الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤى ثقافية عن الإبداع

هدى توفيق

2022 / 6 / 17
الادب والفن


س1: هل نجحت المرأة المصرية في طرق أبواب الأدب ؟
ج ـ بالطبع نجحت المرأة المصرية إلى حد كبير في طرق كل الأبواب ، وليس أبواب الإبداع فقط ، وأيضا في المجالات المختلفة سواء في : المجال الأكاديمي ، الصحافة ، الإبداع ،الفنون المرئية. وكل أشكال الإبداع ـ أعتقد ذلك ـ بل وبدأن ينحتن لأنفسهن منهج ومذاق مختلف ينبع من بذور ثقافتهن ، وهويتهن المصرية الخالصة.
س2: يقال أن الرواية العربية ما زالت تواجه محاولات الوصول إلى العالمية على استحياء ، وتواجه بعض التحديات ، رغم حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل للأدب ، ورغم وجود روائيين واصلوا على نفس الطريق ؟
ج ـ في الحقيقة أنا أرى أن هذا الاستحياء مفتعل وموجود من داخل الواقع الثقافي المصري والعربي ذات نفسه ، وأنه مكبل ومتردد ومهزوز ، لأن معايير المصداقية والتأويل والبحث والنقد الهادف أصبح قاصر وناقص عن استيعاب المشهد الروائي ، والملاحقة بجدية وشفافية هذا الزخم الروائي ؛ الذي أصبح يملأ الساحة ، وأقصد بشكل أدق جميع الثقافات والهويات القومية المتعددة تحت المظلة الأكبر ما يُطلق علية الرواية العربية ، لأن يوجد حسابات أخرى ، وتفشي مصطلح الشللية ، وسطوة ديار النشر المعروفة ، والعلاقات والمحسوبية بشكل غير موضوعي وصادق بالمرة ؛ التي باتت هي المحرك لأغلب إصدار الأحكام ، وما هو آشبه بالفتاوي الأدبية دون تمعن ، دون إخلاص ، دون جهد ، دون تمحيص ، وإن كنا لا ننكر، بالتأكيد أن هناك الكثير من يستحق الإشادة والتكريم من الأدباء ، هذا بالإضافة للمعضلة ولنسميها أم المشاكل فعلاُ ؛ أن لا يوجد قارئ متنوع مختلف ، ولا يوجد رواج للكتاب العربي ، لا توجد ثقافة اقتناء الكتاب ، وتباين الذائقة بين هذا وذاك ، وليس معنى أن يظهر أكليشيه) البيست سيلر(. أن هذا الكتاب بالضروري الأفضل من حيث قيمته المعرفية والأدبية. التحديات كثيرة ومتجذرة في الواقع العربي من تراكم الجهل والتخلف وحالة الردة الكاملة ؛ التي يعيشها الواقع المصري والعربي في كل المجالات ؛ فالأدب صورة شاهدة على كل هذا ، وإرث هذا التراكم الطاحن ، وبالتالي سيظل هذا الاستحياء متأزم ، وعالق مادامت لا تتحسن الأمور على كل المستويات.
س3: هل صحيح ما يقال أن ترجمة الروايات العربية ما زالت ناقصة وغير مكتملة ؛ لأنها تفتقد الرواج والتعدد ؟
ج ـ بالطبع مسألة ترجمة الروايات العربية تُعبرعن اطروحة غير مكتملة وناقصة ، بسبب عدم الترويج والانتشار الصحيح لها ، وأنا هنا أتحدث بشكل خاص عن الواقع الثقافي المصري. والشئ الملفت للنظر أيضًا ليس فقط عدم الترويج والتعدد ؛ بل والأهم أن الأمور قاصرة على أماكن بعينها التي تختص بمشروع الترجمة ، ولا يستطيع أي أحد الوصول إليها بسهولة طبعا إلا من خلال وسائط ، وهكذا يصبح طريق وعرعلى أي كاتب أو كاتبة روائية حتى يصل إليه ، ولن يصل بسهولة ، ونجد أن الإهتمام الزائد والمتاح في الأعم هو ترجمة الروايات العالمية المشهورة ، أو كل ما يخص الغرب يقابله تجاهل كبير لمسار الرواية المصرية وتطورها إلا اذا شاء لها القدر أن تفوزبجائزة وتترجم ، أو يجتهد الكاتب للحصول على ترجمة بعض من أعماله.
