الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على إيقاعِ أحزان سيد الليل

كاظم الخليلي
(Kadhem Alkhalili)

2022 / 6 / 17
الادب والفن


نضبت كؤوسُ العمرِ واجمة ً
وتمايلت (أعناقُ أباريق)* الدهورِ
تهاوى البرقُ في عتمِ الضباب ..
خرجَ الايقاعُ على لحنِ أمسية القصيدةِ
أسلمَ العودُ أجنحة َ النوارسِ أوتاره
غادرَ الليلَ تحت عباءةِ غربتهِ .. شهاب ،
ترنحت عناقيدُ شموع النهرِ من خمرة العشقِ
وسر الكونِ
لن يبتعد ليلُ الشجونِ عن جرف المدى
فطبعُ الحزنِ أواب ...
حزنٌ ..
وها أنتَ وهذا الليل
ولاشئ سوى الريح *
وحزنٌ الليلِ
إهدأ
فلن يطرقُ في الليلِ سواك الباب ، *
ليلٌ مثقلٌ بالحزنِ وبالليلِ
هذا ليلكَ
ليس حزنا ً .. إنما الليلُ حزينٌ *
وآخرُ الليلِ سراب ...
مازالَ يطولُ الليلُ من تعبٍ
وأحلامُ أزاهير شروق الصبحِ تخنقها كوابيسُ الخراب
ليلٌ وخيامٌ
ليلٌ وصحراءٌ
ليلٌ عاريٌ بلا جدران أو أبواب
وكأن الزمان قد إعتزل المسير
الحاضرُ والماضي
وكل ما يأتي من فضلِ ولاة أمورنا
سلفا ً خراب
وتحاصرُ الأحلامَ آياتُ جراح ٍمضرجات
بيروت وتل الزعتر
وجريمة ٌ تمت على أبوابِ نابلس *
وفي بغداد إستبدلَ الجناةُ أسماءا ً بألقاب ...
يا سيد الليل المشرعِ بالأحزان
حزنكَ مازالَ وقوفا ً
فحزنكَ (الضالع بالهجراتِ) *
متمرد يأبى الذهاب
حزنكَ والغربة
أرصفة الشامِ والجيشُ مهزومٌ *
حزنٌ وجوديٌ بلاحزنٍ
(من دونِ أزرارٍ)* أو حجاب ...
لا الأحزان أرهقها السيرُ بطول الدرب
لا الأشواق تسكتها طبولُ الحرب
ولا الليلُ الطويلُ الى صحوةٍ
من خمرةِ العشاقِ تاب
هذا ليلكَ
(دوّزن روحكَ)* الكوني
بالعشقِ
وترنم من لغة الأحزانِ *
وغني
أسقنيها وأفضحي فيّ ظلاما ً *
أسقني ليلا ً وزدني
يا أنتَ يا تدري بمن
يا أدرى من النفسِ بحزني
يا قاتلتي *
ظلامُ الليل نهنهني *
والشوقُ وطير البرق *
وطني علمني *
ياليل واسعة ٌ أطراف حبنا *
وسليمان ابن خاطر هيمتني *
أيُ أغنيةٍ وأيُ قصيدةٍ ؟ ..
أنتَ ،
وأنتَ الشعرُ يسكرني
(قارب الأيامِ)* قد تاه بنا
إنني صبٌ *
وهذا الطين أتعبني ...
أ يتعبُ عاشق ٌ ؟ ..
قد أدمن الطرقات في الليلِ
وهاجرَ عمره ولِه ً بروحِ ندى الأعناب ..
يامشعل الثوار
يا علما ً
بقامةِ حلمكَ القلوبُ مقاومة ً نصل الحراب
مازلنا ننتظر
ونمعنُ في التمني
ونزوقُ الخيبات بأغاني الملامة والعتاب
نبحثُ عن شوقٍ *
لايزعجُ الهدوء في النوم ِ
ونفرُ يأسا ً من مواجهة الصعاب
وننتظر
والبلادُ مأسورة ٌ مغصوبة ٌ
حراسها الغلمان
من يغدر ومن خان
ورؤوسُ أحزابها أذناب
وننتظر
من يبصقُ في شرف القياداتِ
ويفتحُ بمثانة ٍ مملوئة ٍعلى كرامة ِ حكامها السحّاب ...
لم تحضر فلسطين إجتماع الليلِ في آخر المخيم *
أبوذر قضى الليل ينادي ثورة ً *
ومشى (النهرُ الأمينُ )* في مجرى السحاب
تهنا بصحراء نفتشُ عن أوطاننا
كضريرٍ يتبعُ في ظلامِ ليلٍ غائمٍ
بأعالي السماء غراب
صحراءٌ وتيه ٌ
ومازالَ عويلٌ
وعلى الجياع ِ
لا على السراقِ تبحُ الكلاب ،
بكلِ الأرضِ
تحرسُ النيام والغلات والأنعام
إلا عندنا
ساقطة ٌتسهرُ طولَ الليلِ
للصبحِ بأخضان الذئاب ...
يا سيد الليل المشرعِ بالأحزان
أقبلُ حزن يديك *
الحياة ُ قضت طبيعتها نزوعٌ للبقاء
عشقٌ وأشعارٌ وأفكار
لا مسرحٌ للقتلِ أو جحيمٌ للعقاب
والأوطانُ جنائنٌ للحبِ والأبداع
لا سجونُ خرائب ٍ
تتقاسمُ حكمها الوحوش والدواب ..
ياسيد الليل الحزين بليل الحزن
السكوتُ تألمٌ
وصمتُ هدير الشعرِ
كخمودِ بنادق الثوارِ
أصعب أنواع العذاب
فهل تبلغُ سماء الليل قمة الكون الفسيح ؟
أو يستسلمُ العشقُ ومن أشواقهِ يستريح ؟
ويصمتُ الغضبُ الذي كان يُهاب ؟ ...
(صويحب)* يضمدُ الجراح في الاهوار
وعلى رؤوسِ الجبالِ (سعد يا سعود)* يشدُ عزيمة الأنصار
فإهدأ
وأترك حزنكَ اللهاب
يكوينا
وأسترح أنتَ شموخا ً ماجدا ً في القلب
يا لحن الغريب
قصيدة الأحرار
أغنية العشاق
مظفر النواب .

* مظفر النواب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا