الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هراء ايديولوجي عن الله و البشر و العالم

مازن كم الماز

2022 / 6 / 18
كتابات ساخرة


إذا كنت غير قادر على أن تتغير ، كيف تطلب من الآخرين أن يفعلوا ذلك ، كيف تبني أحلامك و "مشروعك" "للتغيير" على هذا الاحتمال الذي تعجز عن تحقيقه أنت نفسك

الله دائم النوم أما البشر فلا تعرف عيونهم طعم النوم

الملحدون و المؤمنون يتشابهون لدرجة التطابق في هذا الأمر : كلاهما يحتاج الله لكي يدعي البراءة و ليتخلى عن أية مسؤولية عن كل شيء ، خاصة عن أفكاره و أفعاله الخاصة ، مرةً نفيًا و تارةً أخرى إثباتًا

هناك بشر يولدون أرستقراطيون بالفعل ، صحيح أن أبناء الملوك و أشباههم ، من يمكننا تسميتهم "أرستقراطيون بالإكراه" ,"يتعلمون ممارسة السلطة و الاستبداد ربما أفضل من أي أرستقراطي "بالولادة" و أن قضاء يومين في قصر أو على عرش ما مهما بلغ من التفاهة ، كفيل بتحويل أتفه البشر إلى جلادين و قتلة ، لكن بعض البشر يولدون بغرائز أرستقراطية ، ليست سلطوية بالضرورة و لو أن ذلك لا يعيبها قط ، رغم أني أزعم أن الاستبداد ليس جزءً من الغريزة الأرستقراطية بالضرورة رغم أنه قد يكون إحدى تجلياتها المحتملة … الاستبداد مرض ، مرض يصيب العبيد كما السادة ، رغم أن إصابة العبيد به أكثر خطورة و إلحاحًا و أسوأ إنذارًا … إنه مرض ، تمامًا كالحياة ، أو هو نصفها ، تمامًا كما أن الصحة هي نصفها الآخر … لكن العنجهية و الاستخفاف بالمصاعب و بالحياة و بالآلام و التعالي على الحياة و الآخرين و ما يحترمونه و يقدسونه ، بكلمة خلق القيم و تحطيمها ، هي أقرب إلى سلوك غريزي منه إلى سلوك تعليمي آو تلقيني … يمكن غرس قداسة أشياء ما في وعي البشر و سلوكهم ، من المال إلى الآلهة ، لكن لا يمكن غرس أو تعليم النظر إلى كل شيء في العالم على أنه منزوع القداسة ، قد يتعلم المرء ذلك بتجربته الخاصة لكن بكل تأكيد ليس بالتلقين أو بالإكراه
لكن سؤال الغرائز ليس سؤالًا سهلًا ، على العكس تمامًا ، لأننا في الحقيقة مدينون بكل شيء لهذا العالم ، نحن خالقو أنفسنا مجازًا فقط ، إننا أبناء هذا العالم ، غصبًا عنا ، إننا نتاج معقد بل شديد التعقيد لهذا العالم ، إنه خالقنا ، لكنه لا يتمتع لهذا بأية سلطات خاصة علينا ، هذا فقط يذكرنا بأننا نتاج معقد لعوامل لا حصر لها ، بعضها يعود إلى أزمنة مغرقة في القدم و بعضها إلى حاضر طارئ في عالم دائم التغير لا يثبت على حال … الغرائز هنا لفظ اصطلاحي أكثر منه مفهوم محدد أو ثابت أو واضح أو حقيقي ربما ، نستخدمه للدلالة على مشاعر و أفكار و سلوكيات لا تتطابق ، ظاهريًا على الأقل ، مع الواقع ، تشذ عنه و تخالفه ، لا تتماشى مع السائد أو المباشر أو العام أو القطيعي … إنها تمايز و خصوصية بل و شذوذ كما يسميها القطيعيون
لكن هذا لا يعني أن هذا الاختلاف أو التمايز هو شيء إيجابي بالضرورة ، أكثر من أنه موجود ، تمامًا كما أن كوننا جميعًا بشرًا لا يعني أننا جميعًا متساوون بالضرورة أو بالقطع
الله ليس أكثر من مبرر نستخدمه عند الطلب و حسب الرغبة ، حتى لو كانت تلك الرغبة مكبوتة أو لا واعية … بل خاصة إذا كانت مكبوتة أو لا واعية … الليبراليون على حق ، الله كذبة ضرورية ، كذبة ضرورية لهم قبل غيرهم
بالنسبة لأصحاب الأوهام و رغم أن لها جميعها نفس الدور الوظيفي ، تتفاوت الأوهام و تتفاضل ، أوهامنا الخاصة تأتي دائمًا في المقدمة … أما بالنسبة لضحاياها فالموضوع مختلف جذريًا … ما الفرق إذا كنا نتعرض للقمع أو للذبح أو للاستعباد باسم الديكتاتورية أو باسم الحرية ، باسم إله محمد أو يسوع أو بإسم شيفا أو باسم الإلحاد ، القيود و الأسوار تلغي الفوارق بين السجون ، لا توجد و لا يمكن أن توجد ، أية مساواة بين الحراس و المساجين ، كما قال اورويل ، الحيوانات متساوية ، لكن بعضها أكثر مساواة من بعضها الآخر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - فيلم Red One يحصل حتى الأن على 68 مليون دولار إيرا


.. النساء والفنون القتالية: تمكين للعقل والجسد.. • فرانس 24




.. المغرب.. مشهد من فيلم في مهرجان مراكش يثير جدلا


.. مهرجان مراكش السينمائي الدولي يستضيف الممثل والمخرج شون بن ف




.. تزاحم شديد حول عامر خان بمهرجان البحر الأحمر ونجم بوليوود يع