لا أعرف ؟ لما لا نسعى لطرح ثقافتنا ، وعرضها أمام الآخر كما يفعل المغاير لنا ؟ ، لما دائما نحن فعل ناقص وعاجز عن استكمال أي مشروع نهضوي ؟ ؛ لتدخل كهف الروتين والبيروقراطية والسلطة المتسلطة : أن هذا الصح ، هذا المتاح. دون المغامرة ، دون اقتحام الغير مألوف. وهذا يعود أن من يتحكمون في الأمور عقول دوجما لا تريد أن تتطور أو حتى تعطي فرصة للآخرين أن يخترقوا تلك الكهوف ؛ التي تخلفت عن كل جديد وحاضر ومستقبل ، ولكن أيضًا هذا لا يعني اطلاقاً عدم الترجمة. بل أن الترجمة من المقومات الهامة للتحصيل المعرفي والوعي بالثقافات الأخرى ، وتنقيح الذائقة الأدبية ، وتنويعها كمحور أساسي في البناء الذاتي لأي كاتب محترف.
س4: الرواية من فنون الإبداع الأدبي، ولكن مهما أطلق بأنها فن العربية الأول ؛ فإن الشعر سوف يظل هو فن العربية الأول ؟
ج ـ في الحقيقة أشعر أن ما نعيشه من هوس يخص جوائز الرواية ينفي هذة المقولة: الشعراء ذات أنفسهم الآن يكتبون الرواية والقاص والصحفي. الجميع الآن يحاول كتابة الرواية لما يجده من احتفاء وتنوع وتعدد الجوائز في كل مكان سواء في مصر أو الوطن العربي ، وكما كل شئ له ميزة له عيب. بالنسبة لعوامل انتعاش الرواية ، الميزة أنها مغامرة سردية تطرح تجارب جديدة ، وسرد مختلف ، وتنافس قوي ؛ لبذل الجهد من أجل إخراج أفضل ما لدينا من بحث ومعرفة ، وحنكة لغوية وفنية وتخييلية ، وتقديم ثقافات متنوعة لصاحب القلم الصادق والموهوب ؛ وبالتالي نقرأ تجارب تستحق القراءة والإهتمام وتناولها نقديًا ، أما العيب أنها تُمنح لغير الموهوبين ، أو أنصاف الموهوبين وسط اللغط والفرقعة والظهور بأي شكل دون جدوى ، وتدخل المسألة في دائرة الاستهلاك كالسلعة متاحة ورديئة ثؤثر على اختيارات القارئ ، فهو عمل مستهلك أي عديم النفع ، وما دام لا ينفع فهو ضار. خاصة وقد أصبحت ظاهرة تستحوذ على عقل القارئ ؛ الذي لا يرى بديل أفضل وأجود أو على الأقل يطرح رؤية تستحق النقاش الحقيقي. لأني لا أحب الأحكام المطلقة عن الفن . فالإبداع يحتمل كل التأويلات .
س5: نود أن نقدم بعض إبداعاتك إلى القراء ؟ مواقف رصدتها وكتبتِ عنها ؟
ج ـ منذ وقت ليس بالقصير ، وأنا اكتب القصة القصيرة. فأنا عاشقة لكتابة القصة القصيرة رغم أن كتبت المقال الأدبي والرواية ، لكن القصة أراها في كل وجودي ، وكل مساحة زمانية ومكانية أعيشها في حياتي. فهى في رأسي مع كل خطوة ، وأنا في المنزل ، وأنا في العمل ، وأنا أسير لوحدي في الشارع ، أو حتى مع أصدقائي .. مع الجميع. دائمًا أبحث عن بداية الفكرة أو بداية الجملة للقصة الجديدة ، وأدونها مباشرة في مفكرتي الصغيرة الموجودة منها واحدة في حقيبتي ، أو في درج الكمودينو. بمجرد أن تطرأ علي فكرة القصة أدونها ثم أعود لها بعد شهر ـ بعد سنة ، أو ربما بعد تدقيق لا أحبذها فأتجاهلها ، فهذه المفكرة الصغيرة : هي مكمن الذكريات والحكايات التي ستأتي أوتُبتر. كل على حسب ما ترى المخيلة ، أما بالنسبة للمواقف التي رصدتها فهي كثيرة صراحة لدرجة أن أصبحت أنساها ، ولا أتذكرها إلا إذا عدت لقراءة القصة مرة أخرى بالصدفة ، ونموذج لهذا قصص : أنا الزعيم ، ذبابة القيظ ، لقاء ووداع ، المتمردتان ، وطن صغير، أروقة الجستابو، خيال عن وطن مغاير. وغيرها من القصص التي تصور مشهد وموقف حقيقي في حياتي مع بعض الحيل الفنية الضرورية ، وأرشح للقراءة قصة نالت اعجاب الكثيرين من القراء ( أنا الزعيم ).
س6: القصة من فنون الأدب العربي ، ولها رسالة ، وأيضا المبدع يكتب ويرصد من خلال كتاباته سواء القصصية أو الشعرية آلامه وآلام الإنسان والوطن ، وأذكر في هذا الصدد قول الشاعر الكبير عبد الرجمن الابنودي : " إن لم تكون الكلمة مصباح للغلابة / إن لم تزيح العتمة والضبابة / لا فائدة من كتابك او سهرك وعذابك / " ؟
ج ـ كل الفنون لها رسالة ، ولكن المشكلة كيف يقدم هذا الفن ؟ وكيف يصل إلى القارئ ؟ كاتبنا الكبير نجيب مجفوظ رغم أنه كاتب عالمي. لكن أرى أنه هنا في مصر بشكل خاص ما كان له أن يصبح مشهورًا ومعروفًا للقارئ العادي. لولا عرض أعماله في السينما والتليفزيون ؛ لأننا كما قلنا من قبل نعاني من أم المشاكل لا وجود لقارئ مصري أو عربي ؛ فسيطرة القنوات المرئية والمسموعة ، وطبعا في الوقت الحالي عالم الإتصالات والسوشيال ميديا كوسيلة تواصل وتعبير أصبحت قوية للغاية ، وتؤجل وتبعد فعل القراءة الحقيقي ، وإن كنت أرى أن المشكلة الأهم في بث الثقافة من البذرة الأولى عند (الطفل ). فعندما يجد مكتبة في البيت ، في المدرسة ، في الحي الذي يقطنه ، وليس فقط هذا. بل يجد الأم تقرأ له ، الأب يقرأ ، يجد المعلم يحضه على القراءة والبحث ، في الحقيقة المشكلة صعبة المراس ، ولها جوانب كثيرة عسيرة المرور لدرجة بعيدة عن أي تحليل مبسط ـ ههه ـ ونحن بحديثي هذا كمن يتحدث عن رحلة للخيال العلمي ؛ لتحقيق ما نتمناه ، وسط ما نعيشه من انهيار لثقافة الوعي والمعرفة ؛ التي هي السبب الأساسي لكل ما نعانيه ، لكننا سنظل نكتب من أجل هذه الكلمة العظيمة (رسالة الفن). لا بد أن نكتب عن هؤلاء البشر لأنهم مثل ملح الأرض والوجود الحي لكل مادة فنية. ولا بد أن نرصد تاريخ الوطن . ولابد أن نطرح رؤيتنا عن العالم الذي نعيش فيه بمختلف الأشكال ؛ لأنها رسالة ، لأنها مهمة الوعي والإدراك. ومن واجبي أن أؤديه ما دمت أخلصت لمشروعي الأدبي. لكن كيف يتم هذا بشكل إبداعي وأدبي بصرف النظر عن تلاهي الآخرين من القراء عنك ؟ أرى أنها مشكلتي الحقيقية ، ورسالتي الكبرى أثناء الكتابة.
س7: بلغت القصة القصيرة قمة نضجها على أيدي يوسف ادريس في مصر ، وأحمد رضا جوجو في الجزائر ، وزكريا تامر في سوريا ، ومحمد بوزفور في المغرب. ما الأسباب وراء ذلك الازدهار ؟
ج ـ بالتأكيد أن من أهم الأسباب أنه فن جدير بالإهتمام رغم المقولة التي تدعي بأننا نعيش زمن الرواية عن جدارة ، لكن وطبعا هذا من وجهة نظري : أن كتابة القصة القصيرة والإبداع فيها هي من أصعب الأمور بالفعل ، فهي ولنقل فن السهل الممتنع. فأنت من السطح تظن كم من السهل أن تلتقط عين الفنان قصة ما ، أي قصة ويكتبها . لكن كيف يتم هذا ؟ وماذا ستقول ؟ وأي المفردات وأي التقنيات الفنية التي ستدار ؟ عالم متكامل من أجل كتابة قصة قصيرة تحتاج عدة مهمات من عدة جوانب عن : الفكرة ، والحدث ، والشخوص المنتقاه ، واللغة. فأنت تحاول أن تختلق عالم كبير من لا شئ بل ومحدد بورقات معدودة ـ يا له من شئ صعب ـ ويحتاج ليس فقط للموهبة وملكة الوحي للحظة اختراق الفكرة لعقل الفنان ، بل أيضا لا بد أن يدعمه خبرة حياتية ، وممارسة يومية للتدريب على الكتابة ؛ حتى لو مزقنا الأوراق ، وثقافة قرائية لكل ما كُتب من الثقافات الأخري بداية من الرواد في كل أنحاء العالم ، وليس في الثقافة الخاصة بكل مبدع. بل كل مختلف ومتنوع عن جميع الثقافات سواء عربية أو أجنبية ؛ حتى يتحقق كتابة قصة رائعة ومميزة ، تعج بوهج فني يجذب متعة القراءة والقارئ.
س8: عرفت كاترين أن القصة القصيرة ، أنها العمل الذي يقدم فكرة في المقام الأول ثم معلومة عن الطبيعة البشرية بحس عميق ؟
ج ـ القصة القصيرة ومضة تبرق في الذهن في لحظة خاطفة ، وتظل تجول حتى تختمر في عقولنا ثم تتحول إلى إبداع ،لا شك أن الأفكار متاحة وتدور أمام كل من هب ودب من البشر ، وربما يراها الآخرون عادية ومألوفة ، لكن في عقل المبدع تأحذ تخيلات ورؤى أخرى تتفحص في مدى عمق الفكرة رغم بساطتها ومرورها كل يوم ، وفي كل لحظة في حياتنا دون التفات أو أهمية ، وهنا يأتي دور الفنان : الغوص في التفاصيل وما وراء الإيماءات والمشاعر الحقيقة وراء كل فعل. أرى أن هذا هو الفن الذي يروقني التقصي عنه ، بمعنى تأمل النوازع الإنسانية الطيبة والشريرة ؛ التي تدفع البشر للعناق والبغض والتناحر والتكيف أو التمرد. وعلاوة على ذلك أن أشعر وأرصد مدى إحساسي بذاك المكنون الداخلي للنفس البشرية. ذاك هو ما أبحث للتعبيرعنه بقوة بينما هم يسيرون أمامنا وخلفنا وبجانبنا ، كالربوتات الآلية لا يدركون مدى تعاستهم أو سعادتهم في تلك اللحظات ؛ التي التقطتها عين الفن ، وقلم الفنان المبدع ، لأننا شاهدنا ما في الداخل عن كائنات تعاني وتتألم وتسعد، تحت نوازع مشاعرهم وأفكارهم المسلطة على كل فعل وانجاز سواء تحقق أو تدميري دون أن يدركون هذا ، لكن بمخيلتي الفنية أحاول السرد عنه ، وإضاءة اللقطة الفنية لا غير.
8/ 8/ 2018م


قصة قصيرة
أنا الزعيم

عندما مررت كعادتي من شارع الأباصيري الرئيسي فى منطقة بني سويف الجديدة ؛ المعروف والمزدحم بأهم وأشهر محلات الأناقة ، والأزياء ، والأحذية على مستوى المدينة. دلفت منه إلى شارع ضيق اجتازه هروبًا من الازدحام ، وتكدس السيارات ؛ للذهاب إلى عملي في مديرية الكهرباء.
شاهدت ورقة كرتونية لافتة للنظر على دكان المكوجي عم مصطفى : ( انتقل إلى رحمة الله الزعيم الكبير مصطفى كامل ، والعزاء في البلد ، وللإستعلام ت ...... ). لم أصدق عيناي، تسمرت في مكاني لبضع دقائق ، اغتمت روحي على هذا الصباح المريب ، وتأوهت هامسة لنفسي : يا إلهي عم مصطفى ! الذى يسكن بجوارنا في شارع الأباصيري حتى من قبل أن نقطن أنا وأسرتي في هذا الشارع ، فقد كان منزل والديه من زمن بعيد قبل أن يصبح الأباصيري من أكثر الأماكن ارتفاعًا في الثمن ، وكدت أن أعود إلى منزل أمي لأتاكد من الخبر، لكن تراجعت ، وتذكرت أنه لم يعد عندي أيام من الإجازة العارضة متبقية لي ، فارجأت هذا لحين العودة من العمل ، أخبرتني أمي بحزن بصحة الخبر ، وأنه توفى متأثرًا بتمدد الكالو في قدميه ، وآلام ظهره المقبب من آثار الوقفة والانحناء طويلاً على كي الملابس.
عم مصطفى كان مطوعًا في الجيش ، واستمر فيه ، حتى نقلوه صول في شرطة بندر بني سويف ، وكان أيضًا يمارس مع أبيه مهنة الكي ؛ حتى مات أبوه ، وتوارث المهنة ، وصمم على العمل بها رغم عمله الوظيفي ، فاستعان بصبي دائم التأخير في الحضور إلى العمل.
كان يعشق ابنة عمه شوق ، وظل يسعى وراءها خمس سنوات ؛ لرفض زوجة عمه زواجها من مكوجي ، وعندما فاز بها ظل في ليلة الزفاف يشرب الحشيش ، وزجاجات البيرة الإستيلا الخضراء ، حتى كاد أن يموت من الفرحة ، وعدم تخيله أنه تزوجها حقيقة.
شاهدتها وأنا طفلة في سبوع ابنها جابر، تطبل على طبلة بلدي اشترتها من سوق الثلاثاء ، وترتدي جلبابًا بمبيًا فاتحًا ،( واشرب ) الفلاحات المبرقش بالورود الملونة الزاهية ، وضفائرها تهتزان بجنون من الطبل والرقص ، وكأنها لم تلد أوتعاني أو حتى تتألم ، وتزعق فرحة وفخورة :
- أنا مرات الزعيم مصطفى كامل على سن ورمح ، ويضحك مَنْ حولها إعجابًا بجرأتها ، وتنكتها أمها غيظًا قائلة :
- لأ والنبي ... دا حيا الله ... مكوجي ياروح أمك.
بعد المعاش المبكر الذى ناله زهقًا من عمله البوليسي ، كان من الصباح لا يفارق جلسته ، مع عم محمد النمر ؛ الذي يفتح بجانبه محل أدوات خياطة ، و ملابس حريمي داخلية ، ويظل الإثنان يعاكسان الزبونات اللاتي كن أغلبهن سيدات ، متعتهما الوحيدة التي لا تتعدى حدود الملاطفة ، والإغواء والنكت القبيحة لمَنْ تستطرد ، وتلعب بالعين والحاجب ، وتضحك بغنج وإثارة ، ويرد عم مصطفى بعنجهية وعجرفة :
- يابت دا أنا الزعيم مصطفى كامل على سن ورمح.
تحسرت كمدًا على فراقه ، فقد كان طيبًا ومرحًا ، ويعتز باسمه إلى حد الهوس ، وقلت تأوهًا : الزعماء يموتون ، وهكذا يموت أشباه الزعماء أيضًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو


.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد




.. بسبب طوله اترفض?? موقف كوميدي من أحمد عبد الوهاب????


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم