الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة شديدة الوضوح في رفض الفدرالية الطائفية

شاكر الناصري

2006 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي تشهد فيه الاوضاع السياسية في العراق صراعات حامية ومزايدات و مساومات رخيصة بين عدد من القوى السياسية المتنفذة في السلطة والبرلمان العراقي حول الفدرالية ، فأن مساعي من يقف وراء هذه الفدرالية عبد العزيز الحكيم وحزبه باتت تواجه مأزقا ورفضا شعبيا متصاعدا.فالملايين التي خدعت بالدستور الطائفي المقيت قد استوعبت الدرس وهاهي تواجه رموز الفدرالية الطائفية، عبد العزيز وعمار الحكيم ومشاريعهم ومخططاتهم وكل من يساندهم او يطبل لهم، وترفض كل كذبهم وادعاءاتهم ، لا بل انها ترفض حتى السماح لهم ببث سمومهم الطائفية او التحدث بلغة المظلومية والامتيازات المنتظرة التي ستتحقق لو تم اقرار الفدرالية. ففي البصرة تمكنت الحشود الغاضبة من حرمان هذا المراهق السياسي الصغير عمار او كما يسمونه الان (عدي الحكيم) من القاء كلمة له من اجل التحريض على الفدرالية والدعوة للدفاع عن مطلب فدرالية الحكيم (من الكوت الى الكويت) وانها ستكون اداة لرفع الحيف والظلم التاريخي الذي تعرض له الشيعة طوال عقود من الزمان. ولعل اهالي كربلاء قد أرادوا ان يكرروا رسالة اهالي البصرة عندما واجهوا زعيم الفدرالية ورمزها المشوه عبد العزيز الحكيم بغضب وسخط لم يكن في حسبانه قط ، لم يمنعوه من القاء خطابه الطائفي فقط، بل واجهوه بالحجارة والبيض وفرضوا علية التراجع والهروب من مكان الاحتفال المقرر لاحدى المناسبات.
لعل مواقف اهالي البصرة وكربلاء والمهانة التي تعرض لها رموز الفدرالية الطائفية في هاتين المدينتين هي الصورة الاحدث لمظاهر الرفض الذي يعتمل في صدور العراقيين ضد الفدرالية وضد كل من يريد ان يتخذها وسيلة لفرض المزيد من القهر والاذلال وسحق الحقوق ولعله يعيد الى الاذهان ما حدث في وقت ليس بالبعيد ما تعرض له (عدي الحكيم) اقصد ..عمار.. من مهانة وأستخفاف قل نظيره من قبل اهالي مدينة الشطرة في محافظة ذي قارأذ انهالوا عليه بالطماطة والنفايات وتحطيم زجاج سيارته مما أضطره للهروب لانه اراد ان يواصل نفاقه وكذبه حول محاسن الفدرالية واللعب على اوتار الطائفية البغيضة. لقد قال عمار الحكيم خلال اجتماع له في مدينة الناصرية ، ان عليهم ان يمنعوا تشكيل جيش عراقي قوي او اجهزة امنية وشرطة فاعلة وان يمنعوا كذلك قيام دولة قوية في العراق (اللامركزية) لان ذلك سيمكنهم من تحقيق الفدرالية التي يريدون فرضها.
أنه درس قوي ورسالة شديدة الوضوح هذه التي وجهها اهالي البصرة وكربلاء والشطرة الى الحكيم وحزبه وكل القوى التي تريد ان تفرض الفدرالية الطائفية والقومية في العراق، وتجد ان مصالحها تتحقق من خلال فرض هذا النظام السياسي الذي يحقق لها انفرادها بالسلطة في اقاليم ومقاطعات وان يكون الابرياء تحت رحمتها وأنها مستعدة لان تجعل من نظام سياسي ارهابي ودموي كنظام الملالي في ايران نموذجا قابلا للتحقق في مدن فدرالية الجنوب او ان تكون هذه المدن خاضعة لهذا النظام بشكل مباشر. وفي نفس الوقت فان رسالة اهالي البصرة وكربلاء والشطرة موجهة أيضا لكل من يطبل للفدرالية ويسعى لبيان محاسنها الطائفية او انها ستجعل من الثروات ملك للشعب !!!! او لهذا القسم الواسع من الكتاب والسياسيين الذين يرفعون راية الدستور وان الفدرالية مقررة ومنصوص عليها في الدستور ، هذا الدستور الذي يعرفون هم قبل غيرهم كيف كتب او كيف أقر او كيف تم التصويت عليه واية مساومات بعيدة كل البعد عن قيم الديمقراطية والعراق الجديد الذي يدعون تحققه قد رافقت كتابته واقراره وبأية فتاوى و نزعات طائفية وقومية وعنصرية قد كتب واية تجاوزات تضمنها على الانسان في العراق ورغبته بأن يكون مواطنا عراقيا قبل ان يكون صاحب هوية طائفية او قومية تتعارض مع قيمه الانسانية وتطلعاته للعيش كأنسان حر. أن دستورا كهذا يجب ان يعاد النظر فيه مجددا كونه يحمل بذور احتدام الصراعات الطائفية ويقر باستلاب صفة المواطنة من الانسان في العراق ويفرض عليه كل ما هو رجعي ولكونه دستورا يؤسس لاقامة دولة الطوائف والمليشيات المسلحة ويغيب اية صفة او تعريف للمجتمع والدولة في العراق خارج نطاق القومية والدين.
من المؤكد ان مساعي الحكيم وحزبه لتصدير الفدرالية ومحاسنها ستفشل في مدن عراقية أخرى كما فشلت في البصرة وكربلاء.ان جماهير العراق التي يراد لها ان تكون خارج اللعبة السياسية وصراعاتها الجارية بين الكثير من القوى المتحكمة في امور البلاد وان تهمش وتنتظر ما سيحققه الساسة في مساوماتهم ومحاصصاتهم،تمتلك من الوعي السياسي والاجتماعي ما يمكنها من تلمس المخاطر المحدقة بها جراء طرح مشاريع سياسية تقوم على أساس النزعات الطائفية والقومية العنصرية. المشاريع التي تستند الى الكراهية والحقد الطائفي والقومي أساس لأشعال المزيد من الفتن والحروب وحصد المزيد من ارواح الابرياء.
أن على طواغيت العراق الجدد ان يعوا ان ممارساتهم البشعة واستبدادهم السافر بحق العراقيين سيكون هو الشرارة التي تدفع بالعراقيين لسحقهم وانهاء وجودهم الاسود. واذا كان أهالي مدينة كربلاء و الشطرة قد وجدوا في الطماطة والحجارة والبيض وغيرها وسيلة لفرض التراجع على عمار وعبد العزيز الحكيم، فأن هذه الوسائل قابلة للتطور والاتساع بما يمكن العراقيين من رسم مصيرهم ومستقبلهم السياسي وانقاذ البلاد من خراب وانهيار سيكون النتيجة الحتمية لمساعي ساسة من أمثال الحكيم وحزبه وغيرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار