الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما العمل بعد خيبة الامل ؟؟

علي عرمش شوكت

2022 / 6 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


استبشر شعبنا العراقي وهو في غمرة انحطاط العملية السياسية. حينما رست القوى الوطنية الحيّة على رصيف { انقاذ الوطن } بتحالف ثلاثي ضم اقوى الاحزاب التي نالت ثقة الجماهير الطامحة الى الحرية والعدالة الاجتماعية وانهاء نهج المحاصصة والفساد. وساد الترقب معززاً بشعورمزدوج بين الامل لتفكيك الازمة وازاحة الكتل الفاسدة الفاشلة. وبين هاجس ضعف ايقاع اداء المتصدرين لعملية التغيير " التحالف الثلاثي " الذين بدا عليهم للاسف انعدام همة الاقدام، وتفعيل خطاهم نحو اتمام مهمة الانقاذ و التغييرالشامل، بالرغم من امتلاكهم زمام المبادرة مدعومة بالاسسات الدستورية.
كانت طريق التغيير ليست معبدة ويتخللها قطّاع طرق، مسلحون كامنون منذ ما يزيد على ثمانية عشر عاماً، وقد نصبوا في كل منعطف كمين معطل. فضلاً عن ان الوسائل الناعمة والمترددة من قبل المتصدين للتغييرالتي لم تكن تتناسب مع حث الخطى نحو الغاية المقصودة.زد على ذلك تحولها الى فاعلة في تعضيد المنهج الفاشل.. ان هذا ليس ثمة غرابة في الامر، اذ ان منطق الاشياء يعلن حاله هنا. فبفعل اختلال التوازن يضعف الطرف غير الفاعل بما هو مطلوب منه، وحينئذ يسهم بتقوية الطرف الاخر..
دعونا نعود الى اللوحة العراقية وتداعياتها الاخيرة " انسحاب التيار الصدري " لقد كان الامر متوقعاً حيث ان " التيار " بدا غير متحمس لاستلام السلطة مع ان الصراع يدور حولها !!، كما ومضى رافضاً باصرار لبقاء نهج التوافق، ومن جانبهم ظل المتوافقون متمسكين الى حد الاستماتة ، في الحفاظ على كنز السلطة للحماية حيث تدفعهم الخشية من فتح ملفات الفساد والجريمة المنظمة، وكذلك لمزيد من الغنى والنهب، لاسيما وان تعاظم واردات النفط. فهل هذه هي الحقيقة بقضها وقضيضها ام لعلها نصف الحقيقة المكشوفة وان نصفها الاخر غير مرئي..؟؟
نزعم بانه الوضع القائم صار يجبر المرء على اللجوء الى اعتماد نظرية الاحتمالات المتعددة، رغم غبار التمويه الكثيف، لان انسحاب " التيار" قدم الجمل بما حمل الى " الاطار " خصمه اللدود .. فهل يحسب هزيمة في احتمال ؟ وفي احتمال اخر التنازل عن طيب خاطر لشقيق مذهب ؟. كما ياتي احتمال ثالث مفاده قد حصل الانسحاب على اثر وصول" التيار " الى حصيلة حسابات نتائجها تفضي الى قيام الدولة المدنية الديمقراطية، وانتصار" ثوار تشرين " التي ستنهي الاسلام السياسي قطعاً ، ام كرم هو ما بعده كرم حتى على حساب الحلفاء في تحالف " انقاذ وطن " ام نتيجة لتهديد جاد وخطير..؟.
كل هذه الاحتمالات لا زالت في دائرة العتمة، لان نهاية اجازة البرلمان العراقي ستكون بداية لخط الشروع في مسيرة التغيير ووضع حجر الاساس لها بانجاز الاستحقاقات الدستورية وهذا احتمال وارد ايضاً، بالرغم من العجالة التي اتسمت بها الاجراءات البرلمانية.. ام تذهب عجلة التحول تسير بعزم ثوري صاخب متجذر بتغيير شامل. بمعنى ثورة عاصفة تقلع جذور الفساد والانسداد وهذا احتمال اكثر من وارد ايضاً. ونكرر لنقول ان كل ما ورد من احتمالات نابعة من هوجس شعب قد تلظى بنار الدكتاتوريات المدنية العسكرية والدينية على حد سواء، وما عاد يتحمل العسف والتجويع وضياع السيادة الوطنية التي هي تمثل فقدان الكرامة والشرف الوطني. ولا يوجد بعد ذلك شيء وعليه يقتضي الموت على اعتابه.. فما العمل بعد خيبة الامل؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة