقع جديد يحقق الإستقرار والتنمية في كافة ربوع السودان.

ثانياً. بلادنا تمر بأخطر منعطفاتها التاريخية، ونحن نشعر بقلق عميق بشأن توسع الصراعات السياسية والإجتماعية وتدهور الأوضاع الأمنية وإنهيار الإقتصاد، ولا يوجد متسع من الوقت يسمح بخوض معارك إنصرافية وصفرية لا تفيد السودان، كما أعتقد أن الحملة الإعلامية المنظمة ضدنا الآن تمور في طياتها شحنات غِل لا توصف إلا بأنها تعكس أسوء صورة مستنسخة من ظاهرة الإستعلاء والإستعداء ورفض الدواء لهذا الوباء، وهذا ضجيج الإنهزام يتصاعد، وتكاد تنفجر براكين العدوان، ويجب تفنيدها "نقطة نقطة"، ونحن الآن نحاورهم بما تعلمناه من آداب رؤية السودان الجديد، وكما ذكرنا آنفاً، ونكرر ذلك مرةً آخرى، اننا لا نودُ فتح أبواب الثرثرة الجانبية بعيداً عن تناول قضايا الساعة الملحة بل نوجه كل طاقاتنا لإنتاج سياسات مفيدة للسودان، ونحصر موضوعات النقاش حول قضايا السلام والديمقراطية وكيفية المحافظة علي المصالح العليا للسودان.

ثالثاً. تابعنا ما خطته بعض الأقلام علي متون صحف ورقية وإلكترونية نكن لها التقدير وإن تنمرت أقلام كْتابها علينا بما لا يُحتّمل من تلفيقات نسجوها لممارسة عمليات الإستلاب لرأي الآخر ومصادرة الحقيقة، ونقرأ ما ورد فيها من زاوية إبداء الرأي حول ذلك النقاش المُثّار عن موقفنا السياسي حيال ما يدور علي المسارح العمومية المشحونة بمختلف الأراء "نقداً ونقضاً"، وهذه مواقف سياسية إتخذناها طبقاً لتحليلنا للوضع السياسي الراهن، وهكذا الساحة السياسية، وحرية التعبيير، ولا نحتكر الحديث حول ذلك، ولكنا نأمل أن يكون النقاش موضوعياً في هذا الخصوص، وليس من باب تبني وجهات نظر إقصائية تندرج تحت حملات التشويه المنظمة حالياً لإبراز صورة مختلة لا تتطابق نهائيًا مع حقائق الواقع في دولة مأزومة ومنكوبة بكل المقايس.

رابعاً. يحاول البعض "عن قصد" إختلاق صورة عكسية للواقع، ومنافية للحقيقة؛ من أجل تشويه المواقف المبدئية للحركة الشعبية؛ خاصة فيما يخص إستنكار مسألة زج الأطفال في ميادين الصراعات السياسية وضرورة توفير الحماية اللازمة لهم في مناطق النزاع المسلح وداخل المدن والأرياف الواقعة تحت خط الخطر، وهذه إتفاقية أبرمناها بارادتنا، وملتزميين بتنفيذ كافة بنودها، ونحن نرد لمن يحاولون "الإمساك بظلهم"؛ مُحتلميين بعودة ماضيهم الذي لا يعود إليهم أبداً، أو فلنقل هذه محاولة فاشلة لقفزة "بهلوانية"، ومحاولة تمرير أجندة الهبوط السياسي الخشن؛ أن من أدبيات الحركة الشعبية الراسخة كما سطرها الدكتور جون قرنق أتيم منذ عهود علم بها الحركيين إحترام حقوق الإنسان والعهود والأعراف المتعلقة بحماية المواطنيين من كل المخاطر، ونحن ملتزميين بكل المواثيق الدولية لحماية الأطفال، ويحدثنا أيضاً عن أن الحوار بكل أشكاله وأنواعه يُعد واحدة من أقوى وأهم أدوات الحركة الشعبية للتغيير الشامل الذي يقود نحو سودان الديمقراطية والسلام والمواطنة بلا تمييز.

خامساً. نعلم؛ تمام العلم، أن هنالك حملة واضحة التوجهات والإتجاهات والأدوات قُصِد بها إستهدف الحركة الشعبية في محاولة فاشية وفاشلة لعزلها سياسياً وجماهيرياً، ومن ثم وأد رؤيتها "الغير ممكن" عبر إستخدام ألة إعلامية مضللة، وهذا إنعكاس للخلط الممنهج بين المعركة السودانية التاريخية لإحداث التغيير والخلافات السياسية الآخرى، وهذه مشكلة كبيرة جداً، والسودان لا يتحمل تحوير الصراعات بين تلك المجموعات والحركة الشعبية، وعدم فرز صور الصراع، ولا يجوز الميل نحو توسيع رقعة الخلاف ومحاولة ترجيح كفة مجموعة بعينها، والحركة الشعبية حين تكشف الحقيقة تضع مصدات المنطق لإستقبال التنشين الإعلامي ضدها بسهام الخصوم، ولا يمكن بناء الدولة إلا بشفافية بُناتها المنوط بهم محاورة بعضهم ومخاطبة واقعهم بوضوح لوضع أعمدة البناء في مكانها الصحيح؛ إجابةً علي أسئلة راهن معقد ومضطرب يهدد بضياع الدولة، وهذا ليس حديث إنشائي كما قد يتصور البعض إنما هو محاولة لشرح ما يدور علي خضم الساحة السياسية المحمولة بسلوك العدوان المضاد للرأي السياسي المختلف، وهذا سلوك مشين ممن لا يتفقون معنا، ولا نتفق مع تصوراتهم للأوضاع السياسية، ولا طرائق حل الأزمة الوطنية. ولكن الأفضل لنا أن نتفق الآن حتى لا نضيع ونضيع السودان.

13 يونيو - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات