الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية من فصل واحد كوديا

طلال حسن عبد الرحمن

2022 / 6 / 28
الادب والفن


مسرحية من فصل واحد








كوديا







طلال حسن




ظلام ، إضاءة متقطعة ، كوديا ،
ننكرسو ، جو حلم محموم

ننكرسو : " صوته مضخم " كوديا .
كوديا : " يتململ ، صوت لاهث ، تضاء الإلهة
نسابا " ....
ننكرسو : كوديا .. كوديا .
كوديا : " يتململ أكثر ، صوت لاهث ، تضاء
نسابا " ....
ننكرسو : قم ، يا كوديا ، وابن ِ معبدي .
كوديا : " صوت لاهث " نسابا .
ننكرسو : هيا يا كوديا ، قم وابن ِ معبدي إي ـ ننو
في لكش .
كوديا : " صوت لاهث " نسابا .
ننكرسو : اجمع الطين من مكان بالغ الطهر ،
ونظف أسس المعبد ، وأحطه بالنيران ،
وادهن المصطبة بعطر زكي .
كوديا : " صوت لاهث " آه .
ننكرسو : قم ، يا كوديا ، قم ، قم ، قم .
كوديا : " صوت لاهث " ....
الزوجة : " تضاء وسط لهاث كوديا " أبي كان
الملك ، ملك لكش المقدسة ، ومهما يكن ،
لابد أن تبقى المقدسة لكش .
الأم : " تضاء وسط لهاث كوديا " كوديا ،
بنيّ ، قم يا بنيّ ، قم .
الكاهن : " يضاء وسط لهاث كوديا " ننكرسو
اله ، إنه الإله الحامي للكش ..
كوديا : " صوت لهاث قلق " ....
الكاهن : وأنتَ ، يا مولاي ، الملك ..
كوديا : " صوت لهاث " لا ..
الكاهن : الملك الإله .
كوديا : " صوت لاهث مستغيث " إنني إنسان .
الكاهن : " وسط لهاث كوديا " ملك .. ملك ..
ملك .
كوديا : " يخفت صوت لهاثه " نسابا .. نسابا
..
نسا.. با .

تضاء بالتدريج غرفة الأم
الأم ، الكاهن ، الوصيفة

الكاهن : اطمئني ، يا مولاتي ، سيكون مولاي
بخير .
الأم : إنه لا يكاد يغفو ، حتى يهب فزعاً .
الكاهن : لتكن الآلهة في عونه ، فالإله فيه ،
مولاتي ، يصارع فيه الإنسان .
الأم : إنني قلقة .
الكاهن : لا داعي للقلق ، يا مولاتي ، إن الإله
سينتصر .
الأم : المجد للإله ننكرسو .
الكاهن : الوقت متأخر " يبتسم متردداً " وأنا
رجل عجوز " يتراجع " عن إذنك ، يا
مولاتي .
الأم : تصبح على خير .
الكاهن : " ينحني للأم " فلتحفظكِ الآلهة ، يا
مولاتي .

الكاهن يخرج ، الأم
تلتفت إلى الوصيفة

الأم : يبدو أن الأميرة ، زوجة ابني كوديا ، لن
تأتي الليلة .
الوصيفة : لعلها ، يا مولاتي ، عرفت أن سيدي
الكاهن هنا .
الأم : مسكينة زوجة ابني كوديا ، إنها تكاد
تكون ظله ، لكنه قلما يراها " ترتفع
ضجة خارج الغرفة " يا إلهي .
الوصيفة : " تقترب من الأم " مولاتي .
الأم : أنظري ما يجري في الخارج ، هيا أسرعي .
الوصيفة : " تسرع نحو الباب " أمر مولاتي .

يدخل كوديا مضطرباً ،
الوصيفة تتوقف مذهولة

الوصيفة : مولاتي .
الأم : " تسرع إلى كوديا " كوديا .
كوديا : أمي .
الأم : " للوصيفة " قليلاً من الماء .
الوصيفة : " تهم بالخروج " أمر مولاتي .
كوديا : لا .. لا .
الأم : " للوصيفة " اذهبي أنت الآن .
الوصيفة : " تخرج متمتمة " أمركِ مولاتي .
كوديا : آه .
الأم : أجلس ، يا بنيّ .
كوديا : آه .. آه .
الأم : أجلس ، أنت متعب .
كوديا : هذا الحلم يكاد يفقدني رشدي .
الأم : هون عليك ، ليس في ما تراه إلا كلّ خير .
كوديا : " يحاول أن يتمالك نفسه " مازلتُ أرتجف .
الأم : لا عجب ، يا بنيّ ، إنه إلهنا الحامي .. ننكرسو .
كوديا : هتف بي ، مرة أخرى ، قم يا كوديا ، قم ، قم ، قم .
الأم : هذا شرف ، يا بنيّ .
كوديا : لم أفهم مراده .
الأم : مراده واضح ، يا بنيّ ، ابن ِ المعبد ، ابنِ إي ـ ننو ، هذا مراده .
كوديا : المرأة ، لقد رأيتها ثانية ، يا أمي .
الأم : المرأة !
كوديا : ما الذي كانت تمثله ؟ وما الذي كانت لا تمثله ؟ هذا ما يحيرني .
الأم : بنيّ .. ؟
كوديا : كانت تحمل مرقماً من المعدن الوهاج ، وتحمل رقيم الكتابة السماوية الجميلة ، وكانت كالعادة مندمجة في تفكيرها .
الأم : استقل زورقاً ، واذهب إلى معبد الإلهة نانشة .
كوديا : الإلهة نانشة !
الأم : اذهب عند الفجر .
كوديا : لا ، بل الآن .
الأم : الليل يكاد ينتصف .
كوديا : " يتجه إلى الخارج " لن أرتاح ، حتى تفسر لي ..
الأم : " تلحق به " كوديا .

تدخل زوجة كوديا
مسرعة ، تتوقف مذهولة

الزوجة : مولاي ..
كوديا : " يخرج كأنه لم يرها " ....
الزوجة : أيتها الآلهة .
الأم : سيذهب إلى معبد الإلهة نانشة .
الزوجة : الإلهة نانشة ! يا ويلي ، إنه مريض " تهم بالخروج " لابد أن ألحق به .
الأم : بنيتي ، تمهلي ..
الزوجة : " تتوقف " ....
الأم : دعيه هذه المرة للإلهة نانشة .
الزوجة : هذا الحلم . .
الأم : بنيتي ، إنه إلهنا الحامي ، ننكرسو .
الزوجة : لا أعني إلهنا الحامي ..
الأم : أنت تذهبين بعيداً ، بعيداً جداً .
الوجة : المرأة .
الأم : إنها .. حلم .
الزوجة : وهذا ما يخيفني .
الأم : " تنظر إليها " ....
الزوجة : كوديا هو لكش .

إظلام

فترة صمت ، يرتفع
من العتمة صوت كوديا

كوديا : " صوت محموم متقطع " نانشة .. أيتها الإلهة .. نانشة .. أنت الضياء .. أنيري لي طريقي .. ودعيني .. أرَ الحقيقة " الصوت يخفت بالتدريج " آه .. نسابا " لهاث متقطع ، صمت "

ليل ، معبد الإلهة نانشة ،
الفتاة تقف أمام الإلهة

الفتاة : نانشة ، أيتها الإلهة ، العليمة بكل شيء ، أنت يا
من تفسرين أكثر الأحلام غموضاً ،
فسريني ، فسريني ، يا إلهتي ، ماذا أنا ؟ حلم ؟
كوديا : من هناك ؟
الفتاة : " لا تجيب " ....
كوديا : من أنتِ ؟ تكلمي .
الفتاة : " تتأتيء " أأأ .. أنا ..
كوديا : " يقترب من الفتاة " من ! يا إلهي ،
نسابا !
الفتاة : نسابا! لا ، لا ، أنت واهم .
كوديا : لستُ واهماً ، لقد رأيتكِ .
الفتاة : لا ، إن مثلك لا يراني .
كوديا : بل رأيتك أكثر من مرة ؟
الفتاة : من يدري ، أما أنا فقد رأيتك حقيقة .
كوديا : رأيتني !
الفتاة : ورأيتُ فيك الإنسان .
كوديا : لو كنتِ تعرفينني لأفرحني ما تقولين
أكثر .
الفتاة : إنني أعرفك .
كوديا : نسابا .
الفتاة : فلأكن ما تشاء ، فلأكن مثلك .
كوديا : إنني إنسان ، لقد قلتها منذ قليل .
الفتاة : وقالها أيضاً بستاني معبد الإلهة نانشة
العجوز ، الذي رباني .
كوديا : " ينظر في عينيها " نسابا .
الفتاة : " تتأمل عينيه " إنني أراني في عينيك.
كوديا : ابقي فيهما .
الفتاة : آه .
كوديا : لقد انتظرتك طويلاً .
الفتاة : كم أخشى أن يكون هذا حلماً ..
كوديا : لا .
الفتاة : وأني أنا نفسي حلم .
كوديا : لا .. لا .
الفتاة : لقد جئتُ نانشة لعلها تفسرني .
كوديا : وأنا جئتها أبحث عنكِ ..
الفتاة : كوديا .
كوديا : وها إني قد وجدتكِ .
الفتاة : ما أبعد كل هذا عن الحقيقة .
كوديا : نسابا .
الفتاة : " خائفة " أصغ ِ .
كوديا : لا تخافي .
الفتاة : لسنا هنا وحدنا .
كوديا : لعله الحارس .
الفتاة : " تبتعد " لا .
كوديا : نسابا .
الفتاة : " تتراجع " وداعاً .
كوديا : " يلحق بها " تمهلي ، أرجوكِ ، تمهلي
، تمهلي .
الفتاة : " تخرج مسرعة " ....
كوديا : " يلحق بها متعثراً " نسابا .. انتظريني
.. انتظريني .
الحارس : " يدخل مسرعاً " مولاي .
كوديا : " يخرج متهاوياً " لا تذهبي ،
انتظريني ، انتظريني .
الحارس : يا للآلهة ، يبدو أنّ هذه الليلة لن تنتهي
على خير .

الحارس يقف مذهولاً ،
الزوجة تتقدم من العتمة

الحارس : مولاتي !
الزوجة : صه " محذرة " أنت لم ترني .
الحارس : أمر مولاتي .
الزوجة : الحق بالأمير ، وابقَ معه ، أخشى أنه
مريض جداً .
الحارس : اطمئني ، يا مولاتي " يتراجع "
سأسرع إلى مولاي ، وأبقى إلى جانبه .

الحارس يخرج مسرعاً ،
الزوجة تتقدم من الإلهة نانشة

الزوجة : نانشة ، أيتها الإلهة العليمة ، إنني أميرة
، أميرة لكش المقدسة ، ولكش تنتظر
كوديا ، الملك الإله ، وهذا كما ترين ، لا
يحتمل وجود امرأة ، خاصة امرأة حلم .

تخرج الزوجة بعزم ،
إظلام ، يرتفع اللهاث من العتمة

كوديا : " صوت لاهث " نسابا .. نسابا .. "
الصوت يخفت شيئاً فشيئاً " نسابا .. نسابا
.. نسا .. با " لهاث محموم متقطع ،
صمت شامل " .

