الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مقام الجنون إلى مقام الخيال

فرات إسبر

2022 / 6 / 21
الادب والفن


`




لي أمٌ تُمسك بيدي
النار جُنت ْ بها وسقطنا في الرماد.
صراخُ المدينة تحت الجلد
وساعة ُ بغدادَ تبدٌّد أحلامنَا بدقاتِها
من هنا مرَّ بشرٌ وفئران
وسمعنَا صراخَ مدينة .

ظهرُ دِجلة َ انحنى ،
جسدي صار قارباً،
وعلى أطراف دجلة باعةٌ يصرخون :
هنا زجاجة ٌ فيها قتيل ٌ ، فيها وطن،
فيها عطر امرأة.

يا جارةَ بغدادَ على الجسر وقفتُ
وقلتُ للريح حين كنت أسيُر صوبَ الشمال ،
تلك حدود بلادي،
كيف لي أن أقطعَ هذه النارُ إليها ؟
سَلخوا جلدها مثل عنزةٍ تسرحُ في خيال الجبال.

تأخرنا، فقدنا العناقَ .
يدٌ تمسحُ الحزن عن جبين الفرات
يدٌ تطوي لدجلَة ثياب الفراق
وعلى جسر الأعظمية كان لي أخ ٌ ،
يحج ُ من مقام الجنون إلى مقام الخيال .
لبست عليه ثياب الحداد
قبرهُ مكشوف لكل غيم ٍلكل نجمٍ
وأناديه ،
، بُحة ُ الصوت تشبهُ جرحا ً في كربلاء
. وأرثاً كأنه نينوى

غيمة ٌ سكرَى هبتْ بماء ِ المطر
تحومُ على بلاد ٍ صارتْ فحما ً وحجر
، يا بلاد الأ نيباء لماذ ا لا يهدأ ُ فيك البشر
هل من ضلالٍ أم من ضجر ؟

على مفرقِ بغدادَ وقفتُ وقلت ُ :
أي الجهات إلى أهلي ؟
والقوافل ُ كانت الصحراء
كان الطريقُ ولا واحة ٌ لأستريحَ.
لا سهيلٌ دلني
والجبال لم تقل سرها،
وكل ما في بطنها من أحجارِ حنيني .

على مفرِق بغدادَ ،
رأيتُ ما رأتْ زرقاء اليمامة
الدخانُ ،أنفاس المدينة
وعشبةٌ خضراء ُ خلفي ، سبقتني إلى حقل الأمل
أسرابُ الفراغ تعلم ُ ماذا هناك.
. نامت ِ الأفعى ولم يستيقظ الخلود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته