الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمهيدات… لتبرئة صدام..

سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)

2006 / 9 / 18
دراسات وابحاث قانونية


يمكن حصر فيض من المواقف والتصريحات والأقاويل وكذلك التفارير الراهنة، منذ بداية محاكمة الرئيس العراقي السابق، الديكتاتور "صدام حسين" زائد سبعة من كبار معاونيه إبان فترة حكمه للبلاد قبل عقود، حيث لم يشهد العراق فترةًً أعنف وأقسى وأشرس، مما كان عليه العراق بمجئ البعث إلى الحكم، وخصوصاً بعد تسلم "صدام" حكم البلاد. نستشف منها تراسبا من الايحاءات بتبرئة الديكتاتور العراقي "صدام حسين" من الجرائم التي قرفت يداه، والتي يندى لها جبين الانسانية.
* فمن تلك التقارير، التفرير الذي صدر عن لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي قبل أيام قلائل تقول فيه: "إنّ الرئيس العراقي السابق "صدام حسين" لم تكن على صلة بتنظيم القاعدة "الارهابي"، وهو ما كانت تقوله الإدارة الأمريكية مراراً وتكراراً حتى قبيل احتلالها للعراق". وكذلك الحال بالنسبة إلى التقرير الخاص عن نتائج لجنة 11 ايلول المكونة من اعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكيين، والتى خلصت الى انه لم تكن هناك "علاقة تعاون" بين صدام حسين والقاعدة. فقط مبدياً أنّ نظام "صدام" كان يشكل تهديداً على جيرانه والمصالح الامريكية بفضل ترسانته من اسلحة الدمار الشامل، والتي لم يعثر على مثل هذه الاسلحة المزكورة في التقرير.
* ومن تلك المواقف، موقف العشائر السنية في محافظة نينوى وعشائر بعض مناطق السنية أخرى، صراحة، إنّهم لن يتخلوا عن عملياتهم المسلحة المنظمة، مالم يطلق سراح "صدام حسين".
* ومن تلك الأقاويل، ما قاله القاضي العراقي الشيعي عبد الله العامري المكلف بالمحاكمة في قضية "حملات الأنفال" والذي ينتمي بقرابة الى هادي العامري رئيس منظمة بدر. وفي منتهى الصراحة، أنّ صدام لم يكن يوماً ديكتاتوراً. لكن كان على القاضي أن يعرّف على الأقل آنذاك معنى الديكتاتورية، حتى يدرك العالم أنّ الذي تسبب في مقتل وتشريد الملايين من العراقيين خلال فترة حكمه، ماذا يكون. ليزودنا من وحي المناهج التي تعلم منها، وآخر ما تفتّق عنه عقل قاضي يتعامل مع تاريخ حاكم كان بقاءه ربعاً من القرن على حساب دماء وكرامة أهله وبلاده التي غطتيها الأشلاء على مدار تلك السنوات...

* ومن التصريحات التي فسرت هذه المواقف والتقارير والأقاويل، على أنه تمهيد لقرار باطلاق سراح صدام حسين ونقله الى الدوحة للاقامة فيها بناء على طلب وموافقة أمير قطر وأسرة صدام حسين وصدام نفسه.
ووفقا لما يتردد في واشنطن فإن الإدارة الأمريكية لن تسمح للعراقيين باعدام "صدام حسين" لأن اعدامه، بعد التقارير الاخيرة عن برائته عن تنظيم القاعدة سيلحق الاذى تاريخياً بالجمهوريين، وحتى بفترة رئاسة الرئيس "جورج بوش" وسيتهم الرئيس "بوش" شخصيا بتصفية صدام حسين دون توفر دلائل دامغة.
لكن للأسف، لقد ترك القادة العراقيون مسألة محاكمة هؤلاء للأمريكيين استعداداً لمرحلة ما بعد محاكمة صدام وسبعة من أعوانه. وقد جرى حصرهم ليشغلوا أنفسهم بالتفكير والتعبير بمشاكلهم الداخلية وحساباتهم المابينية، في وضع لخلق مزيد من التشوش وخلط الأوراق من جديد في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: إما عقد صفقة تبادل مع حما




.. للحد من الهجرة.. مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للبنان


.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_




.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف