الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-سبايكر- الوجع العراقي المعاصر.

حسنين جابر الحلو

2022 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الشباب عنوان الحياة ، جملة توقظ العمل الصعب في حياة الاسترسال، عندما تتغير نبرة السياسة من تقديم حلول للشباب إلى تغييب للشباب ولدورهم المنشود لبناء جيل متقدم وقادر على تحقيق أحلامه.
فصناعة الأمل ليس ضغطة زر ويتغير كل شيء ، لابد أن نضع الامور في مكانها الصحيح حتى نبدأ ذلك، وعندما بدأ شبابنا ذلك ، تغيرت الحياة من حولهم ، من حالة إلى أخرى ، ولاسيما انهم كانوا يطمحون للحياة السعيدة ، وبعد دراماتيكية الحدث، أصبحت الامور تتجه باتجاه معاكس ، حيث نرى أن الأيدي العاملة اتجهت من الزراعة والصناعة إلى الوظيفة ومنها العسكرية والأمنية والقطاعات الأخرى.
مما سبب حالة من التدفق على هذه القطاعات ، واوجدت المسافات بين الصد والرد ، ولاسيما بعد دخول داعش إلى الأراضي العراقية ، ذهب العديد من الشباب ضحية للمساومات والمهاترات السياسية ، بدأت منذ السقوط الى سبايكر وما بعدها.
جريمة "سبايكر " ، واحدة من الجرائم الابادية التي افنت اعمار شباب كالورود، ليس لهم ذنب الا انهم عراقيون ، ارادوا الحفاظ على الهوية الوطنية من الضياع ، وذلك لايتم، إلا بعد تصحيح المسار .
وهؤلاء الشهداء والبالغ عددهم " ١٧٠٠" شهيد ، وفي مصادر أخرى أكثر من ذلك ، لم يكن لهم ذنب يذكر على الإطلاق لاقانونيا ولاعرفيا ولاشرعيا، جنود كان لهم واجب وتدريب معين ، في الحفاظ على ممتلكات الوطن ، إلا أن النفوس الضعيفة من " داعش " واعوانها قد اسرت الشباب ، وعملت على تصفيتهم جسديا ، مما جعل القلوب تدمى قبل العين ، وتاسس بعد ذلك الى وجع عراقي من نوع خاص ، لأن كل شاب هو اب ، واخ، وابن ، قطعا شكل حالة الحزن المزمنة في حياة هؤلاء ، وفي حياة كل عراقي غيور على دينه وعرضه ،وكما يقول "الطاهر بن جلون" : "الوجع يمنحني صفاء غير معتاد .. أتالم ولكني أعلم ما الذي ينبغي فعله لكي تتوقف هذه المكيدة" .
هذه الحادثة عرفّت المجتمع الدولي حجم الخطر الداعشي على كيان المجتمع الإسلامي والخريطة الإقليمية، والتصدي الفوري من قبل العراقيين من القوات الأمنية والحشد الشعبي والصالحين من الشعب ، على الرغم من وجود خلايا نائمة تستيقظ لتثير الرعب دائما ، إلا أن العقل العراقي تنبه لذلك ، واوقف عجلة تقدمهم ، لتبقى الذاكرة صافية من الشوائب .
فذكرى " سبايكر" ليست غياب للجسد ،بل هي ثبات للموقف ، وعلى كل عراقي ان يحمل هموم " سبايكر" وماحملته من معاني في الخريطة الذهنية للمجتمع العراقي ، وأن تكون الذاكرة موقدة لتحفظ كل اسم منهم ، والقلوب مستعدة لتحفر كل وجه منهم ، لأنهم تساموا في الموقف بعد غياب كل المواقف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب