الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوقت المناسب للمناقشة .. متى ؟

طارق الحارس

2006 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ما الذي يحصل بالعراق اليوم ؟ هذا السؤال يحتاج الى اجابة طويلة ، لكننا نستطيع أن نوجزها بعبارة قصيرة نعتقد أنها الأهم هي : دماء أبرياء تسيل في الشوارع .
لا نريد أن ندخل في متاهة البحث عن المسؤول عن اراقة هذه الدماء ، إذ أن هناك أطرافا عديدة تتحمل هذه المسؤولية ونؤكد هنا على أن الحكومة العراقية السابقة والحالية حاولت وتحاول وقف هذا النزيف ، لكنها وأمام التحدي الكبير المتمثل ببناء عراق جديد ، ولكثرة أعداء العراق وشعبه وتمرسهم في الاجرام عجزت عن الوصول الى الحالة التي يتمناها العراقيون لبلدهم .
حينما تكون اجابتنا عن الذي يحصل بالعراق اليوم هي " دماء أبرياء تسيل في الشوارع " لا نتغاضى عن التطورات التي شهدها العراق بعد سقوط النظام ، لكننا نريد أن نؤكد على أن كل التطورات لا تساوي قطرة دم واحدة تسيل من مواطن عراقي بريء والحال بالعراق يشير الى أن هناك دماءً تسيل بغزارة ، لاسيما في العاصمة بغداد ، إذ تشهد شوارع هذه المدينة عشرات الجثث كل يوم .
ربما أن بعض التطورات قد لا مست المواطن العراقي بشكل مباشر مثل قضية الانتخابات التي حاولت بعض الجهات تأجيلها بحجة أن الوقت غير مناسب لاقامتها ، وأيضا قضية كتابة الدستور الدائم والاستفتاء عليه من قبل الشعب نفسه واجهت نفس الحملة من الجهات نفسها لتأجيل البت به على أساس أن الوقت غير مناسب لمناقشته واقراره .
هذه الجهات نفسها تحاول وقف عجلة أي تطور جديد يحاول العراقيون ( الأغلبية العظمى منهم ) مناقشته تحت قبة البرلمان بالحجة نفسها وهي : أن الوقت غير مناسب لمناقشة هذه القضية مستندين في ذلك على قضية الوضع الأمني المتردي الذي يعاني منه العراق .
على أساس هذه الحجة تأجلت مناقشة قضايا عديدة تهم المواطن العراقي ومنها قضية تغيير علم الدولة العراقية من العلم البعثي ، الصدامي الى علم آخر يقره ويحترمه جميع العراقيون .
أما آخر القضايا الساخنة بالعراق فهي قضية الأقاليم التي طرحها الائتلاف الشيعي الموحد مسنودا من التحالف الكردستاني لغرض مناقشتها تحت قبة البرلمان .
لقد سارعت الجهات نفسها التي وقفت ضد مناقشة الانتخابات والدستور الدائم لتعترض على مناقشة موضوعي تغيير العلم والأقاليم مستندة على الحجة نفسها ، بل ذهب بعضهم الى التهديد والوعيد إذا ما قرر الائتلاف الشيعي الموحد والتحالف الكردستاني المضي في طرح مشروع الأقاليم ، فضلا عن رفضهم القاطع لقضية تغيير العلم علما أن هاتين القضيتين أقرهما الدستور الدائم للعراق .
لقد تحققت جزئيات من التهديد خلال الأيام القليلة التي تلت اعلان قائمة الائتلاف على قراءة مشروع الأقاليم في البرلمان ، إذ تم العثور على 190 جثة لمغدورين خلال 96 ساعة فقط . يبدو أن رسالة الرفض قد وصلت الى الأطراف الارهابية أو المقاومة ( الشريفة ) كما يطلق عليها الرافضون أنفسهم لمناقشة قضيتي العلم والأقاليم .
هذه المرة وبخصوص مناقشة موضوع الأقاليم أضافت الجهة الرافضة تبريرا جديدا هو أنه يجب مناقشة الفقرة 142 من الدستور الدائم التي تخص اعادة مناقشة بعض فقرات الدستور قبل مناقشة موضوع الأقاليم الذي أقره الدستور الدائم ضمن الفقرة 118 ، لكنهم تناسوا أن اية مناقشة لفقرات الدستور لا يمكن لها الغاء المبدأ الأول الذي أقيم عليه الدستور العراقي الدائم وهو عد العراق دولة فدرالية .
الديمقراطية التي أتيحت لجميع الأطراف السياسية بالعراق تسمح للجميع الموافقة أو رفض أي مشروع يطرح من خلال البرلمان ، لكننا نعتقد أن الديمقراطية ستفرض حالها في حالة حصول الموافقة من الأغلبية على هذا المشروع أو ذاك وعلى الأقلية أن ترضخ سواء كانت مقتنعة أم غير مقتنعة .
على الجميع أن يفهم أن عقلية الغاء الآخر قد ولت مع النظام الصدامي وأن قبة البرلمان هي الحكم على أية قضية تخص العراق وشعبه وأن حجة الوقت غير مناسب تعني وقف الحياة بالعراق وهذا ما لايمكن أن يسكت عنه العراقيون لأنهم بحاجة الى تغييرات حقيقة بعد أن تخلصوا من نظام القهر والاضطهاد .

مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات