الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقيط في حقيبة الانتماء

روني علي

2022 / 6 / 18
الادب والفن


الزوبعة تسير ببطء
تحت رسغ الفارين من فرارهم
كل النوافذ مفتوحة الوجنتين
في الشمال صبي يتزنر بشال وشابك
في الجنوب سنابل قمح تلوي عنقها
في انتظار النسيم
وهنا ..
جراء تطارد قطط الشوارع
وتتقاسم قبرات الحرب في زوايا منسية

رجلان يتسلقان كتفيً
يتهامسان .. كل من حدود انتمائه
وأنا المحشور في حدود الوسط
التفت يمينا .. ابتسم
التفت يسارا .. اركل زبد النحيب بمناديل الحرب
احبو على صراط الوسط
لألتقط تجاعيد الانتماء
من وجهي المخضب بحمى الهزائم
ثم أهرب وأهرب وأهرب ..

لم تهدأ الزوبعة منذ ساعات المخاض الأولى
في حنجرة قوافل الناجين من ولادتهم
الريح تعصف بأوتاد الصور
لاذكريات على شواطئ الموت
والقبطان يجدل من مرساته عيني وطن لم يبصر النور .. مذ
أطلقنا .. يحيا الوطن
وهنا .. فوق وتد الخيمة
صبية تلتقط صورها المجنونة حين تغضب
تصبغ شعرها المكسو بالزرنيخ حين تبكي
تضاجع اظافرها المقلمة برماح المجون حين تهذي
وهنا .. قصيدة تجثو فوق أرخبيل الثورة
تترنح .. تتمايل
وتسقط في صمت البحار

كل الألسنة .. ساقتها الشعارت إلى خنادق الحشر
لم نسمع صوتا يجاري صيحة الديك حين الغروب
الزوبعة .. تقذفنا بأحجار من مؤخرة الهتافات
ولا شيء يتحرك تحت قناديل الشوارع
وحيدا أمشي في حقيبتي المتكئة على ظهري
التقط من أرصفة الغبار ..
جدائل أمهات لقطاء الانتماء
وخرزات .. تناثرت من معصم شهيد ..
فقد عينيه قبل أن يسكن القبر
ويهتف في الملأ ..
"شهيد نامرن"

٦/٦/٢٠٢٢








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا