الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل بدأت تستعد للحرب القادمة

سالم جبران

2006 / 9 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


نشرت جريدة "معريب" (14/9) تقريراً مثيراً حول توقعات قسم الأبحاث في المخابرات العسكرية للسنة القادمة. ويستفاد من هذا التقرير أن الحرب على لبنان التي كانت تستهدف استعادة قوّة الردع للجيش الإسرائيلي في مواجهة الجيوش العربية-جاءت بنتائج معكوسة تماماً!
ولذلك, يقول قسم الأبحاث في المخابرات العسكرية, إن إمكانية انفجار حرب جديدة "في الشمال" (مع لبنان) هي ممكنة جداً في السنة القادمة2007 .
وتقول هذه التوقعات إن سورية من الممكن أن تلجأ إلى إقامة قوى عسكرية مقاتلة بأُسلوب حرب العصابات, على شاكلة حزب الله, لتسخين الحدود بين سوريةوإسرائيل على جبهة الجولان. كذلك يركز التقرير بتوسع حول "الخطر الايراني" مشيراً إلى إمكانية أن تتعرض إسرائيل لقصف ايراني بالصواريخ إذا تعرضت ايران لعدوان أمريكي, مع فشل المفاوضات الدولية مع ايران بشأن الملف النووي الايراني.
ويشير التقرير إلى أن "القاعدة" تحاول بقوة, توسيع نفوذها ونشاطها للتخريب ضد الدول العربية وخصوصاً مصر والأُردن والسعودية. كما يدَّعي التقرير أن "القاعدة" تعمل للتغلغل إلى مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية واستخدام خلايا هناك لضرب إسرائيل في اللحظة المناسبة.
يأتي هذا التقرير بينما في إسرائيل أزمة داخلية سياسية وأزمة في المعنويات في الجيش, ويقال أن استقالة قائد منطقة الشمال الجنرال أودي آدم سوف تتبعها استقالات كثيرة, وهناك حركة احتجاج واسعة, تطالب بإقالة قائد الأركان العامة الجنرال دان حالوتس بالإضافة إلى المطالبة باستقالة رئيس الكومة أولمرت ووزير الدفاع بيرتس.
وهناك انتقادات كثيرة في الصحافة, بأقلام عسكريين سابفين وخبراء استراتيجيين بارزين مثل زئيف شيف المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس", تقول إن ظواهر سلبية وبيروقراطية تراكمت في الجيش في السنوات الأخيرة أضعفت روحه القتالية وروح التضحية مما يتطلب معالجة سريعة وحاسمة.
وتقول هذه الانتقادات إن الجيش لم يكن مستعداً فعلاً عندما خاض حرب لبنان, وخلال القتال تكشفت ظواهر كثيرة مثيرة للقلق.
ونتيجة الحرب بدل أن تُستعاد الهيبة العسكرية أمام العالم العربي, فقد تصدعت الهيبة أكثر من السابق.
وهناك بين السطور أقوال بأن ثقة الولايات المتحدة بإسرائيل تصدعت أيضاً, مما يدحض تبجحات إسرائيل بأنها في ساعة الحقيقة مستعدة أن تضرب ايران ضربة ماحقة, باسم الغرب ونيابة عنه.
كل هذا يقودنا إلى التقدير, منطقياً, بأن "التقرير" بإمكانية اندلاع حرب جديدة في السنة القادمة ضد لبنان (وسورية) قد يعني في حقيقة الأمر النوايا الإسرائيلية . بالمبادرة لحرب يجري الإعداد لها بدقة, لضمان نتيجة قاطعة لصالح إسرائيل, ضد العرب, مما قد يُعيد الهيبة العسكرية المفقودة. ولذلك نرى عناصر" مسؤولة" في النظام وفي الإعلام وفي الجامعات, تقول إن النقاش حول شكل لجنة التحقيق مضيعة للوقت, والمهم هو التوجه بسرعة, بدون تضييع وقت, لإصلاح كل نقاط الخلل في الآلة العسكرية, من حيث التدريب والتجديد, وتغييرات واسعة في القيادة, إذا كشفت الفحوصات عن الحاجة لذلك.
إسرائيل لا تقبل علامة سؤال حول جاهزية الجيش وقوته وقوة ردعه, ويقول الساسة والعسكريون إن كل دولة بإمكانها أن تسمح لنفسها بأن تُهزم عسكرياً, أما إسرائيل فإذا هُزمت عسكرياً, فهذا يعني علامة سؤال على مجرد وجودها.
من كل ما تقدم نقول إن الولايات المتحدة "بحاجة" إلى حرب ضد ايران وتحقيق انتصارات قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية, وإسرائيل بحاجة إلى "انتصار لا نقاش حوله" بعد الفشل الاستراتيجي في الحرب على لبنان.
إن هذا كله يجب أن يبعث أشد القلق عند كل شعوب المنطقة ويجب أن يستنفر كل القوى لمنع الحرب والمغامرات العسكرية وبدل ذلك تعجيل التقدم نحو حلول سياسية جذرية للنزاع في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا