الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تتحدث فتاة النابالم فترد عليها المرأة الفلسطينية

شوقية عروق منصور

2022 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


كبرت الطفلة الفيتنامية " كيم فوك " وأصبحت امرأة في الخامسة والخمسين ، ولكن الصورة بقيت تهز ضمير العالم ، صورة سقطت من بناية العنجهية البشرية القتالية إلى أرض القتال والحروب ، فجاءت صورة الطفلة " كيم فوك " مهرولة حين كانت في التاسعة من عمرها ، وووجدت نفسها ضحية لقنابل النابالم التي القيت على قريتها عام 1972 من طائرة فيتنامية جنوبية لاعتقادها أن سكان القرية يأوون قوات تابعة لفيتنام الشمالية .
حازت صورة الفتاة " كيم فوك " وهي تركض هاربة ، عارية ، باكية ، تعاني من وجع الاحتراق ، على بكاء وشفقة وتضامن الملايين من البشر ، والصحفي " نيك أوت " الذي التقط الصورة حصل على جائزة " بوليتزر " عام 1973 وهي أعلى جائزة لأفضل صورة .
الفتاة الفيتنامية التي كبرت تحتفل هذه الأيام بهذه الصورة وقد دعيت إلى ندوات ومحافل دولية للتحدث عن هذا الحدث الصعب الذي مرت به ، وعن مساعدة الصحفي الذي نشر صورتها وأيضاً ساعدها في الوصول إلى المستشفى للعلاج .
جميل أن يتضامن العالم ويبكي ويقف ضد الحروب ويحتفل بالذكريات المؤلمة حتى تكون عبرة ودروساً للبشرية ، ولكن الاحتفال بهذه الصورة الفيتنامية جعلتني أغار وأحسد تلك اللحظة التي سجلتها الكاميرا ، بينما عندنا مئات الشهداء ، نساء وأطفال ورجال وشباب ، قام الاحتلال بقتلهم وسحلهم والتخلص منهم بسياسة الاغتيالات أو القنص لكن للأسف كانوا بعيدين على الكاميرات ونذكر رئيس الوزراء السابق " شامير " حين قال " اقتلوا الفلسطينيين بعيداً عن الكاميرات " .
في عام 1967 - قبلها وبعدها - كم من القنابل أطلقتها إسرائيل على المدن المصرية ، كلنا نذكر مدرسة " بحر البقر " المصرية حين استشهد طلاب المدرسة .
خلال لقائي مع الفنانة " نادية لطفي " جاءت بكيس كبير جداً وعندما أفرغته اكتشفت مئات الصور لأطفال فلسطينيين قتلوا أو أصيبت أجسادهم البريئة بتشوهات وذلك أثناء حصار بيروت عام 1982 ، فقد كانت الفنانة نادية لطفي شاهدة عيان من قلب الحصار ، وكانت حاملة الكاميرا وتقوم بالتصوير، وقد أكدت لي أنها تريد تقديم الصور لجهة تستغلها وتنشرها ولكن لا أحد تقدم وماتت نادية لطفي ولا أعرف ماذا حصل لتلك الصور .
في احتفال الطفلة الفيتنامية " كيم فوك " تذكرت الكثير من النساء الفلسطينيات اللواتي لا أحد يتذكرهن رغم استشهادهن ، تذكرت المقاتلة " حلوة زيدان " ابنة دير ياسين حين دافعت مع الرجال في 9 نيسان عام 1948 عن قريتها " دير ياسين " بعد أن اقتحمت العصابات الصهيونية القرية وأمطرت القرية بالقنابل والرصاص وفجرت البيوت وارتكبت أفظع الجرائم ، فاستشهد زوجها محمد الحاج عايش ، فأخذ أبنه البندقية فدافع حتى قُتل فقامت الوالدة " حلوة " وحملت البندقية وقتلت 6 أفراد من العصابات وبقيت تقاتل حتى استشهدت - لا أحد يذكر هذه المرأة - .
الأرشيف متخم بالأسماء الفلسطينية والعربية التي كانت لحظة مقتلها أو معاناتها أصعب من معاناة " المرأة الفيتنامية " ومن هنا دعوة لفتح البومات الصور .. ليعرفوا أننا نملك مئات الأسماء النسائية التي احترقت وقتلت وعانت وسجنت ، وقصة الأسيرة " اسراء الجعابيص من جبل المكبر - القدس " التي تعاني يومياً وكل لحظة من الحروق في جسدها ، وتحولت من امرأة جميلة إلى كتلة من الجلد الذائب المشوه ، وأصبحت " موناليزا فلسطين " أكبر حكاية من حكايات الاحتلال بألف ليلة وليلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: مقتل مسؤول في منظومة الدفاع الجوي لحزب الله بغارة إسر


.. قبيل عيد الفصح.. إسرائيل بحالة تأهب قصوى على جميع الجبهات| #




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وإيرلندا| #عاجل


.. محمود يزبك: نتنياهو يفهم بأن إنهاء الحرب بشروط حماس فشل شخصي




.. لقاء الأسير المحرر مفيد العباسي بطفله وعائلته ببلدة سلوان جن