الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الالتزام أحد لأهم تطبيقات النظرية الجديدة _ تكملة

حسين عجيب

2022 / 6 / 15
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الالتزام أحد أهم تطبيقات النظرية الجديدة

من لا يعرف الالتزام ، أو نقيضه بالأحرى عدم الوفاء بالعهود ؟!
....
منح الوقت والجهد اللازمين ، والكافيين ، شرط نجاح أي علاقة وخاصة التقدير الذاتي المناسب والحقيقي .
احترام النفس ، وحب الانسان ، بعبارة ثانية .
1
الانتباه مستوى أولي ، ومشترك ، بين البشر والرئيسيات العليا .
وهو الحد الفاصل بين الشخص العادي والمريض العقلي ( السيكوباتي ) .
يمكن تقسيم الانتباه إلى مستويين ، أو نوعين ، الأول حيث يتجه الانتباه إلى المثيرات الخارجية بدلالة الحواس . أو النوع الثاني ، الانتباه إلى المثيرات الداخلية ، العقلية والشعورية مثل التخيل والتذكر أو الهلوسة .
....
تكمن أهمية الانتباه ، بكونه حلقة مشتركة بين الأفعال الإرادية والحرة ، وبين المنعكسات العصبية وبقية ردود الأفعال غير الارادية .
يعتبر الانتباه ، أو درجة الانتباه بالتحديد ، المقياس الأهم لتحديد الصحة العقلية والنفسية أو العكس ( المرض العقلي والنفسي ) .
2
التركيز فعل إرادي بطبيعته .
كلنا نعرف التركيز ونعرف أكثر صعوبة التركيز ، وسرعة تشتته .
الثرثرة الفكرية عكس التركيز ، وتمثل الحالة العادية للوضع العقلي .
....
يوجد استثناء هام جدا : الفكرة الثابتة أو الوسواس القهري .
الفكرة الثابتة نقيض التركيز بالفعل ، بينما حالة التشتت الذهني تمثل الوسط بينهما ، والحالة العقلية الدائمة للإنسان _ حيث الثرثار الداخلي يقود الفكر .
....
يستحق التركيز المزيد من البحث والاهتمام ، كونه المشكلة والحل معا .
وأكتفي في هذا النص بمناقشة سريعة ، مع التذكير أيضا بالتأمل .
فن التركيز والتأمل في غنى عن التعريف .
3
الالتزام يتضمن التركيز والانتباه ، بينما العكس غير صحيح .
بالمثل كما يتضمن الشباب الطفولة والمراهقة ، والعكس غير صحيح .
....
التركيز انتباه متواصل ، لفترة زمنية محدودة .
الالتزام ، تركيز متواصل لفترات أطول ، في المستقبل .
4
الدليل الأوضح على الالتزام : احترام النفس أو النصر الذاتي .
يصعب على الكثيرين البقاء بمفردهم ، في البيت ، لعدة أيام .
هذا المثال دقيق وهام ، بحسب تجربتي الشخصية ، ويركز عليه أريك فروم وكثيرون غيره من علماء النفس ، نظرا لأهميته ووضوحه :
مقدرة الفرد على البقاء بمفرده لأيام ، واشهر أيضا .
لماذا يعجز شخص بالغ عن البقاء لوحده ، حتى في بيته ؟
الجواب البسيط ، بسبب نقص في عملية النضج المتكامل .
والجواب الحقيقي ، يحتاج للتوسع والحوار مع البراهين والأدلة .
....
من الطبيعي جدا ، أن لا يستطيع طفل _ة البقاء لعدة أيام لوحده .
في مرحلة المراهقة المتوسطة بين الطفولة والشباب ، يحدث التوازن أو التوسط مع درجة من النضج .
بكلمات أخرى ،
الموقف العقلي الفردي بالتصنيف الثلاثي ، من الطفولة إلى الرشد :
1 _ موقف الاتكالية .
الانكار حده الأقصى في المرض العقلي ، ونقص النضج .
2 _ موقف الضحية .
عادة ينسب الأبناء مشاكلهم إلى أحد الأبوين ، ويعتبرون أنفسهم ضحايا ، وقد تكون حقيقية في بعض الحالات . كما يحدث العكس أيضا .
لكن موقف الضحية ، واعتبار عدم النجاح أو الفشل في النضج مسؤولية الآخرين ، يمثل أحد الحلول التخديرية والطفالية وغير الصحيحة بطبيعتها .
3 _ موقف المسؤولية .
علامة النضج والصحة المتكاملة .
....
البقاء في البيت لعدة أيام ، كقرار إرادي ، تمرين نموذجي على الالتزام ، أو المقدرة على الالتزام بعبارة أوضح .
وهو أحد تمارين التنوير الروحي ، المستمرة منذ عشرات القرون .
5
متى وكيف ، يصير بقاء الشخص البالغ بمفرده متعة ومكافأة ؟
توجد ثلاثة أنواع للعيش بدلالة الآخرين ، بالإضافة للعزلة :
1 _ أنت لوحدك .
2 _ أنت مع أشخاص غير محبوبين .
3 _ أنت مع اشخاص عاديين معارف أو زملاء أو جيران .
4 _ أنت مع أشخاص محبوبين .
....
بالطبع سوف نختار جميعا ، العيش مع من نحب وقربهم .
وأن نعيش بعيدا عن الأشخاص غير المحبوبين ، والمزعجين .
بقاء المرء بمفرده ، أو بين معارف عاديين ، حالتان متقاربتنا بالنسبة للشخصية الطبيعية والمتوسطة .
6
متى نحب البقاء بمفردنا ، بالفعل ؟
بعد تحقيق النصر الذاتي كما أعتقد ، ويتلازم مع النضج المتكامل .
....
لا أحد يحب العيش قرب الرئيس المباشر ، أو البقاء معه لفترة طويلة .
( هنا مشكلة الموقع ، وليست مشكلة الشخصية )
تصلح هذه الحالة كمعيار ، ويمكن تطبيقها على حالة عدم المقدرة على البقاء لعدة أيام بدون رفقة .
7
محبة النفس واحترام النفس هما الشيء نفسه ، الفرق بالدرجة فقط .
احترام النفس واحترام الآخرين عملية تبادلية بطبيعتها ، من لا يحترم نفسه لا يمكنه أن يحترم أحدا بشكل فعلي . بالتزامن احترام الآخرين شرط ، ومعيار أيضا ، للاحترام الذاتي .
....
لا يحب نفسه ولا يحترم نفسه بالطبع ، ولا غيره ، من لا يحتمل البقاء بمفرده ، بعد مرحلة النضج ( بعد الأربعين مثلا ) .
....
كلنا مررنا بتلك المرحلة ، ...الخوف لدرجة الذعر من العزلة .
يتساءل أريك فروم ، ما الذي يخيفنا إلى هذا الحد من البقاء بمفردنا !
لماذا الرفقة الذاتية ، والبقاء مع النفس ، على هذه الدرجة من الملل والازعاج الشديد ؟
ببساطة _ يجيب _ لأننا لم نتعلم بعد : كيف نحب أنفسنا .
ويكمل الفكرة ، حب الذات وحب شخص محدد وحب الإنسانية هو نفسه ، فلا شيء يمكن أن يخرج أحدا من الجماعة الإنسانية ( لا نفسه ولا غيره ) .
أعتقد أن هذه الفكرة هامة للغاية ، وقد ناقشتها مرارا في نصوص سابقة منشورة كلها على الحوار المتمدن ، لهذا أكتفي بالاختصار الشديد .
8
صعوبة الالتزام تعود لأسباب متنوعة ، أولها تغير الزمن ، ومعه تغير الحياة والواقع بالتزامن .
كل لحظة ينقسم الحاضر إلى جهتين متعاكستين ، يتحرك الفاعل والحياة باتجاه الغد والمستقبل _ بينما يتجه الفعل والزمن بالعكس إلى الأمس والماضي . بنفس الوقت حركة متبادلة ، بين الماضي والمستقبل في الاتجاهين وعبر الحاضر .
هكذا يتكشف الواقع كما هو عليه .
....
الانتباه هو البداية الصحيحة ، أو متلازمة نقص الانتباه .
9
متى يحب الانسان البقاء لوحده ؟
عندما يكون مع أشخاص مزعجين ، أو قريبا منهم .
من هو الشخص المزعج ؟
الشخصية المزعجة ، يكون حضورها متعبا ، وغيابها مريحا .
وبالعكس الشخصية المحبوبة ، يكون حضورها محببا وغيابها مزعجا .
لكن توجد حالة ثالثه الشخصيات المحيرة ، حيث الصفات المزدوجة ، توازن العادات المريحة والمزعجة عادة .
10
الراحة بعد التعب ، هذا القانون الإنساني العام .
لكن ، العكس غير صحيح بصورة عامة . وهنا حالات المرض العقلي أو النفسي .
يمكن التمييز بين المرض العقلي والنفسي بوضوح ، بدلالة الأسباب .
أسباب المرض النفسي ، فيزيولوجية أو اجتماعية عادة . بينما المرض العقلي أسبابه فكرية ، حيث يتخلف العمر العقلي عن العمر البيولوجي للفرد ، مع غياب الأسباب البيولوجية أو الاجتماعية .
11
للالتزام أشكال عديدة ، ونوع واحد يتمحور حول المستقبل .
....
ملحق 1
دور الجينات والمستوى البيولوجي في حياة الفرد ، يشبه بقية العمر ، يبدأ كاملا ثم يتناقص بشكل متسارع ، ... مع التقدم في العمر .
بينما الشخصية الفردية على العكس تماما ، تبدأ من الحالة البيولوجية لحظة الولادة ، ويتزايد نضجها بشكل تصاعدي مع التقدم في العمر .
في الخمسين ، وبعدها اكثر : أنت قرارك .
مشاعرك مسؤوليتك .
( بصرف النظر عن درجة الصحة أو المرض ، الفعليين ، بحياة الفرد ) .
....
ملحق 2
لماذا يصعب على البعض من البالغين ، رجل أو امرأة تجاوزا الخمسين مثلا ، البقاء بمفردهم لعدة أيام ، وحتى لساعات لدى الكثيرين _ات ؟!
أعتقد أن الجواب الصحيح ، المنطقي والتجريبي ، الفشل بتحقيق النضج المتكامل ( أو النصر الذاتي ) .
النصر الذاتي يتضمن النصر الاجتماعي ، والعكس غير صحيح سوى في حالات نادرة .
مثال غاندي ومانديلا والدلاي لاما ، ثلاث شخصية عالمية حققت القيادة الأخلاقية ( التحويلية ) على مستوى العالم _ النصر الذاتي .
بينما النقيض هتلر وستالين وموسوليني ( وغالبية زعماء العرب والمسلمين خلال القرنين الماضي والحالي ) . لقد نجحوا جميعا بتحقيق النصر الاجتماعي ، لكنهم فشلوا بتحقيق النصر الذاتي والنضج المتكامل .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #