الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلنحلم بثورة

لوديفين بانتيني

2022 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


فلنحلم بثورة

Rayonist Lilies, 1913 | Natalia Goncharova
مقابلة مع المؤرخة لوديفين بانتيني أجراها ألكسندر كورنيه وغوينائيل بورت، نشرت في العدد الأول من مجلة الليل La nuit، صيف ٢٠٢١



منذ عام، عنونت جريدة لوموند في عددها الصادر يوم ٩ تشرين الثاني/نوفمبر “عن جذور الغضب على الكوكب”(١). “الجزائر، بيروت، بغداد، هونغ كونغ، الخرطوم، سانتياغو: موجة من الاحتجاجات تعم العالم منذ عدة أشهر. […] احتلت الجماهير الشوارع والميادين. رفعت القبضات.”(٢) يوضح مجلس التحرير في افتتاحيته: “يجب أن نسعد بتغيير الحقبات هذا. […] الطريق ضيقة والطموحات كبيرة، لأن الأمر يتعلق ليس بأقل من إعادة ابتكار الديمقراطية.”(٣) هذه الجملة تسبب الصداع…


ليس مصادفة ملاحظة هذا التلازم من الهبات والانتفاضات والثورات. يمكن اعتبار أنه يوجد هبات قوية على المستويات الوطنية، والأوضاع الاجتماعية والسياسية خاصة، ذات بعد عالمي متجاوز للحدود وذات تأثير متبادل. لقد مررنا بسنوات الـ ١٩٨٠ات والـ ١٩٩٠ات، التي سحقتنا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، تاركةً القليل من الآمال الممكنة. كما دعانا ذلك العصر إلى الاستقالة والتراجع- “لا يوجد بديل”(٤)، فعمّ حزن أوروبي، لا بل عالمي، ترافق مع التصحيح البنيوي المفروض من صندوق النقد الدولي. فحلت النتائج القاسية، وتجاوزوا عتبة التسامح، هذا ما يفسر بكل تأكيد هذا الغليان العالمي.

الربيع العربي، احتلوا وول ستريت، الليل وقوفاً، السترات الصفر، الحراك، الثورة في لبنان، المظاهرات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ، حياة السود مهمة… هل هي المرة الأولى التي نلاحظ كل هذه الاحتجاجات المعولمة؟

عام ١٨٤٨، لاحظنا مع ربيع الشعوب الأثر نفسه لتجاوز الحدود، حيث في كل وضعية كان هناك إرادة التحرر الذاتي وحق الشعوب بتقرير مصيرها، ولكن أيضاً التعاون العابر للحدود والآمال. فوراً بعد الحرب العالمية الأولى، جاء الأمل الثوري من روسيا، ولكن أيضاً من بعض التجارب الثورية القصيرة الأمد، في ألمانيا أو هنغاريا. مررنا بلحظات من التأجج الشعبي وميل ثوري حقيقي، حيث ناقشنا مسألتي الديمقراطية والإدارة الذاتية.

هل لشبكات التواصل الاجتماعي دور في هذا اللقاء العالمي؟

وسائل التواصل تولد نتائجاً، أو تكيّفاً، والقليل من الآمال والطموحات المتبادلة. هي محرك يسمح بنشر المعارف والمعلومات ولكن أيضاً المهارات. هذا لا يعني أنه كان يجب انتظار الوسائل التكنولوجية: الصحافة، وخاصة الصحافة الملتزمة، لعبت هذا الدور في الماضي. شبكات التواصل الاجتماعي تبقى داعمة وليس غاية في حد ذاتها. هي تسمح بتأجيج الغضب، وبالتعلّم، والتوثيق، والتعبئة، مع القدرة الآنية على التحرك والاستعلام من أجل اللقاء والتجمع.

ما هي الثورة؟

لنرجع إلى أصل الكلمة: بذلك يمكننا قياس مقدار النشوة التي تسببها. خلال عدة قرون، كان معنى “الثورة” يحصر في المجال الفلكي: الدوران حول محور أو كوكب. في بعض الحالات، تعني الموافقة التي مجّد بها الماريشال بيتان إلى فيشي خلال الثورة الوطنية. “إنها ثورة”، بحسبه، لأنها تعني أن تكون رجعياً بالمعنى الضيق للكلمة- وهو ما يعني عكس ما نعبّر عنه اليوم. مع عصر الأنوار، الذي لم يكن عصراً فرنسياً حصراً، وفي نهاية آخر ثلث القرن الـ ١٨، أدركنا أن الثورة هي القطع مع الزمن العادي، والتسلسل التاريخي الساكن والهادئ.

