الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مولات الدولة وكهرباءها الوطنيّة

عماد عبد اللطيف سالم

2022 / 6 / 25
كتابات ساخرة


لا داعٍ للتذمّر من انقطاع الكهرباء في هذا البلد.
نحنُ لا نحتاجُ للكهرباءِ فعلاً.
لو كانت الكهرباء دائمة التجهيز في هذا البلد، لتضرّرت مصالح الكثيرين في الصميم، وبارت تجارتهم ، وانحسرت مصادر"رِزقهِم"، وسلطتهم، وثرواتهم.
نحنُ لا نحتاجُ الكهرباء في هذا البلد"الغشيم".. لا للصناعة، ولا للزراعة، ولا للريّ، ولا للخزن، ولا للخدمات الضروريّة، ولا للبنى التحتيّة الأساسية.
وعندما ينخفِض نموّ الناتج المحلي الإجمالي"الحقيقي" (أي الناتج المحلّي من جميع مصادر خلق الناتج عدا النفط)، فإن بإمكاننا استيرادُ أيّ شي من الخارج.. أي من الدول"الصديقة" التي تقطعُ عنّا مصادر المياه، ومن الدول "العدوّةَ" التي تُصدِّرُ لنا كُلّ شيءٍ وأيّ شيء، ومن الصين الشعبية "المُجاهدة"، و "المُقاوِمة" للأمبرياليّة الأمريكيّة و"الssهيونيّة"(مع أنّها تُقيم أفضل العلاقات مع الkيان الssهيوني".. الصينُ هذه التي تُصدّرُ أفضل منتجاتها إلى الولايات المتحدّة الأمريكيّة، وتُنافسها هناك في أسواقها الرئيسة، وتتمتّعُ بفائضٍ مُريح في الميزان التجاري معها.. الصين هذه التي لم تترك أنقاضاً وأزبالاً وبضائع فاشلة الصُنع و"مضروبة"، إلاّ ورمتها في أسواقنا بفعل مُمارسات وتعامُلات وعقود وصفقات تُجّارنا الأشاوس، و"القوى" التي تقفُ خلفهم، وتُرسِّخُ مكاسبهم"الزبائنية"، وتُعزّزُ مصالحَ" التخادمَ" معهم، وتُديمُ تسلّطَهُم على الناس(من جميع المذاهبِ والأعراقِ والمِلَلِ والنِحَل).
كما أنّنا لا نحتاجُ الكهرباء لـ "الترفيه" عن الأغنياء، ولا لتجنيبِ الفقراء الموت"حَرّاً" في درجة 50 مئوي.
ذلكَ أنّ بوسع الأغنياء شراء المولدات "الكاتم" المُستورَدة، لكي "يبرَدوا" و"يستَبرِدوا" دونَ ضجيج.
أمّا بالنسبة للفقراء، فلدينا مولات جاهزات كثيرات.. ولدينا مولات أكثر قيد الإنشاء.. ومن يشعر بالحَرّ، عليهِ أن لا يشكو ويُولوِل ويتذمّر، ويُخبرَ زوجتهُ وأطفالهُ ليلَ نهار،أنّ الدولةَ فاشلة ولا "تُمَثِّلُنا"، وأنّهم لن يُعيدوا انتخاب"قادتهم" في المرّة الخامسة التي سيذهبون فيها إلى صناديق الإقتراع.. وإنّ على جميع العوائل(وبالذات في الأحياء الشعبيّة "المسحوقة") الخروج إلى الشارع وتغيير نظام الحُكم..
بل أنّ على"ربّ العائلة" هذا (الذي لم يعُد يؤمن بأيّ "ربٍّ" من شدّة القهر)، أن يضع زوجته وأطفالهُ السبعة في أقرب"كيّا"، أو يوزّعهم على ثلاثة"تكاتك"، ويأخذ معهم قِدْر"اليابسة والتِمّن"، ويذهب بهم إلى أقرب مول.. ولا يشتري هناك لهم سوى"الشربت".. ويشبع معهم تبريد!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف


.. فرحة الفنانة أمل رزق بخطوبة ابنتها هايا كتكت وأدم العربي داخ




.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي