الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستسمع السيدة ويليامز إلى الاتحادات الصامتة في ليبيا؟

فتحي سالم أبوزخار

2022 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


طرحت العديد من المبادرات والمحاولات الصادقة والواهمة، وبأهداف حقيقية وطوباوية واحياناً وهمية. ولم تغيب عن هذه المحاولات المؤسسات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية والعديد من مؤسسات المجتمع المدني حديثة العهد بالعمل المجتمعي المدني إلا أن هناك الاتحادات والنقابات والروابط المهنية التي لم تتقدم بعد، ولم تظهر للعلن، بالرغم من أن نشاطها يمتد لسنوات وعمرها لعقود. نعم بعد نجاح انتفاضة الشعب الليبي في 2011 وانتصارها على دكتاتورية الجماهيرية سرقت هذه الانتفاضة واستغلت بشكل بشع فصنعت حروب أهلية خسر فيها الشعب الليبي شبابه وبنيته التحتية المهترئة نتيجة التجهيل، والتغيب، بل القهر والقمع وتدمير البنية الأخلاقية والاجتماعية لأربعة عقود. يرى الكاتب بأنه علينا أن نلتفت لمن يصنعون الحياة بصمت في بلادنا بالرغم مما يحصل حولهم من صناعة للموت والدمار. فهل سنرى السيد ويليامز مبادرة من الاتحادات في ليبيا ومحاولة للخروج من الأزمة؟ بعد المؤشرات الإيجابية التي اتفقت عليها الدول الخمسة.

دور السيدة ويليامز واختيار أعضاء الحوار:
لا توجد أي قاعدة واضحة تستند إليها السيدة ويليامز المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، بشأن اختيار أعضاء لجنة الحوار 75، إلا أن ما قد نسمعه من حين لأخر من مبررات لاختيارهم هو بأنهم يمثلون الشعب الليبي بمختلف أطيافه وبما في ذلك نشطاء من مؤسسات المجتمع. وبالنظر في ذلك سنجد بأن هؤلاء لا توجد عندهم قاعدة شعبية تمنحهم وتشرعن لهم تمثيل الشعب الليبي، وهذا ربما أحد أسباب فشل الوصول لانتخابات وإنهاء المرحلة الانتقالية.
يدفعها السيد ويليامز للقيام بدورها بعض الواجبات التي قد تكون وراء ما تقوم به من نشاط بشأن الملف الليبي ويرى الكاتب بأنها تتمحور حول:
• أداء واجبها كمستشارة خاصة للبعثة مما يحتم عليها خدمة اهداف بعثت الأمم المتحدة والتي بالتأكيد تخضع لتأثير القوى الدولية الفاعلة اليوم، والتي هي غير متفقة بل متحاربة اليوم على أرض أوكرانيا وتستعد ربما لخوص صارع جديد في تايون. وهذه المهمة صعبة جداً متقلبة المزاج ومتبدلة تحكمها نتائج الصراع.
• تظل السيدة ويليامز أمريكية ولا يمكنها تجاوز السياسة بلادها وتخطي مصالحها. وكما رأينا بعد سماح الجمهوري ترامب لتموضع روسيا وفرنسا بليبيا لدعم الداعشي حفتر في محاولة احتلال العاصمة وطرد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً! اليوم عليها أن تقف إلى بايدن الديموقراطي للضغط على روسيا في ليبيا ولكن السؤال هل هذا سيكون على حساب مصلحة دعاة الدولة المدنية الديمقراطية في ليبيا أم أوكرانيا؟ يرى الكاتب بأن أوكرانيا في شرق أوروبا كانت تتبع روسيا وهي ضمن فضائها الجيوسياسي إلا أن البحر المتوسط جنوب أوروبا وشمال أفريقيا أكثر حيوية بالنسبة لأمريكا، بالتأكيد باقي دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، فهل ستنحاز السيدة ويليامز لديمقراطية الشعب الليبي؟ خطواتها القادمة قد تفحص على ذلك!
• مكاسبها الشخصية لن تخرج عن مهمتها في ليبيا وربما كامرأة قد تتوافق مع المبادرة التي يطرحها الاتحاد النسائي الليبي مع باقي الاتحادات. وهذا ما يدفعنا للنظر والمقارنة بين مؤسسات المجتمع الحديثة بعد 2011 وباقي الاتحادات العريقة.

مقارنة بين المجتمع المدني الجديد والاتحادات:
بالنظر إلى ما يلقاه المجتمع المدني الحديث من اهتمام من دول عديدة، مشكورة، إلا أنه لم يستطيع أن يلعب دور في استقرار ليبيا وخروجها من الأزمة وهذا ربما قد يرجع للأسباب التالية:
• صغر سن معظم المنخرطين في مؤسسات المجتمع الحديثة وقلة الخبرة والدراية بمثالب السياسة، وعمق بحورها، وهذا قد ينطبق أيضاً على الكثير من بعض أعضاء الاتحادات الليبية.
• تنحصر مؤسسات المجتمع المدني الحديثة في عدد بسيط من الأعضاء وأحياناً تختزل في شخص واحد فقط.
• للأسف تستغل بعض الجمعيات الحديثة، وباسم الحرية الشخصية المتطرفة والتحرر من الدين، الترويج للمثلية والسحاق وما يتعارض مع الأخلاق الإنسانية بل ونواميس طبيعة الحيوانات والطيور والحشرات.
• طبيعة التمرد ببعض المؤسسات الحديثة يقابله صد من القواعد الشعبية بينما أغلب الاتحادات لها رصانة وثبات وانتشار على مستوى القاعدة الشعبية.
• الأجنبي يفضل التعامل مع المجتمع المدني الحديث لمرونة وسهولة التعامل معه وقد لا نبالغ لو قلنا التوجيه، بينما سيكون التعامل مع الاتحادات بأكثر ندية ونضوج.
• الاتحادات لها تاريخ حافل بالعمل وصناعة الحياة بينما المؤسسات الحديثة عطاؤها قليل وضعيف لعمرها القصير والظروف الاستثنائية التي تعيشها ليبيا تحد من دورها.

هل ستلفت السيدة ويليامز إلى مبادرة الاتحادات الليبية؟
مع اتفاق الجميع على أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في المساهمة في حل الأزمة، وكذلك بعد الأزمة، يرى الكاتب بأن أفضل ممثل حقيقي للمساهمة اليوم في الحل ما قد نسمع عنه من مبادرة تطرحها الاتحادات الوطنية بشأن التفكير في مواثيق موقتة عوضا على الجدل المستمر بشأن مسودة الدستور المرفوضة من شريحة واسعة من المجتمع الليبي، واقتراح مشروع يهيأ الأرضية للانتخابات بعد توفر آمن وخدمات لكامل التراب الليبي. وهنا يطرح سؤال مهماً: ما هو تاريخ الاتحادات الوطنية في ليبيا؟

الاتحادات الوطنية في ليبيا:
كما أسلفنا الأطراف الموجودة على الساحة اليوم شاركت بصورة أو أخرى في الحرب دفاعاً على الدولة المدنية أو بالهجوم عليها. إلا أن هناك المجموعة الصامتة التي استمرت في صناعة الحياة ونفخت روح الخدمات، ولو ضعيفة، في مجالات الصحة والتعليم والمواصلات وجميع الخدمات العامة. وهنا نجد أن الاتحادات العامة التالية لها قاعدتها الشعبية، ويمكن قبولها كمساهم في حل الأزمة الليبية والاتحادات هي:

الاتحاد النسائي:
بالرغم من أن الاتحاد النسائي الليبي، الذي يضم قاعدة واسعة، قد نظم نفسه مؤخراً من خلال انتخابات على مستوى الوطن إلا أن النشاط النسوي يمتد إلى سنة 1903 من القرن الماضي عندما تجمعت ثلة من الأخوات وأسست جمعية: " نجمة الهلال"، واندمجت المنظمات النسوية في الاتحاد العام النسائي في سنة 1970م.

اتحاد العمال:
يرجع تاريخ النشاط النقابي إلى ثلاثينات القرن الماضي إلا أنه تجمع في الاتحاد الوطني لنقابات عمال ليبيا سنة 1972م وهو موزع على 19 اتحاداً فرعياً و12 نقابة ويضم في عضويته 300 ألف عضو، ويمثل القاعدة الشعبية العريضة التي تصنع الحياة في ليبيا.

اتحاد غرف التجارة والزراعة والصناعة:
تأسست غرفة التجارة والزراعة والصناعة سنة 1932م، وتحولت إلى اتحاد عام في عام 1973، ويلعب دوراً مهماً في الجانب الاقتصادي والاجتماعي.

ويظل الاتحاد العام لطلبة ليبيا الذي تأسس بنظامه الأساسي في عام 1973 ورفضه الدكتاتور معمر فما كان له إلا يؤسس لنفسه في مؤتمر خارج أرض الوطن، وتحديداً بالولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك كان المؤتمر التأسيسي لاتحاد الطلبة في 26 أبريل 1980 م وسيظل نهجه نضالي.

هل ستسمع السيدة ويليامز إلى صمت صناع الحياة ؟
استئناساً بنظرية باريتو ربما 20% من حل الأزمة داخلي و 80% خارجي. إلا أنه مع هذا الدور المحدود، في المعادلة السياسية، الذي يلعبه الشعب الليبي إلا أن حوارات السيدة ويليامز واجتماعاتها تركزت في الماضي مع المجتمع المدني الحديث قليل الخبرة وضعيف القاعدة الشعبية لذلك استمر الفشل، والأجدى أن تلتفت السيدة ويليامز لتسمع صوت الاتحادات العاملة في صمت والتي لها رؤية ومشروع. ويظل التأثير الخارجي اليوم أفضل حالة بعد انشغال روسيا بالحرب واتفاق الدول الخمسة: ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، وأمريكا، على رفض العنف والتقسيم، وتوحيد الحكومة لكامل التراب الليبي والتجهيز للانتخابات، فجميعها يهمها أن يكون البحر الأبيض المتوسط بحيرة سلام وجسر لعبور المواد الخام والطاقة من أفريقيا إلى محركاتهم الصناعية. إن إدخال الاتحادات في المعادلة مع توافق الدول الخمس سيجعل المعادلة أكثر أتزاناً وربما سهلت مهمة السيدة وليامز.

عاشت ليبيا حرة ..تدر ليبيا تادرفت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن مصمم على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسر


.. شبح الحرب يخيم على جبهة لبنان| #الظهيرة




.. ماهي وضعية النوم الخاصة بك؟| #الصباح


.. غارات إسرائيلية تستهدف كفركلا وميس الجبل جنوب لبنان| #الظهير




.. إسرائيل منعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن ع