الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جولة محمد بن سلمان للتأهيل والتحضير

محمود جديد

2022 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


========================
بقلم: محمود جديد

حظيت جولة محمد بن سلمان إلى مصر والأردن وتركيا باهتمام كبير ، على الصعيدين العربي والإقليمي ، وخاصة أنّها جاءت قبل أيام من زيارة بايدن إلى السعودية واجتماعه مع العربان من حكام الخليج ، والسيسي ، وعبدالله الثاني ، واحتمال مصطفى الكاظمي ... فماهي الدوافع والأغراض التي يبتغيها ابن سلمان :
أولاً : تأهيل نفسه ، وتنظيفها من دماء الخاشجقجي في حمّام تركي في ربوع السلطان، بعد أن أحنى أردوغان رأسه وزار الرياض تحت ضغط الوضع الاقتصادي الداخلي وانعكاساته السلبية المحتملة على نتائج الانتخابات التركية في العام القادم التي ستحدد مستقبل أردوغان السياسي، وكانت أحسن هدية جلبها معه لابن سلمان الملف القضائي للمغدور جمال .. وليثبت ولي العهد للعالم أجمع أنّ ديّة جمال أصبحت مدفوعة ولا يستطيع أردوغان الابتزاز مجدداً بعد استقباله في قصره الرسمي ، وبحفاوة بالغة، ومن جهة أخرى ، يرغب بإظهار نفسه مطمئنّاً من ثبات حكمه في الداخل السعودي ، ولا يثاوره أيّ قلق من غيابه عن الرياض، وبالتالي ، فهو قويّ، وجاهز لتولّي عرش أبيه، تحت يافطة عدم قدرة الملك على ممارسة الحكم لأسباب صحيّة قاهرة ، أو بالتنحية القسرية بعد طول انتظار، كما فعلها بكبار حكّام العائلة، وكما جرى في قطر على يد أبي تميم بوالده .. ولا أستبعد تربّع ابن سلمان على العرش في آجال قريبة .. وكان اختيار محطات الجولة مدروساً بعناية، فالسيسي رئيس أكبر دولة عربية واتفاقية كامب ديفيد تفرض عليها التزامات مهينة وعلاقات جيدة مع. الكيان الصهيوني ، وتحظى بالرضا الأمريكي ، والملك الأردني تابع مطيع للبيت الأبيض في كل زمان، ومسوّق لرغبات وسياسات أمريكا ، وهاهو يبشّر بناتو عربي تابع للناتو الكبير وضد إيران .. وأردوغان رئيس دولة إقليمية هامّة ذات شأن وأدوار ، وعضو في الناتو . وعلى كلّ حال لم يكن ابن سلمان كريماً بعطاءاته أثناء جولته ، فالموضوع مؤجّل حتّى إشعار آخر ، وليضع الآخرين تحت الاختبار ريثما يجد الوقت المناسب ...
ثانياً : التحضير لزيارة بايدن، في 15 تموز / يوليو القادم ، الذي كان يتّخذ موقفاً عدائياً من وليّ العهد السعودي بعد جريمة قتل جمال الخاشجقجي في القنصلية السعودية في استنبول ، ووضعه في دائرة المنبوذين، ولكنّ ضغط أحداث اوكرانيا على بايدن ، وفي إطار الحصار الاقتصادي على روسيا وعدم شراء نفطها فإنّ دور السعودية هام جداً في هذا المجال إذا نفّذت تعليمات الإدارة الأمريكية، وزادت الإنتاج من أجل تعويض حاجة السوق ، وتخفيض الأسعار .. غير أنّ محمد بن سلمان ، وحتى باقي دول الخليج لم تكن مطواعة هذه المرّة ، حيث اتّخذت موقفاً شبه حيادي من جهة، كما جنت دخلاً إضافيّاً من ارتفاع النفط والغاز خلق انفراجاً اقتصادياً مجزياً .. وقد أوفد بايدن العديد من المسؤولين الأمريكيين الكبار إلى الرياض ، ولم يحصلوا على مبتغاهم ، لأنّ محمد بن سلمان كان يريد أن يأتي بايدن بنفسه ( وهذا ماسيحدث ) ويرفع عنه الحجر السياسي الأمريكي،وينطوي ملفّ المغدور جمال ، ليصبح ولي العهد في دائرة الأمان الأبدية ، وتصبح جريمة القنصلية في عالم التجاهل والنسيان..ولكنّه قدّم جائزة ترضية لزوّاره الأمريكان بزيادة في انتاج النفط، ولكن دون المستوى الذي يشفي غليل بايدن ..
وعلى كلّ حال واعتبار ، فإنّ ابن سلمان سيستفيد من جولته الأخيرة ، وماسيليها من زيارة اليونان وقبرص ، وسيحاول إفهام بايدن بأنّه ليس بحاجة ماسة للغفران من أحد بعد الآن ، ولكن لا مانع عنده من دراسة الملفات المطلوبة منه حارج دائرة الضغط، وقد يكون بخيلاً أيضاً في مدى الاستجابة للمطالب الأمريكية ، وخاصة إذا سار الملفّ النووي الإيراني نحو الحلّ والانفراج، أمّا إذا تعقّد، فلا أستبعد أن تكون نسبة الاستجابة السعودية لرغبات بايدن أكبر ...
وأخيراً ، فالخبر اليقين سيكون بعد مرور ثلاثة أسابيع ، وما علينا سوى الترقّب والانتظار ، وعندها سنبدي الرأي حول النتائج والتطورات ..
في : 25 / 6 / 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير