الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية فوق الجميع

سعاد لومي

2006 / 9 / 19
الصحافة والاعلام


الحرية الصحفية ليست حكرا لجهة أو مجموعة مهما كان لونها او قدسيتها، ولا قيود على حرية الصحافة, مطلقا، وليس هناك من هو فوق الحرية والحرية الصحفية: لا رئيس دولة، ولا رجل دين، ولا حتى بابا ولا نبي أيضا.
الحرية فوق الجميع!
وكذلك لا قيود على الحرية في التعبير عن الرأي الديني مهما يكن هذا الرأي غريبا، فمعظم الافكار الدينية بدأت غريبة عن الناس. والإسلام نفسه سيعود غريبا كما اخبرنا الرسول الهادي (ص). وأي قيد مهما كانت مبرراته؛ هو تجاوز لقوانين الصحافة العالمية وحقوق الإنسان وحرية الإنسان الروحية والتعبير عنها. يحاول المتسلطون المتشيطنون أن يجدوا ما يكفي من الحواجز لمنع الناس عن التعبير..
ويريد مقيدو حرية الصحافة والتعبير الديني ان يمنحوا الحكام والشخصيات العامة ورجال الدين ما يكفي من (الحماية) لهم ولشخصياتهم، وان يكونوا دائما فوق مستوى النقاش والتساؤل: أي آلهة بصفات بشرية. خسئوا وخسئت آمالهم من أي إناء وسخ نضحوا.
لا احد فوق الجميع.
(ما أنا إلا بشر مثلكم ولكن يوحى إلي)
لا احد فوق البشر وخارج نقدهم بما في ذلك الرسل والأنبياء والملوك والرؤساء والمدراء العامون ورجال الشرطة ومدراء البلدية والمرور واصحاب علوات المخضر .
ويرى هؤلاء (المقدسون) بان الهجوم عليهم هو هجوم على حضراتهم (المقدسة) وسداتهم العالية ومكانتهم السامية وثلم في الدين وطعن على الملة. ومن هذا الخريط خوش هبيط. في وقت ان تجريح أي إنسان عادي مرفوض، كل الرفض لأنه إنسان، أما هؤلاء فإن النقد ضروري لهم، وتجريحهم كذلك، لأبعاد هيبة (المقدس) الفارغ عنهم فلا مقدس غير الله سبحانه، وحتى هذا الخالق يحاور البشر ويحاور أبليس..إنه إله حوار، عادل، حبيب، رؤوف، مقتدر، لكن المقدسون بالكلاوات من البشر لا يرون نفوسهم غير آلهة (بشكول) من عاب هيج آلهه تاكل الطعام وتضرط وتذهب إلى التواليت وتموت. آلهة بشرية كما يحبون أن يقال عنهم. لكنهم ليسوا آلهة ولا أنصاف آلهة ولا أرباع شياطين، فقد ولى زمن الفراعنة، ولم يعد ثمة من يعبد إنسانا منذ ان جاءنا الرسول محمد (ص) برسالته الإنسانية، فأسقط جميع الدعاوى والحواجز بين العبد وربه. فأرسى بذلك اول (ثورة كونية) في تاريخ العلاقات بين الخالق والمخلوق، وفي رفض المخلوقين مهما كانت منزلتهم. وليحل خالقهم العظيم بدلا عنهم. قال الخالق الباريء: من شاء منكم فليؤمن ومن شاء منكم فليكفر... وهذا هو منتهى الحرية ومنتهى الإرادة الإنسانية في الاختيار.
كتب عني احدهم في احد المواقع الأكترونية بأن اذهب غلى مكتب هؤلاء ( أنصاف الآلهة ) وان أستفسر عن الحقيقة لن كلّ ما اكتبه عنهم هو ظلم بحقهم. شكرا لله الذي مكنني ان اوقع كلماتي على المتشبهين به.. المشركين بامره . يتصور هذا الغرّ بأن رجال هذا (الإله النصف المشوه) المسخ سوف يتركني حرة. ما أغباه. إنك حينما تذهب إلى عرين انصاف الآلهة ستنهشك جنودهم من الأبالسة (أعشار الآلهة) المزيفين قبل أي شيء.
اولئك الآلهة البشرية التافهة لا يرغبون في رؤية أحد ما ينتقد الأديان. لأن نقد الأديان سيطال سدتهم الغارقة بالدماء في كلّ عصر. وقد تطال الحالة نقد الاديان أيضا وضعهم في صورتهم الطبيعية أنصاف جهلة وثلاثة أرباع مجانين. فنقد الدين علميا واحدة من القضايا التي تواجه معظم الباحثين والعاملين في حقول حوار الاديان. وهي ضرورية في هذا العصر جدا.
وربما اثارت الملاحظة التي أبداها بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر غضب المسلمين حول أنتشار الإسلام بحد السيف.. من حق البابا او أي انسان أن يبدي رأيه بأية قضية، كإنسان، ومن حق الآخر ان يرد بالوسائل نفسها. اما ان تجري بحار من الدماء وهيجانات من الإعلام وضباب من الكراهية بسبب كلمات او وجهات نظر، فهذا هو المرفوض تماما، وهذا ما سيحاسبنا الله عليه يوم الدينونة.
ترى ماذا ستقول للخالق العظيم حينما يقول لك: لم قتلت عبدي هذا؟ فتقول له لقد جدف ضد الدين الفلاني أو الدين العلاني.. مثلا. هل يقبل الخالق مثل هذا الرد وهو القادر على الرد دائما؟ لم تشرك امرك في الحياة والموت بأمر الخالق؟ وهل يعلم اولئك الشقاة البغاة بأن الله في يوم القيامة يفصل اول ما يفصل في الدماء؟ فليتق الله اولئك المارقين القتلة مهما كانت مبرراتهم ومهما كانت طوائفهم واديانهم ومللهم ونحلهم في القتل ولينتظروا حسابهم وإنا لمنتظرون، وما أسرع لقاء خالقنا.
إحدى صديقاتي مجدفة ملحدة حتى إذا رأتني أصلي تعفط.. لكني لم اوبخها أبدا، كنت احترم رأيها.. وكانت تستفزني في كلّ يوم ولم أترك صِلاتي بها، ولم أترك حواري معها وخاصة ما يتعلق بإيماني الآخروي..
أخيرا قالت لي بعد سلسلة من السباب للدين الإسلامي وللشيعة بالذات وللآخروية التي أؤمن بها: لماذا لا تصفعيني؟ فذكّرتها بحادثة (الديصاني) ، وهاهي أتفضلوا أسمعوها على رأي حديث أبن الرافدين - رحمه الله- في إذاعة اسرائيل.. عفوا الكيان السيفوني!! لكي يرتاح المغامرون المدمرون من أمثال عبد الناصرو نصر الله ونجاد وصدام والقرضاوي وخميني وخامنئي:
كان الديصاني ملحدا وقد تحدى المؤمنين بأن وضع ماء قراحا وطينا في قارورة لمدة أربعين يوما فإذا بها تكون دودا، فقال: هو يخلق وأنا أخلق وهذا هو خلقي. فأراد الفقهاء الحكوميون أنصاف الآلهة آنذاك أيقاع الحد عليه بقطع رأسه، فقيل لهم: ربما يكون الرجل مجنونا فلم لا نستشير جعفر الصادق بشأنه وكان الحبيب جعفر(ع) يسكن الكوفة آنذاك. فجيء بالديصاني مكبلا. فقال له الإمام بعد أستنطاقه: أرني ماذا خلقت؟ فكسر القارورة وإذا بها دود يسعى فقال الديصاني: هذا خلقي.. فقال الإمام ضاحكا: صدقت!! فإرني الذكر من الانثى.. فبهت الرجل ولم يحر جوابا، ثم ارتد عما كان يقول به وصحّ إسلامه.
هكذا كان يتعامل الأئمة مع الناس المعارضين. فانظروا كيف يتعامل كاظم الحائري وكيف يتعامل اليعقوبي وكيف يتعامل الضاري وكيف يتعامل آية الله العظمى وولي امر المسلمين جربوع بن شلتوغ!
أنا مسلمة وملتزمة بالحدود الشرعية، واقول أن الإسلام قد اتنتشر بالقوة والإرهاب وحدّ السيف.. أيضا. وكذلك المسيحية واليهودية وجميع الأديان في الأرض وجميع الأديولوجيات الأرضية والسماوية. تبدأ مسالمة وتنتهي بحد السيف..
أما انتشار المسيحية بالحوار فهي اكبر أكذوبة. ربما ينتشر الدين على وفق المصالح الإقتصادية كما انتشر الإسلام في شرق آسيا بفعل التجارة ولكن أليست التجارة أحدّ من السيف؟؟ من قال ثمة حرمة لما حدث حقيقة بحد السيوف؟ ولمَ نحاول ان نغطي (الحقائق) بعواطف ساذجة؟. لنرد علميا على البابا: لنأتي بالحقائق تلو الحقائق ونسوق الحجج تلو الحجج بلا صراخ ولا بكاء ولا سباب ولا إظهار دائم لنظرية المؤامرة في كلّ حين ولا تظاهرات ولا تهديدات.
ماذا نفسّر جيوش الفتح؟ ماذا نفسّر السبايا والأسارى الذين جيء بهم إلى المدينة المنورة؟ ماذا نفسّر الآية الكريمة: أذن للذين ظلموا أن يقاتلوا وإن الله على نصرهم لقدير. وآيات الحض على القتال لا تعد ولا تحصى. اجل انتشر الإسلام بحد السيف في عصر كان للسيف القوة والسطوة. ألم يقل الرسول محمد: ان الجنة تحت ظلال السيوف؟
وانا العبدة الفقيرة إلى الله لا اجد حرجا في ذلك. أجل السيف أمضى من الحوار في ذلك الزمان غالبا. اما في هذا الزمان فربما يكون الحوار اجدى والمجادلة بالتي احسن امضى. فلم لا نجرب؟
وليس ثمة أية منقصة للإسلام في حدّ السيف أبدا. الإسلام دين جهاد دفاعي والجهاد فرع من فروع الدين وما تركه احد إلا ذل.. هذا هو الإسلام دين جهاد وحرب .. لم نخجل من ديننا؟ وهل ثمة دين يعيش دون ان يدافع عن نفسه؟ عجبا لم نخجل من ان الإسلام يامر بإرهاب العدو؟ إنه جزء من الفرائض التكليفية الملقاة على عاتق أي مسلم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لكم اولا، ثم لي خاصة من حبيبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا