الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرقعة في أوكرانيا و أرق و جوع و عطش وظلام في الشرق الأوسط

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ليس من حاجة لاستشارة الباحثين في السياسة الدولية لكي نعترف بأن الحرب في أوكرانيا تنعكس في بلدان المشرق العربي ارتفاعا في درجة التوتر عموما و في بلدان الهلال الخصيب على وجه الخصوص . حيث يمكننا مبدئيا ، إرجاع بعض التطورات التي تتوالى مند عدة أشهر إلى تلك الحرب ، مثل الهياج الصاخب الذي تظهره العسكرية الإسرائيلية على شكل مناورات و تهديدات تارة و غارات جوية على سورية تارة أخرى ، والمبادرة إلى بدء التنقيب عن النفط و الغاز في المياه الإقليمية المشتركة بين فلسطين و لبنان دون موافقة الدولة صراحة في هذا الأخير .
يستوقف المراقب في هذا السياق ، حدثان كبيران يعبران عن دلالة فارقة تساوقاً ًً مع الحرب في أوكرانيا من منظور يرى فيها ترجمة لمفهوم صراع الحضارات السائد في ظل الهيمنة الأميركية ، حربا بين روسيا بما هي كيان حضاري اروربي ـ آسيوي من جهة و المعسكر الغربي ، ممثلا للحضارة الغربية من جهة ثانية .
الحدث الأول : تصعيد الهجوم على سورية ، من حانب تركيا في الشمال وإسرائيل في الجنوب ، الذي تخطى الإشتباك العسكري و الاعتداء على موقع محدد ، بالغارات الجوية التي دمّرت مطار الدمشق الدولي التي تعادل إعلان الحرب وإلغاء الهدنة او اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين المتحاربين . بحيث يحق لنا أن نفترض ، حتى ثبوت العكس ، بأن الغاية من هذه الحرب هي وضع جنوب سورية وصولا إلى دمشق تحت الوصاية ، بناءعلى إعتبارها منطقة أمنية اسرائيلية أو تمهيدا لتمدد استعماري استيطاني .

الحدث الثاني : زيارة الرئيس الأميركي للملكة السعودية ، التي تأتي بعد جولة قام بها في نهاية شهر آذار ، مارس الماضي إلى أوروبا للإجتماع بدول حلف الأطلسي ، توقف خلالها في بولندا التي تلعب حكومتها دورا مميزا في ايصال الدعم العسكري إلى حكومة أوكرانيا في تصديها للقوات الروسية .
فأغلب الظن أن الغاية من زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية هي تحشيد المملكات و الإمارات الخليجية ، وغيرها من الدول العربية التي تربطها بالولايات المتحدة علاقة تبعية ، ضد روسيا . تحسن الإشارة هنا إلى أن هذه التبعية ممهورة بالصلح مع اسرائيل و " تطبيع " العلاقات الديبلوماسية معها ، في سياق عقد إذعان يُسقط حقوق الفلسطينيين في بلادهم سواء المنفيين منهم و المقيمين فيها ، و ُُيلزم هذه الدول باتخاذ موقف أقصاه الحياد حيال الإعتداءات المتكررة التي تتعرض لها بلاد الشام و بلاد ما بين النهرين .

من البديهي أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد فقط ، النفط و الغاز من الدول الخليجية والعراق ، فهذه الثروات هي في الواقع ملكها كما أفصح عن ذلك الرئيس الأميركي السابق ،إلى جانب المعطيات الكثيرة المتعلقة بهذا الموضوع التي أكدتها وقائع الحروب التي تدور رحاها منذ ثلاثة عقود ونيف على التوالي في الجزائرو العراق و سورية و لبنان و ليبيا و اليمن، و لكنها على الأرجح تطلب أموال النفط في المصارف الغربية ، و ربما تعدى الأمر ذلك إلى طلب انخراط هذه الدول الفعلي في الحرب على روسيا ، بشكل مباشر و هي التي اعتادت على التواطؤ ضدها سرا .
لا غرابة في هذا ، عندما نرى أن دولا أوروبية تمتلك مقومات السيادة اقتصاديا و عسكريا تشارك اليوم بصورة غير مباشرة في الحرب في أوكرانيا ، و تتحمل تبعات هذا الفعل من أجل إضعاف روسيا بما هي خصم من خصوم الولايات المتحدة او بتعبير أوضح من أجل منعها من منافسة هذه الأخيرة و إجبارها على التسليم بنظام دولي خاضع للقطبية الأميركية ، بدل نظام متعدد القطبية .
مجمل القول أن الولايات المتحدة الأميركية التي تجعل أوكرانيا وقودا لحرب ضد روسيا ، لن تتورع عن القاء الدول الخليجة و غيرها في اتون الحرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس