الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة من قارئ [ لجريدة - الثورة - حول بوب أفاكيان ] إلى المنتمين إلى نوادى الثورة و الحركة من أجل الثورة و الذين هم حولهما و إلى جميع الذين يتطلّعون إلى تغيير جوهريّ

شادي الشماوي

2022 / 6 / 22
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


رسالة من قارئ [ لجريدة " الثورة " حول بوب أفاكيان ] إلى المنتمين إلى نوادى الثورة و الحركة من أجل الثورة و الذين هم حولهما و إلى جميع الذين يتطلّعون إلى تغيير جوهريّ
جريدة " الثورة " عدد 756 ، 20 جوان 2022
https//revcom.us/en/those-and-around-revolution-clubs-and-movement-revolution-and-all-who-hunger-fundamental-change

إليكم سؤال يمكن أن يبدو بسيطا غير أنّه عمليّا يستحقّ التأمّل فيه حقّا للحظة :
لماذا ، عقب أكثر من خمسين سنة على الطريق الثوريّ ، يواصل بوب أفاكيان ( BA ) الكتابة بغزارة ؟
لماذا ، على سبيل المثال ، كتب مقالات عديدة فقط منذ بدايات 2020 وحدها ؟ [ حوالي مئة مقال – المترجم ]
لماذا يواصل بوب أفاكيان كتابة مقالات تعالج مواضيع واسعة جدّا و لتقديم بضعة أمثلة لا غير و بسرعة – النضال من أجل حقوق الإجهاض و تحرير المرأة بوجه عام ؛ التمرّد الجميل ضد جرائم الشرطة في صائفة 2020 و إضطهاد السود و تحريرهم بوجه عام ؛ المخاطر المتنامية بإستمرار و عديد مظاهر الفاشيّة في الولايات المتّحدة ؛ و المخاطر و العراقيل السامة التي تمثّلها نزعات مختلفة من تفكير " اليقظة " و سياسات الهويّة ؛ و التأثير المدمّر للطفيليّة و الدين و الإنهزاميّة في صفوف المضطهَدين أكثر في المجتمع – و مرّة أخرى ، هذه أمثلة بسيطة عن مواضيع متنوّعة تطرّق لها بوب أفاكيان في السنتين الماضيتين ، و كلّ هذا من نقطة موقع ممتاز لصلة هذه المسائل الخاصة بالقيام بالثورة .
لكن مجدّدا ، لماذا يواصل بوب أفاكيان القيام بكلّ هذا العمل ؟
لماذا لا يستنتج ببساطة أنّه إعتبارا لكونه قد تقدّم بعدُ بالعلم و طوّر الإطار و المنهج و الإستراتيجيا و الرؤية الذين تحتاجهم الإنسانيّة للقيام بالثورة و إنشاء عالم جديد راديكاليّا – كلّ هذا متجسّد في الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها – المهمّة الوحيدة الآن هي ببساطة نشر العمل الذى قد أنجزه بعدُ نشرا على نطاق واسع في المجتمع لأجل كسب الملايين لهذا و للثورة التي يقودها ؟
و لنكن واضحين ، القيام بكلّ ما ذكر أعلاه ليس أمرا هاما فحسب بل هو حيويّ في ما إذا كانت سيوجد أم لا مستقبل للإنسانيّة يستحقّ الحياة فيه .
لكن لماذا يواصل بوب أفاكيان القيام بكلّ هذا العمل و يكتب كلّ هذه المقالات ؟
مجدّدا ، لنتوقّف لحظة و نفكّر في المسألة حتّى و لو إعتقدتم ربّما أنّكم تعرفون الإجابة ...
يبدو آمنا قول إنّ بوب أفاكيان لا يفعل هذا " لصحّته " حسب تعبير رائج . من المشكوك فيه أنّه يفعل ذلك لأنّه يجد المواضيع التي يكتب عنها " مهمّة " بالمعنى المجرّد أو لأنّه يحاول " تدريب " أو " إقناع " قرّائه بصفة عامة .
لا ، أحاجج بقوّة بأنّ للجواب صلة وثيقة بكيف نفهم مضمون القيادة – و قيادة بوب أفاكيان بوجه خاص – و ما يعنيه حقّا إتّباع تلك القيادة .
في مجتمعنا ، الطريقة التي ينظر بها الناس إلى القيادة طريقة خاطئة تماما . فالقيادة يُنظر إليها و تُقدّم حصريّا بمعنى ضيّق جدّا و مباشر و عمليّ: بمعنى توفير الإرشاد لما يجب على الناس القيام به في وضع معيّن ، و في إطار معيّن و في لحظة زمنيّة معيّنة . و مع ذلك ، بينما هذا الشكل من القيادة الأوسع في المجتمع يمكن أحيانا أن يكون هاما في إرتباط بطبيعة تلك القيادة و أهدافها – و في حين أنّ بوب أفاكيان خاصة يقدّم فعلا قيادة عمليّة حيويّة الأهمّية و مستمرّة للحركة من أجل الثورة – قيادة بالمعنى الأكثر جوهريّة و أهمّية هي شيء أعمق من ذلك .
المظهر الأكثر أساسيّة و أهمّية للقيادة المستمرّة لبوب أفاكيان هو الطريقة التي بها يشخّص – بالمعنى الأشمل و الأدقّ – ما تواجهه الإنسانيّة ؛ و لماذا نحن في هذا الوضع ؛ و إلى أين يمكن و نحتاج أن نمضي ؛ و كيف نصل إلى هناك ؛ و كلّ العراقيل التي تقف في طريقنا .
و إليكم شيئا غير مفهوم بصفة مناسبة حتّى في صفوف الثورة : كافة العناصر المعدّدة أعلاه بما فيها " ما نواجهه " و " العراقيل التي تقف في طريقنا " ليست مجرّد مسألة الدولة الرأسماليّة – الإمبرياليّة و فارضيها المسلّحين على أنّ ذلك بداهة في منتهى الدلالة .
لا . " ما نواجهه " و " العراقيل التي تقف في طريقنا " يتضمّنان بصفة حيويّة جدّا أيضا تفكير الناس . جميع الطرق الخاطئة كلّيا و الضارة لفهم الواقع و مقاربته . و ليس فحسب في صفوف أعداء الثورة بل كذلك في صفوف أصدقاء الثورة – في الواقع ، في صفوف الذين يحتالجون أكثر من غيرهم هذه الثورة و سيشكّلون العامود الفقريّ لقواتها .
و الفقرة أعلاه تستحقّ إعادة القراءة لأنّ فهمها غاية في الحيويّة إذا أردنا أن نملك فرصة لإستغلال هذا الزمن النادر حيث تصبح الثورة ممكنة .
و نضع ذلك بصيغة بسيطة : لن نملك أيّة فرصة للتقدّم بالملايين للقيام بالثورة دون التغيير الجماهيري و الراديكالي لتفكير الناس .
و لن نملك فرصة للتغيير الجماهيري و الراديكالي لتفكير الناس دون صراع إيديولوجي شرس لا مساومة فيه لإنتزاع الناس من براثن كلّ هذا الهراء – و هو كثير جدّا ! – الذى وقعوا في أسره و كسبهم إلى جانب صفوف الثورة .
هذا هو السبب الأكثر جوهريّة للماذا يخطّ بوب أفاكيان كلّ هذه المقالات . و مع كلّ سؤال أو طريقة تفكير خاطئة يتطرّق لهما بوب أفاكيان ، يفعل ذلك لأنّ المسألة أو طريقة التفكير الخاطئة تمثّل أحد العراقيل القائمة على طريق كسب الناس إلى صفوف الثورة – أحد العراقيل التي يجب أن نغيّرها بالصراع بكلّ ما أوتينا من جهد مع الناس صراعا إيديولوجيّا ليغيّروا تفكيرهم على نطاق جماهيري و على نطاق المجتمع .
و إضافة إلى ذلك ، يقدّم بوب أفاكيان قيادة لكيفيّة خوض هذا الصراع الإيديولوجي – المنهج و المبادئ المعتمدين لمواجهة هذه العراقيل الإيديولوجيّة و تحليل و توضيح العمق و المضمون المتّصلين لمختلف المسائل و التناقضات بطريقة هي في آن معا بسيطة و معقّدة .
متى أردنا معرفة معنى أن نكون ماديّين و جدليّين – أن نطبّق الماديّة الجدليّة ، فهم أنّ كلّ الواقع يتكوّن من مادة في حركة تنطوى على تناقضات تشتمل بدورها على إمكانيّة التغيير الراديكالي – في التعاطي مع كلّ مسألة و كلّ مظهر من مظاهر الواقع ، على أعلى مستوى ممكن و بالطريقة الأكثر تقدّما ؛ علينا بدراسة ما يؤلّفه بوب أفاكيان و كيف يفعل ذلك .
من واجب جميعنا القيام بذلك ، و لا ينبغي على جميعنا أن ندرس و نستوعب منهج بوب أفاكيان و قيادته فحسب بل كذلك تطبيق هذا المنهج و هذه القيادة و نحن نتوجّه إلى الشوارع و إلى العالم الأوسع . في الحياة الواقعيّة ( « IRL » ) و على الأنترنت و وسائل التواصل الاجتماعي – و نخوض الصراع الإيديولوجي الضروريّ و الشرس لإنتزاع الناس من إطار هذا النظام و ضمّهم إلى صفوف الثورة و تحرير الإنسانيّة .
لا ، لن نفعل ذلك على ذات مستوى ما يقوم به بوب أفاكيان – فقد صاغ إطارا جديدا كاملا للثورة و تحرير الإنسانيّة عبر عقود وهو يواصل تطبيق و حتّى مزيد تطوير و إثراء هذا الإطار على أعلى المستويات .
لكنّنا نحتاج بصفة إستعجاليّة أن نقوم بذات ما يقوم به بوب أفاكيان بأعلى مستوى ممكن – أن ندرس و نناقش و نعمّق فهمنا للمسائل و الحواجز الإيديولوجيّة التي يتطرّق إليها و المنهج العلميّ الذى يعتمده في تناولها بالبحث ، و نطبّق كلّ هذا في جميع ما ننجزه في كلّ عملنا الثوريّ و في النضال من أجل إيجاد شعب ثوريّ .
مع كلّ مقال يصدره بوب أفاكيان ، يجب أن نتساءل و نتفحّص بعمق – و نقود الذين نتقدّم بهم نحو تعميق السؤال و التفحّص – مسائل من مثل :
لماذا كتب بوب أفاكيان هذا المقال الخاص معالجا هذه المسائل الخاصة ؟
ما صلة هذا بالقيام بالثورة و ما نواجهه في مساعينا الدؤوبة من أجل ذلك ؟
بأيّ منهج و مقاربة و مبادئ يعالج بوب أفاكيان هذه المسائل ؟ و ما هي الدروس التي يتعيّن أن نتعلّمها و نطبّقها إنطلاقا من ذلك ؟
كيف تختلف طريقة تطرّق بوب أفاكيان لهذه المسائل إختلافا كبيرا عن طرق مقاربتها المنتشرة شعبيّا أو " الرائجة " في مجتمعنا ؟
هذا هو مغزى أن نكون مفكّرين نقديّين بأتمّ معنى الكلمة .
هذا ما يعنيه أن لا نكون مجرّد أنصار لبوب أفاكيان – و نهائيّا نحن في حاجة إلى ذلك – و إنّما حتّى أهمّ من ذلك أن نكون من الأنصار العلميّين لبوب أفاكيان .
و هكذا سنسلّح أنفسنا إيديولوجيّا – و نتقدّم و نوجّه و ندرّب عديد الآخرين على خوض الصراع الضروريّ لإنتزاع الناس من براثن التفكير في إطار هذا النظام ليصبحوا من المفكّرين كمحرّري الإنسانيّة .
هكذا سنقوم بالثورة .
-----------------------------------------------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة آلاف المتظاهرين.. مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في صنعاء


.. تركيا تعلن مقتل 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني شمال العرا




.. كرّ وفرّ بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين حاولوا اقتحام مصنع ت


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج




.. اعتداء الشرطة الهولندية على متظاهرين متضامنين مع فلسطين