هي على العكس من حركة الدوران الدائم. مع هذه السنوات خلال الحداثة- أثبتت أعمال المؤرخ الألماني رينهارت كويليك، نشعر بالحيرة، لأنه نوع جديد من التأريخ، وطريقة أخرى للتفكر بالزمن والتاريخ. ندرك، وهو أمر غير معقول من وجهة نظر أنثروبولوجية، أن البشر، بالمعنى العام للكلمة، يصنعون التاريخ؛ لا يوجد إلحاح ميتافيزيقي- حتى لو أن هيغل فكّر في القرن الـ ١٩بالرابط بين التاريخ والروح(٥). نكسر رؤية تعتبر التاريخ مشبع بالمقدس. هناك مسؤولية تاريخية للبشر خلال التاريخ: هم الذين يصنعون التاريخ ويصنعون الثورات. هذا التغيير بمعنى كلمة الثورة هو أيضا تغيير راديكالي بالرؤية نفسها حول من ينتج التاريخ.

بالعودة إلى التعريف، هناك عدة مفاهيم في هذا المجال المفتوح بواسطة الحداثة لفهم معنى كلمة الثورة. هناك بداية فكرة الهبة الشعبية التي تهدف إلى إسقاط السلطة السياسية، ولكن أيضا الاجتماعية. سؤال التوازن المرتبط بالانتاج وبالملكية هو مسألة أساسية في الثورة. أود أن أشدد على الجزء الثاني من ترسب كلمة الثورة: هناك أيضاً الثورات الأنثروبولوجية، الأكثر بنيوية، والأكثر عمقاً، والتي لا تشكل عنصراً من حدث عابر، ولكنها تمتد عبر الزمن.

ليكون لدينا ثورة، أي انتزاع السلطة واسقاطها، يجب أن يكون هناك ثورة في العقليات وفي حقل الإمكانيات والتخيلات والآمال. روح عصر الأنوار يعصف وينتشر بشدة بين الشعب، بمعنى أنه يتجسد كفاعل سياسي. كل ذلك ينضج، ومن ثم ينبثق فجأة.

هل الأفكار أم المعرفة هي التي تنتشر؟

ما يغيّر التاريخ، هو الظروف المادية، والاجتماعية والاقتصادية التي تنتج بدورها أفكارها. هي تقريباً عكس المثالية، حيث ترسو الأفكار على نوع من وسادة هوائية غير اجتماعية، دون معرفة في ظل أي ظروف اجتماعية ومادية قد أنتجت ولا حتى ما يفسرها. ما ينتشر، بالدرجة الأولى ليس الأفكار، إنما الغضب، والرفض والمشاعر الأخلاقية مثل الكرامة. العديد من المؤرخين المختصين بأمور الهبات والثورات الشعبية- أفكر بشكل خاص بإدوارد بالمر تومسون- أثبتوا أنها ليست أبداً ثورات البطون. هناك دوماً مزيج من عوامل اجتماعية-اقتصادية، مرتبطة بالضيق الاجتماعي، و”الاقتصاد الأخلاقي”(٦)، عندما تطرح مسألة الكرامة والعدالة الاجتماعية المحسوس بهما خلال الوجود اليومي. بهذا المعنى، تتغذى في ذلك الحين الأفكار وتندمج مع أفكار الفلاسفة والمثقفين.

ننتظر دوماً ثورة، “كاشفة لأفق”(٧)، كما تقولين. هل يمكن أن نبحث عن رؤية شاعرية؟

من دون شك، اللحظات الثورية هي عادة أكثر اللحظات شاعرية، حتى بالمعنى اليوناني للكلمة: فعل، خلق. حيث يتدحرج الزمن العادي بالكامل. ونعيش في حالة لا مثيل لها، وبالمعنى الضيق للكلمة، الإمكانيات تثبت نفسها. ما لا نتمكن، بشكل عام، أو لا نملك الوقت على فعله- كتابة القصائد، الرسم، التلوين، الخلق- هذا الوقت يسمح به. بفضل العزيمة الجماعية نشعر بالشرعية على فعله. إذاً هي مسألة شرعية التعبير. لأنه، وبشكل عام، الثورات تقوم بها فئات اجتماعية لم يكن لبعضها الحق بالكلام: خلال الثورات هناك تسييس عميق، بالمعنى العميق للكلمة، الشعور بالقدرة على التعبير في المجال العام، وإبداء الرأي، وتقديم الاقتراحات من أجل المدينة والصالح العام.

حتى يتنظم الكلام، يجب تعليق الزمن، كما وصف والتر بنجامين لحظة ١٨٣٠: “الليلة الأولى في المعركة، بدا في عدة أمكنة في باريس، بشكل مستقل وبنفس اللحظة، أننا أطلقنا النار على ساعات الحائط(٨)”.

إنه نص رائع. كل الحركات الثورية هي أزمنة معلقة حين نكثفها مع مساحة متاحة للكلام.

نقترب من الديمقراطية…

نعم. ونفهم جيداً أن الثورة هي هبّة يمكن أن تذهب بعيداً، حتى لو أننا لن نعلم متى تتوقف الثورة.

متى نعلم أننا صنعنا ثورة؟

للإجابة عن هذا السؤال يجب الاهتمام بما يقوله المنتفضون. أستعير هذا التعبير من مؤرخ الثورة الفرنسية الإيطالي، هايم بورستين، الذي حدد هذا التعبير، بمعنى أن الأفراد العاديين، الذين لا يملكون توكيلاً بالتعبير في المجال السياسي، يصبحون جزءاً قابضاً على التاريخ. كتاب إريك فويار، ١٤ تموز/يوليو، العمل الرائع الذي ظهر عام ٢٠١٦، الذي ينصف المجهولين ويعيد الاعتبار إليهم. حول مسألة الانتفاض، لنأخذ مثلا الكومونة. مع أنه سبقها عدة أيام احتجاجية، فهي بدأت فعليا يوم ١٨ آذار/مارس ١٨٧١، وبعد ذلك أصبحنا نسميها “ثورة الـ ١٨ آذار/مارس”. وهي دوما سميت كذلك. لماذا لدينا هذا الشعور؟ لأن جزءا من الشعب الباريسي اقتحم فندق المدينة، وأسقط السلطة القائمة. إن الشعور بالنصر كان باستعادة المجال السياسي.

هناك كذلك لحظات غير محددة بشكل أكثر، كما حصل عام ١٩٦٨ (٩). حيث حصل إضراب عام، واحتلت المصانع، والمحلات، والمرافئ والساحات، والمسارح والثانويات والجامعات والشوارع وكل أنحاء البلاد. وانتشرت كلمة الثورة في كل مكان. حتى في أماكن لم نتوقعها، كما في بعض التيارات داخل الكنيسة الكاثوليكية. ولكن هل ما حصل هو ثورة بالمعنى الأول للكلمة؟ كلا، لأنه في الواقع بقيت السلطة ومؤسسات الجمهورية الخامسة في مكانها. لم يحصل تغيير عميق في النظام الاجتماعي-الاقتصادي. على العكس، بالمعنى الثاني- أي الثورة الأنثروبولوجية- الثورة حصلت. نحن ورثة لِما حصل عام ١٩٦٨. حصلت ثورة في العلاقات بين الرجال والنساء، والجنسانية، والعلاقات المرتبطة بالتعليم والمعرفة والمساواة. العديد من الأشياء تغيرت في الواقع.

هل للحقل المعجمي أهمية في بناء الثورة؟ يمكننا الكلام عن العلاقات بين التاريخ والأدب؛ دوسارديه في رواية التربية العاطفية لغوستاف فلوبير، مسكون بالروح الثورية. أصيب بفخذه في وقت كان يساعد “ولداً ملفوفاً بالعلم الفرنسي” في أعلى المتراس. فلوبير قال لدوسارديه: “لقد اعتقدت، أنه عندما تندلع الثورة، سنكون سعداء. هل تتذكر كم كانت جميلة! كنا نتنفس جيداً!”(١١)

نعم، والأمر هو أبعد من الحقل المعجمي. هناك عدة مقاربات ممكنة في هذا السؤال. فلوبير هو كاتب غرفة بالمعنى الضيق للكلمة. وهو كاتب عميق ويهتم حقاً بالمسار الاجتماعي للعالم الذي يعيش فيه، لكنه صلف ومُتَقزز. وهو له أهمية مقارنة مع معاصريه، لكنه ينظر إليهم كما ينظر عالم الحشرات إلى موضوع دراسته. رواية التربية العاطفية تأخذ مسافة مما حصل عام ١٨٤٨ تلك الثورة المذهلة: إلا أن الرواية لها رؤية فوقية ومتعجرفة بشكل عام إزاء الالتزام السياسي الشعبي. يمكن ذكر مراجع أخرى: فيكتور هوغو الذي أخذ المسألة بجدية أكبر. حيث نجد متاريس عام ١٨٣٢ في روايته البؤساء. ويمكننا تتبع ردة فعله اليومية خلال الكومونة في روايته السنة الرهيبة: إذ يشعر بالقلق تجاه باريس وبالقرب من الشعب الثائر. على العكس من معاصريه، لم يمجّد هوغو قمع الكومونة.



هل صُنِعَت ميثولوجيا الثورة، ورومنسية وشاعرية(١٢) المتراس؟

السؤال الأساسي الذي تطرحه، أبعد حتى من المفردات أو دلالاتها، هو إثبات أن أغلبية الثورات لها وزنها في التاريخ، في الإرث الناتج عنها. كما لو أن الأمر يتعلق باستئناف الزمانية. على سبيل المثال، خلال الكومونة، جرى تأريخ بعض المستندات بشهر فلوريال (الشهر الثامن في رزنامة الجمهورية الفرنسية). وقد استعدنا الرزنامة الثورية بعد مرور ٧٩ سنة على إعلان الجمهورية. عام ١٩٦٨، كانت الكومونة هي أكثر مرجع تاريخي جرى استخدامه، ولكن أيضا الجبهة الشعبية والمقاومة. بعض الطلاب أرادوا استعادة الحوار المنقطع عن الجبهة الشعبية كما لو كان هناك استمرارية. هناك ما يمكن أن نسميه تاريخية في الوعي، وكثافة تاريخية وتاريخ كمحرك بشكل كامل. على العكس، جزء من المنتخبين في الكومونة لم يريدوا أن يصبحوا في لجنة السلامة العامة ورفضوا التشبه بالثورة الفرنسية. أرادوا أن يناضلوا من أجل المستقبل. كارل ماركس، عندما وصف كل هذه الثورات، قال إن مشكلة الثوريين- ونعود إلى فكرة النشوة- أنهم يقفون عند حافة الهاوية: إنه الجديد المطلق، والمستقبل بكل شكوكه. عندما تعسرت معنا، كان مرجعنا الماضي. “تقاليد كل الأجيال الميتة تشكل ثقلا كبيرا على دماغ الأحياء”(١٣)، قال ماركس. الأخير شجع ثورة من أجل المستقبل، لا تتخلص من ثقل الثورات الماضية.

تقولين إن الثورة هي كلمة لطالما “عانت”(١٤) وسُخِّفت وسُلِبت.

نعم، في الإعلانات وفيتشية السلع، يخبروننا أن المنتجات هي “ثورية”، كالسيارة أو الغسالة. وهناك الظاهرة “الماكرونية”، حيث استعملها ايمانويل ماكرون كعنوان لكتابه، بشكل يثير الغضب، ويستفز الأعصاب، فيقوم بنزع الطابع الانتفاضي من الكلمة، لأن برنامج ماكرون هو كل شيء إلا ثوري، إنما على العكس تماماً.

رأينا الفرق بين الهبة والثورات والانتفاضات. ولكن هناك أيضا الحرب التي ترتبط بالثورة. كتبت بأن الحرب هي “تهديد بتدمير شامل إزاء الأمل بتحرر الإنسانية بأكملها بواسطة الثورة”(١٥). الثورة تثير الأمل ولكنها أيضاً، بحسب قولك، “مسألة شغف […] الفرح بدحرجة الوضع الراهن”(١٦).

من الصادم رؤية إلى أي حد تربط الثورة بالعنف. عندما نذكر الثورة الفرنسية، نتذكر فوراً المقصلة، الرعب، ولكن ليس الأمور الرائعة التي تحققت. أما الاستعمار فقلما يُربَط بالعنف داخلنا، في حين كان الاستعمار أكثر عنفاً بكثير من الثورة. كذلك الأمر بالنسبة إلى الكومونة لا يذكر أي شيء عن ضخامة القمع. العنف ليس من جوهر الثورة. على العكس هي ناتجة عن التوتر بين الثورة والثورة المضادة. الثورة تضع على المحك مصالح الذين كانوا حتى ذلك الوقت يسيطرون؛ مصالح المهيمنين، الذين لا نية لهم بالتراجع، ويطلقون مساراً من النزاع والعدائية، وعلى العكس من دون شك: لا أقصد القول أن العنف يأتي فقط من جانب الثورة المضادة.

هذه الحركات الاحتجاجية تولد بعفوية خارج الأحزاب أو النقابات؛ وبالتالي لا تعطى أي مشروعية. ترد الحكومة: أنتم تهديد للديمقراطية.


هذا الوضع يطرح سؤالاً أساسياً. هناك كل هذا العنف الاجتماعي والاقتصادي- ونصل فيها إلى مرحلة نستسخف أوضاع الناس حين ينامون ويموتون في الشوارع، والتطبع مع الموت في البحر المتوسط…- هذا مشين! في كل مرة نتحدث عن العنف، يجب العودة إلى هذا بشكل منهجي حتى نضع في الميزان ما هو العنف فعلاً. بكل صدق، وأخشى من أن أصدمك، ليس عندما يكسر زجاج الواجهات يحصل العنف. ما هو مثير للاهتمام، أن كل ذلك تعبير عن العنف البنيوي. إذا كان الأمر حصل عام ١٧٨٩ نحوله إلى عيد وطني، وينسون أن تحرير الباستيل كان دموياً. من جهة أخرى، يُربط تاريخيا بيوم ١٤ تموز/يوليو ١٧٩٠، عيد الفيدرالية، لأنه كان أكثر “سلمية”. إذا حصل ذلك في بلد بعيد، هونغ كونغ على سبيل المثال، فإنه مقبول. فنصفق لبراعة المتظاهرين الذين يثورون ضد السلطات الصينية. أَثَر البُعدين المكاني والزماني يعدل من علاقتنا مع العنف، في حين بحسب الكلمات المرفوعة اليوم يمكننا اعتبار الثوار الذين استولوا على الباستيل بأنهم “مشاغبون”.

ولكن يمكننا فهم أن الثورة تسبب الخوف!

من دون شك. نتحدث عن الـ ١٩٨٠ات حيث كان أمراً مستحيلاً التفكير بعالم آخر، ولكن أيضاً تلازَم ذلك مع السقوط المتتالي لـ”الديمقراطيات” المسماة “شعبية”، ومن ثم سقوط حائط برلين ونهاية الاتحاد السوفياتي. خيانة الآمال الثورية من تلك الأنظمة السلطوية كان كارثياً للثورة والأفكار الثورية.

أليس خطأ الحكومة أنها، بشكل ممنهج، من خلال تجريد الثورات من شرعيتها، أنها تسبب نشوء قطيعة من المسحوقين، بحيث ينتقلون إلى العمل المباشر، وفي بعض الأوقات ينضمون إلى المجموعات والأحزاب المشكك بها أن تقيم ثورة راديكالية؟ هذا هو معنى الجملة الأخيرة لدوسارديه عند فلوبير: “ولكننا قد وضعنا في وضع أسوأ من أي وقت سابق” (١٧). وما هو أكثر إيلاماً، تذكُّري لـكلاوس مان: “يريدون الهدم، ويريدون البناء. هذه الآمال والاتجاهات يمكن أن تسيطر وتستولي عليها الفاشية”(١٨).

هنا، بالضبط، لدينا مشكلة في اعتبار أن ما تسميه هو ثورة. هل الفاشية ثورة؟ إنها ثورة مضادة. الثورة مرتبطة بالتحرر، بالحصول على الحقوق والحريات… أما الفاشية فترتدي قشرة الثورة، مظهراً جديداً، لكنها في الواقع هي محافظة ورجعية للغاية. وتهدف، من بين عدة أهداف أخرى، للرجوع إلى أمة مطهرة من وجهة نظر إثنية-عرقية. تريد الفاشية تدمير كل المنظمات السياسية والنقابية التي تعارض السلطة، وأن تزيلها بكل الوسائل. هي كل شيء ما عدا ثورة، إنها ثورة مضادة. لم أكن أقولها منذ خمس سنوات، ولكن انتشار الفاشية ليس جزءاً من الماضي. إنها مسار شديد التعقيد، الذي يمكن أن يكون شديد البطء، وكثيرة الانحراف؛ مع تقييد الحريات، وزيادة النقمة من سير عمل الأنظمة الديمقراطية الليبرالية، وقيام الدولة البوليسية والإجراءات القامعة للحريات، يجب أن نبقى متيقظين من المسار الذي يؤدي إلى انتشار الفاشية. على السلطة أن تبقى صاحية حتى لا يقترب منها الغضب الشعبي من الأحزاب التي تقول أنها ممثلة للشعب.


لنرجع إلى خيبة الأمل. بعض الشهادات تظهر بعضاً من القدرية: “حتى لو كان كل هذا لن يؤدي إلى أي شي، لأنه لا يوجد لدينا أي أمل بإقناع الصين بأن تستجيب لمطالبنا، المهم بالنسبة لنا، وللأجيال المقبلة، أننا على الأقل انتفضنا”(١٩)، كما أشار متظاهر من هونغ كونغ. خلال مظاهرة الذكرى السنوية لثورة لبنان قال أحد المتظاهرين شيئاً شبيهاً: “في البداية كنا متحمسين. ولكن مع عناد السياسيين، لقد تعبنا، ولم يتغير أي شيء. نحتاج إلى أعجوبة”(٢٠) في مقابلة مع بيار بيرغونيو في نوتو، الأخير وضعنا في شك: جيلي، ولأنه متعلم للغاية وخوفا من المناورات والتطرف، لا يمكنه صنع “ثورة”. كان جوابه: “افرحوا بكونكم علماء، أي قلقين”(٢١). أجاب بيار روزانفالون قائلا: “العناصر المضادة للثورة موجودة. الثورة ستحصل بشكل روتيني، دائم واعتيادي. لن تكون الليلة الكبيرة، يجب عدم انتظارها”(٢٢).

شهادة هذا الشاب من هونغ كونغ تمثل ما نلاحظه كثيراً في الثورات. في لحظة الكومونة، نجد شهادة مثيلة: “دفعنا من دمنا، ولكن كان يجب القيام بها. من دون شك كانت أجمل أيام حياتنا”. في كتاب المتمرد للكاتب جول فاليس: “يعتقد الأولاد أن الأمر يتعلق باحتفال لذلك ارتدوا أجمل ثيابهم”(٢٣). من عايش لحظة إعلان الكومونة يتحدث عن احتفال غير معقول، عن فرح- حتى لو انتهى الأمر بالمجزرة التي نعرفها. هناك حاجة وضرورة وجودية، وأخلاقية وجمالية للمواجهة.

على طريقة ما قاله كامو؟ “المنتفض، بمعنى اشتقاقي، يشكل تغييراً مفاجئاً. مشى تحت عصا السيد. وها هو الآن يواجهه. يعارض ما هو أفضل مع ما هو ليس كذلك”(٢٤).

نعم. ليست المسألة حكماً عبارة عن تقديم التضحيات، ولكن عندما يواجَه الانخراط الشعبي بالقمع وعندما تنقلب موازين القوى، يمكن أن يحصل ذلك. ويمكن أن نقول إذا كان الأمر يستحق كل ذلك، مع ذلك يقول الكثيرون: “نعم، إنه يستحق”. حتى نبقى مع نموذج الكومونة، حتى لو هزم الثوار والثائرات، وقمعوا/ن بوحشية، وارتكبت المجازر بحقهم/ن، فإن فعلهم/ن ساعد على التفكير وعلى تعزيز الجمهورية. لقد ساعدوا/ن فعلياً على قيام الجمهورية- الأمر الذي لم يكن بديهياً عام ١٨٧١، حيث كان يمكن أن تعود الملكية. لا أتشارك عدداً من وجهات النظر مع بيار روزانفالون؛ لكن يبدو لي قاطعاً بعض الشيء القول بعدم حصول الليلة الكبيرة. الحراك(٢٥) في الجزائر هو شكل من “الليلة الكبيرة”. بالإضافة إلى ذلك يجب التساؤل حول تفسير هذه العبارة، التي لا تفسر حدثاً حصل في يوم واحد. الثورة الفرنسية بنيت على مدى العديد من السنوات. وليس نكران إمكانية حصول مثل تلك الأحداث في المستقبل. سيحصل ذلك، من دون شك. إنها الليالي الكبيرة التي تثبت إمكانية الارتقاء، حتى للحدث نفسه. وهذا يلتقي مع ما قلناه حول المعنى الحدثي والأنثروبولوجي للثورة. جيل بأكمله جعلنا ندرك أنه علينا التصرف بطريقة مختلفة حيال البيئة: وكان لافتاً أننا بتنا منتبهين بطريقة مختلفة إلى الكائنات الحية، وعالم الحيوان- إنها ثورة أنثروبولوجية.

ألم يحل الإصلاح مكان ثوراتنا في مجتمعات ديمقراطية خلال البحث عن المساواة؟ يمكننا التفكير بالزواج للجميع وتوسيع تقنيات التلقيح بالمساعدة (PMA) للزيجات بين النساء وللنساء العزباوات…


كلمة “إصلاح” مفخخة تماماً ككلمة “ثورة”. حيث نسمي اليوم “إصلاحات” الإجراءات السياسية التي هي في الحقيقة عكس الإصلاح. فيفترض بالأخير أن يكون تحسيناً في حياة الأغلبية، وفي حياة الأفراد، ولكن أيضا بما هو جمعيّ. “الزواج للجميع” هو توسيع للحقوق، مثل تقنيات التلقيح بالمساعدة. أما إنشاء الضمان الاجتماعي فهو إصلاح! يجب استعادة الكلمة التي كانت حاملة للأمل والتحرر. من ثم، تتكون الثورة من إصلاحات. فعندما وصلت الكومونة إلى السلطة، قامت بإصلاحات. أرادت تحسين مصير المستأجرين، وأخذ إجراءات ضد العمل الليلي، وتأمين التعليم المجاني والعلماني، وإقامة العمل التعاوني، ومكافحة البطالة… يجب عدم مقابلة بشكل مطلق الإصلاحات بالثورات. على سبيل المثال، المشروع الاقتصادي الإصلاحي الحقيقي اليوم يتألف من زيادة الأجور، زيادة الضمانات الاجتماعية، التخفيض من وقت العمل بهدف توزيع العمل على الجميع، زيادة وتحسين نظام التقاعد، تحقيق استثمارات كبيرة في القطاعات الصحية والثقافية والتربوية- برنامج كهذا سيصطدم مع النخبة الاقتصادية التي ستعارضه. في الواقع، تحقيق إصلاح لا يمكن أن يتحقق، أو ستنطرح مسألة الثورة. هذا ما حصل مع فرنسوا ميتران. اقتراحاته الإصلاحية في نهاية الـ ١٩٧٠ات كانت مناهضة للسائد.

“من لا يقبل القطيعة […]، من لا يرضى بالقطيعة مع النظام السائد […]، مع المجتمع الرأسمالي، هذا الشخص، سأقولها، لا يمكن له أن يكون عضواً في الحزب الاشتراكي”(٢٦)، قالها فرانسوا ميتران عام ١٩٧١.

لكنه كان يعلم أنه عليه التخلي عن ذلك. أو كان عليه أن يقبل المقاربات التي تطرح الرهانات الثورية(٢٧).

ثورة “من أجل الوضوح والأمن، أي من دون عنف”(٢٨)… بالنسبة إلى اللجنة غير المرئية “من الآن وصاعداً من المعلوم أنه خلال الأزمات هي أيضاً مناسبات مكرّسة من أجل هيمنة تغيير البنية”(٢٩) إثبات رهيب…

اللجنة غير المرئية تنتج تحليلات كثيرة الاستبصار وذكية عن الوضع. هذا ما يبدو لي صحيحا. السؤال هو ماذا نفعل على المستوى السياسي. هنا التنفيذ الكارثي. إنه إثبات، ولكنه ليس معبراً وليس اتجاهاً للاستقالة.

يمكن أن يكون لدينا الانطباع أن الأزمة الصحية لجائحة الكوفيد- ١٩ هي أقوى بكثير من كل الثورات. فالحكومات تُقدِم على حلول اقتصادية جذرية. واجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي لهذه السنة الذي انعقد في لوكارنو، طرح على نفسه مهمة “تحسين حال العالم” وكان عنوانه “الانطلاقة الكبيرة”…

هذا يسمح لنا بالتساؤل حول الرأسمالية. إذا كان من ثورة علينا ملاحظتها منذ الـ ١٩٨٠ات والـ ١٩٩٠ات إنها الثورة الأنثروبولوجية: لقد تمكنا من الكلام عن الرأسمالية. ونلاحظ تزايدا في الاحتجاجات على هذا النظام. فيتشية المال والسلعة سببا انهياراً بمجموعة هائلة من القيم، من بينها القيم الدينية. يمكننا بناء كاتدرائيات حتى لو لم تحقق أي شيء. يمكننا إزالة العديد من الأمراض، محاربة بكفاءة الجائحات. ولكن الرأسمالية تطرح سؤال الربح والمردود. الأزمة الصحية التي نمر فيها لها نتيجة متعلقة بالوعي؛ البعض ينادي بضرورة التغيير الجذري لكل ما يتعلق بالصالح العام؛ هذه الأفكار تنتشر، حتى لو كانت بطيئة ووسط عقبات هامة.

نصل إلى سؤال الصالح المشترك. أرسطو نادى بهذه الفكرة السياسية: “بديهي إذاً أن الدساتير كلها التي تقصد إلى تحقيق المنفعة العامة هي صالحة لأنها تتورع في إقامة العدل. وكل الدساتير التي تهدف إلى تحقيق المنفعة الشخصية للحاكمين وهي فاسدة القواعد ليست إلا فساداً للدساتير الصالحة فإنها تشبه عن قرب سلطة السيد على العبد في حين أن المدينة على العكس من ذلك ليست إلا جماعة من الناس الأحرار”.(٣٠) يبقى ذلك موضوعا ثوريا.

المشترك هو موضوع يعاد طرحه. نفكر به ونكتب عنه. إنه وسيلة للحديث عن الشيوعية، من دون استعمال الكلمة. الشيوعية هي المشترك. لكن الكلمة أسيء إليها بالكامل من قبل الأنظمة التسلطية. لدينا الكثير من التجارب العامة التي تشكل كنزاً كبيراً، على سبيل المثال ويكيبيديا والبرمجيات الحرة. يمكننا تخيل أن كل ذلك يمكن أن يتزايد وينتشر في عدة قطاعات. يجب التفكير بالبدائل.

قبل أن نصنع ثورة، أليس من الضروري أن نصنع مشتركاً، نصنع مجتمعاً؟ أليست الثورة هي أن نغير ما بأنفسنا؟

نصنع مجتمعاً نعم، ولكن المجتمع هو بطبيعته ذات طبيعة تنازعية، بسبب التفاوت الكبير. وهو نتاج توافق يجعلنا نعتقد أنه يجب الالتحام مع الأمة. فنُسِكت التنازعات والهبّات والغضب لصالح قسرية مقولة “العيش معاً”، التي يرددها بانتهازية أولئك الذين يسببون التفاوت بين فئات المجتمع. هذا المنطق يمنعنا من التفكير بآفاق بديلة.

“لقد طرحنا سؤالاً، وكنا أنفسنا الجواب؛ كنا المشكلة وكنا الحل لها”(٣١). هل نحن حقاً الجواب والحل؟

إنها مسألة الشرعية. ضمن الحركات الاجتماعية مثل الحركات الثورية، يطرح المنخرطون فيها سؤال الشرعية، لأن المسألة تقوم حول الصالح المشترك: كيف نستعيد بأيدينا مصيرنا الفردي والجماعي، ماذا نقرر من أجل الصحة، والتعليم والتربية والثقافة، والمدرسة والخدمات العامة، والمياه والطاقة، هل نقرر الإنتاج أم لا؟ من دون شك، من الشرعي أن نفكر جميعا. ومن دون شك، نحتاج إلى مهارات وكفاءات، ولكن يجب أن تكون تشاركية. الهبات الشعبية تدل على أننا الحل. لقد صعقت عندما عرفت أنه عام ١٩٦٨، رفع الطلاب والطالبات، من دون أن يقرؤوا/ن عن التربية البديلة، بكل عفوية كل تلك الأفكار وفكروا جماعياً بها. الزمن الجاري توقف وفي تلك اللحظة تدفقت [وتتدفق] المشاريع والأفكار البديلة. الحل يكمن بما هو جمعيّ.

لائحة قراءات مقترحة من الكاتبة لوديفين بانتيني:

– BASCHET Jérôme, Adieux au capitalisme. Autonomie, société du bien vivre et multiplicité des mondes, Paris, La Découverte, coll. « L’horizon des possibles », 2014.

– BENSAÏD Daniel, Moi, la Révolution. Remembrances d’un bicentenaire indigne, Paris, Gallimard, coll. « Au vif du sujet », 1989.

– BURSTIN Haim, Révolutionnaires. Pour une anthropologie politique de la Révolution française, Paris, Vendémiaire, coll. « Révolutions », 2013.

– COHEN Déborah, La Nature du peuple. Les formes de l’imaginaire social (xviiie-xxie siècles), Paris, Champ Vallon, coll. « La Chose publique », 2010.

– HAYAT Samuel, Quand la République était révolutionnaire. Citoyenneté et représentation en 1848, Paris, Seuil, 2014.

– KOLLONTAÏ Alexandra, La Révolution, le féminisme, l’amour et la liberté, Montreuil, Le Temps des cerises, 2017.

– KOUVÉLAKIS Eustache, Philosophie et révolution. De Kant à Marx, Paris, PUF, coll. « Actuel Marx Confrontations », 2003.

– LUXEMBURG Rosa, Réforme sociale ou révolution ? Grève de masse, parti et syndicats, 1899, Paris, La Découverte, coll. « [Re]découverte », 2001.

الهوامش:

1. Le Monde, 9 novembre 2019.

2. Nicolas Bourcier, « De Hongkong à Santiago, une contestation mondialisée »,

Les soulèvements dans le monde, Décryptage, Le Monde, Id, p. 24.

3. « Une exigence planétaire : reconquérir la démocratie », Id, p. 32.

4. La phrase « Because there really is no alternative » est prononcée par Margaret Thatcher le 25 juin 1980, lors d’une conférence de presse : margaretthatcher.org/document/104389. « There is no alternative » ou TINA incarne l’économie ultralibérale.

5. Phénoménologie de l’esprit, 1807.



6. Concept développé par Edward Palmer Thompson.

7. Ludivine Bantigny, Révolution, Anamosa, 2019, p. 38.

8. WBenjamin, Sur le concept d’histoire (trad. Maurice de Gandillac, Pierre Rush et Rainer Rochlitz), thèse XV, in Œuvres III, Gallimard, Folio, 2000, p. 440.

9. Les lecteurs pourront se reporter au livre de Ludivine Bantigny 1968. De grands soirs en petits matins, 2018, Seuil.

10. Gustave Flaubert, L’Éducation sentimentale, 1870, Michel Lévy frères, t. II, p. 165.

11. Gustave Flaubert, Id., p. 278.

12. Pierre Rosanvallon, « La culture de l’insurrection », La Démocratie inachevée, Gallimard, Folio, 2003, p. 143.

13. Karl Marx, Le 18 Brumaire de Louis Bonaparte (trad. de Maximilien Rubel), Gallimard, Bibliothèque de la Pléiade, 1994, t. IV, p. 437.

14. Ludivine Bantigny, Révolution, Anamosa, 2019, p. 9.

15. Hannah Arendt, De la révolution (trad. de Marie Berrane), Gallimard, Folio essais, 2013, p. 11.

16. Ludivine Bantigny, Id, p. 21.

17. Gustave Flaubert, L’Éducation sentimentale, 1870, Michel Lévy frères, t. II, p. 278.

18. Klaus Mann, « Le combat de la jeunesse », Contre la barbarie. 1925-1948

(trad. Dominique Laure Miermont et Corinna Gepner), Seuil, Points, 2010, p. 135.

19. Florence de Changy, « Pour la jeunesse de Hongkong, “l’important, c’est de s’être révolté” », Le Monde, 9 novembre 2019, p. 27.

20. « Un anniversaire un peu amer, même si le flambeau de la révolution brûle toujours », L’Orient-Le jour, 19 octobre 2020.

21. « Quelque chose s’apprête. Quoi ? », NOTO 10, 2017, p. 15.

22. « Les idées et les croyances mènent le monde », NOTO 12, 2018, p. 23.

23. « Est-ce qu’on est en révolution, papa ? demandent les enfants du marchand de vin, qui croient qu’il s’agit d’une fête pour laquelle on s’habille, ou d’une batterie pour laquelle on retrousse ses manches.

– Ma foi ! ça n’en a pas l’air… on ne -dir-ait pas que quelque chose comme un empire s’est écroulé. » Jules Vallès, L’Insurgé – 1871, G. Charpentier et Cie, 1886, p. 204.

24. Albert Camus, L’Homme révolté, Folio, Gallimard, 1951, p. 29.

25. Le Hirak (« mouvement » en arabe) désigne les manifestations spontanées et paci ques en Algérie, qui se sont déroulées à partir du 22 février 2019.

26. François Mitterrand, congrès du Parti socialiste, 13 juin 1971.

27. Les lecteurs pourront se reporter au livre de Ludivine Bantigny La France à l’heure du monde. De 1981 à nos jours, Seuil, 2013.

28. Pierre Mauroy, congrès du Parti socialiste, 13 juin 1971.

29. Le Comité invisible, L’Insurrection qui vient, La Fabrique, 2007, p. 132.

30. Aristote, Politique (trad. Pierre Pellegrin), III, 6, 1279a, 15-20, GF, Flammarion, 2015, p. 227. استعنتُ بترجمة أحمد لطفي السيد لكتاب السياسة لأرسطو والصادر عن منشورات الجمل، ٢٠٠٩، وذلك مع تعديل طفيف على المقطع الوارد في الترجمة العربية صفحة ٢٠٩

31. Jean Paulhan, Le Clair et l’Obscur, Le Temps qu’il fait, 1983, p. 123.

Sponsored Content








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس