الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدق البابا واسأتم فهمه

مصطفى چوارتايي

2006 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


کافة الاديان السماوية مع بدء انتشارها بين الامم بدأت بترويج أفکارها و تعاليمها، بداية إنتشار الاسلام کان الامر هکذا، والذي حصل من تغيير جذري في الاسلام هو بعد خروج المسلمين من مکة و زيادة انصارهم فشرعوا في تغيير النهج السلمي السابق و اعتمدوا القوة والسيف لان طبيعة المجتمع العربي القبلي حينذاک ماکان يمکن تغيرها الا بالقوة. ولم ينس النبي الجديد أن يکفل بقاء الموروث القبلي لهذا المجتمع حتى بعد دخولهم الدين الجديد، حيث الغزو تحول الى جهاد والسلب والنهب الى غنائم والعبيد و الجواري الى غلمان و إماء و غيرها.
معاني وفلسفة هذا الدين جاءت هکذا؛ اسلم تسلم، اي استسلم حتى لا تقتل!! اسلم و تعلم اللغة العربية، تعرب"أي لتصبح روحک عربية" لان القرآن عربي و لغة اهل الجنة عربي، لذا ماکان للدين الجديد ان ينتصر و ينتشر في الجزيرة العربية و يمتد الى آسيا سوى عن طريق العنف والقتال و ابادة اناس ماکانوا يعلمون او يفهمون حتى کلمات قليلة من اللغة العربية. ان السيف والدعوة کانتا متلازمين في کل الاوقات، و طوال تأريخ الاسلام کان النقد والتفکير الموضوعيان ممنوعان، و مجرد التفکير او التشکيک بالاسلام يستوجب القتل، والقتل باسم الله لم يکن شيئا عسيرا بل کان اسهل مايکون، حيث ثلاثة من اربعة خلفاء الراشدين قتلوا، واشتدت المعارک بين المسلمين انفسهم کمعرکة (صفين و غيرها)، احتلت بلدان واراضي شاسعة و اجبر اهلها ان يتخلوا عن کل ارث ثقافي و ديني لهم، اجبروا ان يتعلموا العربية و يترکوا ديانتهم قسرا و قسم قليل من الذين بقوا على ديانتهم السابقة کانوا أشبه بإذلاء يجب عليهم دفع الجزية عن يد وهم صاغرون. منذ ذلک الوقت و حتى يومنا هذا يشن المسلمون هجوما من على منابرهم و وسائل اعلامهم على الاديان الاخرى وبالاخص المسيحية واليهودية، و يرمونهم بالکفر و بتحريف کتبهم و يحاولون و بشتى الوسائل ان يحرفوهم عن اديانهم و يدخلوهم في الاسلام، يبنون المساجد في البلدان المسيحية و ينشرون الدعوة ما يشائون، ولکن في مقابل ذلک ممنوع انشاء کنيسة في دولة اسلامية، ممنوع الحملات التبشيرية للمسيحيين، يقتل الذين يحولون ديانتهم من الاسلام الى المسيحية، والاغرب من ذلک انهم اي المسلمين ينکرون ان يذکر حقائق عن نشر دينهم بالقوة و ينطبق الاية "اکثرهم للحق کارهون" عليهم هم انفسهم.
في هذه الايام التي نرى التخلف و انتشار الجهل والامية يعم في کافة الدول الاسلامية، وان رسم کاريکاتيري او مجرد کلمة نقد من رئيس دولة او بابا الفاتيکان کافية لاثارة شوارع هذه الدول وبالاخص العربية منها، ليخرجوا في مظاهرات فورية و تصريحات مساندة من المسؤولين الحکوميين الذين غارقين في شهوات الدنيا من لهو وملذات متباينة مثل التمتع بالنساء والولدان.

ماذا قال البابا حتى يصاب الشارع الاسلامي بالجنون، قال البابا" الله لا يسر بالدماء، و ليس التصرف بعقلانية مناقض لطبيعة الله، فالايمان يولد في رحم الروح و ليس في الجسد، و من يهدي الى الايمان انما يحتاج الى القدرة على التکلم حسنا والتعقل دون عنف او تهديد او وعيد"، علينا ان نسال هل في هذه الکلمات شيء مضاد الفلسفة الاسلامية؟ بالطبع کلا، اما يقول الاسلام " من شاء فاليؤمن و من شاء فاليکفر" ثم لماذا لا يحاسب المسلمين انفسهم عن الجرائم التي ترتکب باسم الاسلام حيث قتل اکثر من مئتي الف انسان في دارفور باسم الاسلام، قتل مئات الالوف بين فرقاء اسلامين في افغانستان باسم الاسلام، هناک دولة عربية مسلمة تتفشى فيها العبودية لحد الان کموريتانيا، قتل اکثر من مئتي الف انسان مسلم کوردي باسم سورة من القرآن "الانفال" ، يذبح يوميا عشرات من اناس ابرياء في العراق باسم الاسلام، تخطف الطائرات و تفجر برکابها باسم الاسلام، تفجر محطاط القطارات المدنية باسم الاسلام، کل هذه الجرائم ترتکب باسم الاسلام والمسلمين فرحين بها ولکن عند تصريح للبابا يجن جنونهم و يخرجون الى الشوارع و يطالبون باعتذار البابا، مع الاسف ماکان للحبر الاعظم للفاتيکان ان يعتذر لان خطابه اساء للمسلمين بل کان عليه أن يبکي و يصلي من اجل المسلمين حتى يفهموا الحقيقة و لا يتبعوا غوغاء شارع الساسة المتسلطين.
لو أمعننا النظر في الواقع العربي و سلطنا الضوء على الکثير من التفاصيل، لوجدنا أن هناک الکثير من مظاهر التخلف و التعسف و الظلم و الفساد التي تعوم فيها أنظمة تلک البلدان بما فيها المؤسسات الدينية نفسها، فلماذا لايتظاهر الشارع العربي ضد هذه المظاهر؟ لماذا يخرجون و يصيحون بسبب من رسم کاريکاتيري أو تصريح معين؟ لماذا سکتوا اخيرا حين طبع الايرانييون صورة للنبي و يبيعونها في الشوارع في الوقت الذي لم يسمح فيه علماء الازهر بتجسيد شخصية النبي في فيلم الرسالة، فلماذا رضوا بالتجسيد الايراني المبني أساسا على الخيال ولم يشجبوه أو يتظاهروا ضده؟
ان انظمة الدول العربية والاسلامية المتسلطة هي اول المستفيدين من اثارة هذه الزوابع الوقتية، خروج مظاهرات فورية و اطلاق شعارت العنف والقتل لاتخدم الاسلام فحسب بل يدفع بالطرف الاخر الى الدفاع عن نفسه و سوف لن يکون من نصيب المسلمين إلا الخسارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة