الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الاخيرة .. كأن شيئاً لم يكن

علي قادر

2022 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


هاهو المشهد يتكرر منذ أول إنتخابات برلمانية حقيقية شهدها العراق بعد عام 2003 والى الآن ، تجري الإنتخابات بموعدها المحدد لكن تشكيل الحكومة لم يكن له موعد محدد ، تجاذبات، تعطيل ،عبور على المدد الدستورية، اقصاء الفرقاء أحدهم للآخر، اللجوء الى المحكمة الإتحادية كل هذه السيناريوهات تعودنا عليها منذ ذلك الحين والى الآن .
أكثر من ثمانية أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية ولم تتوصل الكتل الى حلٍ توافـقي يجمع لاعبي هذه الكتل الى كلمة سواء ومن ثم تشكيل الحكومة ، في علم السياسة هنالك مبدأ يطلق عليه مبدأ الحكمة السياسية التي توافق وتمزج بين المبادئ النبيلة السامية والمصالح المشتركة التي تخدم جميع الأطراف بما فيها مصلحة الشعب وكما هو واضح من خلال الإنتخابات الأخيرة على الاقل لم يصل أطراف النزاع إن صحت تسميتهم الى هذا المبدأ بل إستبدلوه الى التعنت السياسي الضيق الذي لايغني ولايشبع والبلد نتيجة لهذا أصبح على صفيحٍ ساخن.
الكل أدعى في حينها بأنه أول من دعا الى إجراء إنتخابات مبكرة للخروج من القمقم المظلم على حد وصفهم ، وحينما جرت الإنتخابات وكسيناريو متوقع بدأت الاتهامات الكتلوية تتطاير فيما بينهم متهمة اياها بالوقوف حجر عثرة لإتمام تشكيل الحكومة حيث إن مشكلة الأحزاب الأزلية تكمن بعدم ثقة أحدهم بالاخر وهذا الأمر بدء من بعد انتخابات 2008 الى هذا اليوم ففي حال تقديم مسودة مشروع من جهة سياسية معينة ترى الجهة الأخرى تطعن بها بكل ما أوتيت من قوة كي لا ينجح ويحسب الى الجهة صاحبة المشروع متناسين بذلك المصالح العليا للشعب ، وبين توافقية واغلبية إستمرت وستستمر معاناة الناس مادامت الحكمة السياسية غير واردة في قاموس أغلب الكتل السياسية .
في مثل هذه الحالة التي نعيشها اليوم وهي حالة عدم تشكيل الحكومة بعد هذه الفترة الطويلة من إجراء الانتخابات علينا اما أن نلجأ الى إعادة الإنتخابات وبالتالي حل البرلمان الحالي وهو أمر مستبعد وصعب الحدوث لأسباب عديدة ، وإما أن يعلن البرلمان تشكيل حكومة طوارئ عمل هذه الحكومة التهيئة لإنتخابات جديدة وبهذا سنكون قد وفرنا حلاً لحالة الانسداد السياسي الحالي وبالتالي تخفيف حدة التوتر بين الفرقاء السياسيين ولحكومة تصريف الأعمال او حكومة تصريف الأمور اليومية حسب الدستور .
كثيرة هي المعالجات للخروج من الأزمة الحالية لو توافرت النوايا الصادقة، فبالأمكان الجلوس على طاولة حوار موسعة ومعمقة دون فرض إرادات ولي الاذرع متناسين الخلافات القديمة والبدء بمرحلة جديدة ، والاتفاق على تشكيل الحكومة وتوزيع الأدوار على جميع المكونات دون إقصاء فمن يريد المشاركة بالحكومة فله ذلك ومن لايريد يتخذ من مجلس النواب منطلقاً لمعارضته شرط أن تكون معارضة تقويمية بناءة تراقب عمل الحكومة وتقترح الحلول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في