الظلام يشف ، كوديا راقد ،
وحوله الأم والزوجة والكاهن

الكاهن : لقد أطل الفجر ، مولاتي ، ليتك ترتاحين
قليلاً .
الأم : لن أرتاح ، وابني الأمير كوديا على هذا
الحال .
الزوجة : " تتحسس جبهة كوديا " حرارته
الآن أفضل .
الكاهن : حمداً للآلهة ، لم يعد هناك ما يقلق ، لقد
زال الخطر .
الأم : منذ البارحة وهو في غيبوبة .
الكاهن : لتكن الآلهة في عونه ، يبدو أن صدمته
كانت كبيرة .
الزوجة : المهم أن يبقى كوديا ، أن يبقى للكش ،
فهو لكش .
كوديا : " بصوت خافت " آه .
الأم : " تنحني عليه " بنيّ .
كوديا : " يتململ " آه .
الكاهن : بدأ مولاي يفيق .
الأم : حمداً للآلهة .
كوديا : " يتململ " نسابا .
الأم : نسابا !
كوديا : " يتململ " نسابا .. نسابا .
الكاهن : نسابا .. إلهة .
الأم : تباركت الإلهة نسابا .
كوديا : " يعتدل " أريد نسابا .
الكاهن : مولاي ..
كوديا : أريدها الآن .
الكاهن : نسابا ، يا مولاي ، إلى جانب الإله
العظيم ننكرسو ، في السماء .
كوديا : لقد رأيتها البارحة في .. معبد الإلهة
نانشة .
الأم : أخشى أن ما رأيته في المعبد ، يا بنيّ ،
مجرد وهم .
كوديا : كلا .
الأم : بنيّ ..
كوديا : لقد رأيتها ، مثلما أراكم أنتم الآن .
الأم : نسابا !
كوديا : وحدثتها .. وحدثتني .
الكاهن : الإلهة !
كوديا : كلا ، إنها فتاة .
الأم : فتاة !
كوديا : لقد رباها بستاني المعبد ، ولابد أنه
يعرف الآن أين هي .
الكاهن : البستاني ، يا مولاي ، عاش في البستان
وحيداً .
كوديا : أرسلوا في طلبه .
الكاهن : مولاي ..
كوديا : أرسلوا في طلب البستاني .
الكاهن : لقد مات البستاني ، يا مولاي ، منذ أكثر
من ثلاثة أشهر .
كوديا : آه " يتمدد " ..
الكاهن : مولاي ..
كوديا : لقد رأيتها ، رأيتها ليلة البارحة في
المعبد .
الكاهن : لا عجب ، يا مولاي ، فربما أرسلتها
الآلهة نانشة ، لتنقل إليك رسالة الإله
العظيم ننكرسو .
كوديا : " يغمض عينيه " ....

لهاث ، الأم والزوجة
والكاهن ، يحيطون بكوديا
الزوجة : قم يا مولاي ، لكش تنتظرك .
الأم : قم يا بنيّ ، الإله العظيم ننكرسو يناديك .
الكاهن : قم يا مولاي ، أنت الملك الإله .
كوديا : " يعتدل " كلا .
الزوجة : مولاي .
الأم : بنيّ .
الكاهن : مولاي .
كوديا : لن أكون الملك ، إنني كوديا ، حاكم
لكش " يتمدد منهاراً " سأبني المعبد .
الزوجة : " تتمتم بانتصار " لكش .
كوديا : سأبني إي ـ ننو .
الكاهن : المجد للإله ننكرسو العظيم .
كوديا : " يغمض عينيه " دعوني الآن " يقفون
مترددين " إنني متعب .. دعو .. ني "
يتجهون إلى الخارج " دعوني " يتنفس
لاهثاً " أريد مثالي " صمت " مثالي " .

الجميع يخرجون ، الضوء
يخفت ، لهاث
إظلام

المثال : " صوته وسط اللهاث " مولاي .
كوديا : " صوت لهاث " تعال ، اقترب مني ،
إنني متعب كثيراً .
المثال : لقد أنجزتُ ، يا مولاي تمثالك " يظهر
تمثال كوديا بواسطة الفانوس السحر"
من حجر الديورات الأسود .
كوديا : دعك من تمثالي الآن " يختفي تمثال
كوديا " .
المثال : مولاي .
كوديا : انحت لي نصباً ، يمثل الإله ننكرسو "
يظهر الإله ننكرسو بواسطة الفانوس
السحري " وأريد أن تنحت في زاوية
النصب .. امرأة .
المثال : امرأة !
كوديا : نعم ، امرأة ، تحمل مرقماً من المعدن
الوهاج " تظهر المرأة وتكبّر صورتها
بالتدريج حتى يختفي الإله ننكرسو "
سأشرح لك ملامحها بالتفصيل ، عندما
تبدأ العمل .
المثال : أمر مولاي .
كوديا : أريد أن يكون هذا النصب عمل عمرك
، فهو لو تدري ، عمري كله .
المثال : هذه المرأة ، يا مولاي ، ستحظى
بالخلود .
كوديا : " بصوت لاهث يخفت بالتدريج " نسابا
.. نسابا .. أنتِ .. الخلود .

لهاث محموم ، تختفي الصورة ،
المرأة ، ظلام ، صمت شامل
ستار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث