الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشهِر سيفكَ في وجهي، واصدح : وإن جنحوا ..

علاء داوود

2022 / 6 / 17
حقوق الانسان


ليس للنوم سُلطة على جفنيه، تارة ً باللين يُحاول وتارة ً بالقوة لكن لا جدوى
روبيرتو العاشق للقهوة على إطلالة ( نهر تاجة ) مُشرعا ً ذراعيه مُحتضنا ً المحيط الأطلسي
لم يترك سبيلا ً للوصول الى عاصمته ( لشبونة ) في الطرف المقابل للنهر ولمدينته ( المادا )
لا لشيء إلا للإيفاء بوعده لخوسيه، بأن يرد صندوق والده المحفوظ لدى جد روبيرتو
والذي لا يعلم كلاهما محتواه، وكي لا تتكاثف التساؤلات حول صعوبة اللقاء المنتظر
لا بد من الإيضاح بأن مدينتيهما البرتغاليتين لا يفصلهما النهر فحسب، بل ثمة حدود تفعل
ليست حدودا ً جغرافية بل يُجزم أنها حدود جيونازية فصَلَت جد روبيرتو عن والد خوسيه.

يبدأ روبيرتو رحلته شرقا ً نحو ( إيفورا ) ومنها سيعبر بهدوء الى ( قرطبة ) الإسبانية
ليحصل منها للمرة التاسعة على تأشيرة تُتيح له الوصول الى ( سالم ) مملكة العجوز
ليتبع خُطى ( سانتياغو ) في رائعة باولو كاويلو ( الخيميائي ) عابرا ً ما تيسّر من بلاد
ويُكمِل الى كنيسة بيلار في ( سرقسطة ) ليأخذ القبول الإلهي، ومن ثم يعود أدراجه
وكل هذا ليس رغبة ً بكنز ( سانتياغو )، بل عملا ً بوصية جده قبل رحيله
باحثا ً عن سُبُل الوصول المُستحيل الى خوسيه.

وما أن يضع خطواته في ( المادا ) من جديد، وقبل أن يتمكن من أخذ قهوته التي أحبها
حتى أشيع يقينا ً أن كل العلاقات البرتغالية مع جارتها إسبانيا جُمدت تماما ً
لتطورات سياسية أو إقليمية أو جهنمية لم يعُد يأبه الى تلك المُسميات المُهترئة
وهنا تبدأ مرحلة الإنتظار لِمخاضٍ طويل، كأنه يوم حِسابٍ عسير

فيتساءل خوسيه ناقِما ً : ما الخطب يا صديقي ؟
روبيرتو : دعك من السؤال، فلا إجابة شافية.
خوسيه : كيف يُلامِس المنطق هذا الواقع المُبهم الكريه ؟!
روبيرتو : وهل يفعل !!
خوسيه : سننتظر.
روبيرتو : حسنا ً سننتظر.

في أثناء هذا الإنتظار، ضجّ الكوكب بفتاةٍ أوكرانية ثقبت أسفل قدمها أثناء صلاتها شوكة
وبعد التدقيق تبين أن الشوكة من أصل روسي، وتداعت فرنسا وألمانيا وبلغاريا ورومانيا
والنمسا واليونان والدنمارك وبلجيكا وكندا وهولندا ورومانيا وبولندا وايرلندا وبريطانيا
وما تبقى من ولايات ومدن وأرياف وطوائف ومذاهب الإتحاد الأمريكي والأوروبي
بل وتداعت أيضا ًالجارتان إسبانيا والبرتغال الى نبذ الشوكة الروسية البغيضة.

وفي أثناء الإنتظار أيضا ً، أجبر السلطان النازي العثماني الإتحاد الأوروبي
الذي ما انفك يرجوه القبول باستضافته أوروبيا ً كون النصف الإسطنبولي أوروبي الجغرافيا
أجبرهم على تغير مصطلح تركيا ( الأوروبية ) الى مصطلح تركيا ( التركية )، يا للهول !!
كما يستمر هذا السلطان المتهالك ببث إيجابية اللاقبول، بل والثورة في وجه كل احتلال
لأي من البلدان واستضعافها في أنحاء الكوكب، إلا سوريا الجارة التي يحتل شمالها
وأرمينيا الذي يتجاهل مآسي جرائم ومذابح السلطنة العثمانية فيها أوائل القرن المنصرم.

وبالعودة الى روبيرتو وخوسيه .. سننتظر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط