الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الفكر و الموقف في السياسة في حكم العراق و بلاد الشام .

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


عن الفكر و الموقف في السياسة في حكم العراق و بلاد الشام .
يمكننا القول أن السلطة في العراق و بلاد الشام بوجه خاص ، ه في أغلب الأحيان ، حبيسة قبضة جماعة لا تتخلى عنها إلا لجماعة أخرى تغلبت عليها ، بالقوة أو الحيلة او بمعاونة أجنبي طامع فيها . ينبني عليه أن متابعة إنتاج الجماعة الحاكمة ، الفكري و السياسي ، يكشف في الواقع أمورا لا شك في انها معروفة ، و لكن يبدو أن الربط بينها و بين الأوضاع المعيشية الصعبة ، والمصيرية الغامضة ، التي يتخبط فيها الناس ، غير ذي أهمية بالنسبة لهؤلاء او بالأحرى مُتغاضى عنه ، أو أن السلطة أوقعتهم في اليأس و الإحباط .
مهما يكن مستوى الدهشة حيال هذا المعطى ، فلا بد من الإشارة أيضا ، في سياق مدوارة هذه المسألة في الذهن ، إلى أنه يتقاطع فيها بشكل ظاهر ، مسموع و مرئي ، الخطاب الديني والوطني و القضائي و الإداري . و لكن كلما تعمق المرء في مصادره تبيّن أن الجماعة الحاكمة تبنته شكليا بعد أن أفرغته من جوهره ، و نفت أو أسكتت ، أو تنكرت لأصوله ، الإجتماعية و التاريخية ، و للغايات الحقيقة التي بررت و فرضت صياغته .
مجمل القول و قصاراه ، أن الخطاب الديني أو الفكري الذي تسوقه الجماعة الحاكمة ، او الجماعات المتشاركة في الحكم ، هو في لبه خطاب محرّف ، أو مسروق أو مصادر . أي بتعبير أدق ، نحن حيال عملية انتحال ، بمعنى أن الجماعة الحاكمة تقمصت الفئة او الطبقة الإجتماعية التي وضعت الخطاب الفكري أو الديني ، فعدلته ليلائم مصالحها هي و ليس مصالح أصحابه الأصليين .
لا تتيح لنا محدودية مثل هذا المقال ، التوسع و إيراد الأمثلة ، عن هدا الأمر. لدا نكتفي بالتذكير بالتجارب التي مرت بها البلدان المشار إليها ، بالإضافة الى مصر ، حيث يظهر بصورة صادمة ، التناقض بين النوايا المعلنة من جهة و بين السلوك على الأرض من جهة ثانية . يبلغ هذا التناقض حد الإندهاش في حقل النظريات و العقائد ، سواء في المجالين الإجتماعي و الديني . و توخيا لشيء من الدقة في سياق هذه المقاربة ، يمكن التأكيد بأن تجربة ، حزب البعث ، فكرا و نظاما داخليا من جهة و تطبيقا عمليا من جهة ثانية ،تثبت موضوعيا ما تقدم من معطيات و خلاصات . لا يختلف الأمر كثيرا ، في الحقل الديني من خلال عدم اعتراف الجماعة " الدينية ـ السياسية " بالفرد الديني ، الكائن بذاته ، و إجباره على الإنضمام إلى الجماعة ، تحت سيف التكفير ،كما يتضح ذلك بالملموس من تجارب الحركات الدينية السياسية ، الدموية و التدميرية التي بلغت الذورة على يد داعش التي حاولت في أغلب الظن محاكاة تجربة الحركة الوهابية في شبة جزيرة العرب .
أما و أن الأوضاع في العراق و بلاد الشام ، وصلت إلى حافة الهاوية ، فمن الطبيعي أن تتحمّل الجماعات الدينية و السياسية التي لمحنا إليها ، المسؤولية عن الجريمة التي ارتكبتها ضد شعوب هذه البلاد ، كونها أمسكت بالسطة و تفردت بها و لم تكن بالقطع أهلا لها. و من البديهي في السياق نفسه أن نشير إلى أن فئة من الناس اضطهدوا و نبذوا و أن فئة انخرطت في مشروع السلطة و دافعت عنها عن غير وعي في أغلب الأحيان إلى جانب الإنتهازيين ووكلاء الجهات الأجنبية التي واظبت منذ دخولها إلى المنطقة ، غداة انتهاء الحرب العالمية الأولى و سقوط الدولة العثمانية على ضبط إيقاع الإنهيار الشامل على كافة الصعد الإجتماعية الوطنية و الإنسانية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: معبر رفح كان وسيبقى معبرا فلسطينيا مصريا وإسرائيل تتحم


.. تغير المناخ.. الخطر المنسي في زحمة الصراعات الجيوسياسية #بزن




.. وزير الدفاع المصري: الجيش قادر على مجابهة أي تحديات تفرض علي


.. مقتل 12 فلسطينيا وجرح 25 آخرين في العملية العسكرية الإسرائيل




.. بعد تصريحات وزير الدفاع المصري.. ما الذي تتخوف منه مصر؟