الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بخطاب إعلامي مؤدلج تحريضي ومواقف سياسية مأزومة الشارع العراقي يتخندق !!!

حيدر المنصوري

2022 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بعيدا عن الفلسفة واستعراض عضلات المفردات الرنانة و المصطلحات الجامحة في سباق المثاقفة التي وللأسف الشديد أصبح يتبارز بها البعض من الإعلاميين والمحللين السياسيين وغيرهم من الخبراء وما انتشر وكثر من العناوين باسم الدراسات والبحوث وقراء (الفناجين) في الشأن العراقي بكل مجرياته على حلبات الإعلام العراقي من أجل الظفر (بكأس الولاء) لهذه الجهة او تلك ، او للحصول على (ميدالية الرضا) من هذا القائد او ذاك.
وبغياب الرقابة المهنية والتخلي عن أخلاقيات الطرح الموضوعي المحايد والمجرد من الشخصنة والانتماء المعلن او المغلف بغلاف الاستقالالية المفضوحة، بالإضافة إلى فقدان أهمية انسنة الحوارات في قضايا المجتمع المصيرية وما ينتج عنها من رسائل تعبوية قد تذهب بكل تأكيد الى تشكيل قناعات وسلوكيات مجتمعية متطرفة تنقسم على خنادق أطراف صراع تلك القضايا وبالاخص السياسية منها .
إن هذا السلوك غير المسؤول من بعض المنصات الاعلامية وبعض الضيوف المنحازين والمتحزبين والذين يرتبطون باجندات الكتل السياسية والاحزاب والشخصيات المتنفذة بطريقة او أخرى، ومن خلال خطاباتهم الموتورة وتحليلاتهم غير المنطقية والتي تبتعد بشكل كبير عن الهم الوطني والإرادة الحرة الصادقة في العمل على صناعة الوعي المجتمعي وقيادة الرأي العام باتجاه تقرير المصير برؤية وطنية واعية من خلال تحليل وتفكيك القضايا بالأسلوب والمعيار والنهج المهني والحيادي الوطني الخالص.
بل انهم وللأسف الشديد يشاركون و يعملون على صناعة رأي متطرف ومنقسم في اصطفافات طائفية وعرقية مقيته ،وقد ذهبوا الى ابعد من ذلك في مقت طروحاتهم وخطاباتهم الموبوءة وتسببوا في انقسام العائلة العراقية الواحدة الى ولاءات وانتماءات ايدلوجية متعددة الاتجاهات ومتطرفة المواقف بسبب التغذية الاعلامية الفاسدة فكريا ووطنينا.
إن هذا الضخ الاعلامي وسباق هؤلاء الموتورين للظهور المستمر على شاشات التلفاز ومنصات التواصل المتعددة التي تعمدت حجب الكثير من المهنيين والمختصين والمنصفين الوطنيين من الظهور لتوضيح الحقائق وتنوير الرأي العام ،و بمباركة بعض (الكهنة وسدنة) المعابد السياسية وارباب الشأن العراقي من (المبشرين) بوصايا قيادة البلد بوحي رسل الداخل والخارج إنما بذلك يدفعون بعجلة حرق الشارع العراقي ويؤسسون الى ميدان قتال الأخوة وأبناء الشعب الواحد بثمن بخس .
والادهى من ذلك أن هؤلاء القادة العظام يبنون مواقفهم ويحددون خياراتهم على اساس ما يطرح أولئك" النوابغ" من افكار تتلاقح مع افكارهم ورؤى تنسجم مع رؤاهم عبر نظاراتهم الشمسية التي يضعونها على عيونهم في اوقات العتمة والظلام الحالك.
إن هذا النهج المشوه بالتعاطي مع الازمة السياسية العراقية من خلال هذه الخطابات التحريضية والعدائية في أغلب الاحايين من قبل هؤلاء المنتفعين من المحلليل والخبراء "والعرافات" عبر وسائل الإعلام المختلفة بالعزف على عواطف واعتقادات الجماهير ، الإنسانية منها والدينية والمناطقية وغيرها، وانسجامها مع المواقف المأزومة والمتشنجة لبعض قادة الكتل والاحزاب السياسية إنما يفاقم الازمة ويعدم فرص حلها بل يذهب بها الى سبل التعقيد وفقدان مكونات الحل في "المطبخ السياسي" وفق رؤى وقناعات وطنية عقلائية مسؤولة تبنى على اساس الحفاظ على مكتسبات الوطن والمواطن والارتقاء بالعمل السياسي الديمقراطي ونعكاساته في تحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي وبناء دولة المؤسسات التي يجب أن يديرها اصحاب الاختصاص والكفاءة والنزاهة من أجل رفاهية وكرامة الشعب ، وينقلها الى الشارع الذي شحنه الخطاب الإعلامي المستفيد وغير الواعي ومواقف الساسة غير المسؤولة ببارود الحقد والتطرف والتخندق في عبوات المواقف جاهزة الانفجار .
من هنا يجب على كل العقلاء وأهل الرأي والتأثير والمواقف الوطنية ان يسارعوا في نزع فتيل الازمة وان يوقفوا خطاب التأزيم والعنف والكراهية و(دس السم في العسل) من أجل غايات متعددة الوسائل والنوايا ،وتفويت الفرصة على المتصيدين في الماءالعكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران