الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسطورة الدم ما بين التداول و التطبيق

المهدي المغربي

2022 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ذبح الكبش في العيد هو تقليد و عادة تمسكت بها الناس تناقلتها الاجيال في صيغة ثقافة شعبية عبر قرون سواء كانت متدينة ام لا تحت سلطة الانا الاجتماعي و سيكلوجية الانسان الاحتفالي انتعشت حكمة الخرافة بالتداول
الاسطور تأرخت في ذاكرة الشعوب المجترة مع الشان الديني بطقس درامي بدات بمحاولة ذبح طفل بريء لا علاقة له بما يفكر والي امره
بخصوص موقف الله منه اي من الاب و يعتبر هذا الفعل اقحامٌ تعسفي لشخص طفل صغير في حقل متشنج عصابي و لا شان لهذا الطفل بالدين اصلا لكون ان الدين في جوهره فلسفة و تحتاج الى منهج و عقل ناضج لكي يجادل فيها و اقول مجازا انه من حسن حظ الاطفال و الشباب ان الاسطورة اي اسطورة الذبح توقفت عند التمثيل بجسد الطفل المسكين تحت السكين المقدس فقط و لم تقدم على ارتكاب الجريمة البشعة كما حصل في تقاليد شعوب اخرى حيث ايمانهم الشاد بالاسطورة ادت بهم الى ذبح اطفالهم كقرابين تهدى للآلهة كما جاء في كتب تاريخ بعض الحضارات القديمة لامريكا الجنوبية

السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لابد من استحضار الدم لارضاء الالهة؟ ما السر في ذلك؟ و ما الداعي الى استهداف البراءة في روحها؟
هل تم اقناع الطفل بارتكاب الجرم على ذاته؟ اين غاب حنان الاب؟ اين دور الام في انقاذ ابنها؟ يبدوا ان الاسطورة تريد ضحية و انتهى الكلام مصرة ان تختبر ايمان الاب السادج في من الاقرب اليه الابن ام الالهة! لا شيء منطقي في بنية الخرافة الاساسي منها هو ان تسمعها كخرافة و ان تنساها

تقول الاسطورة استقاءا من الواقع ان الروح هي اغلى ما عند الانسان و لان الروح مقدسة و الله مقدس من هنا جائت فكرة تقديمها كهدية للالهة كذات مقدسة لان في اعتقاد المنطق الاسطوري الله لا يقبل الا دم الروح البريئة كمقابل او كهدية شيء و تصور و حدث و تصرف و سلوك لا يجب ان يخرج عن سياق الاسطورة و اذا تجاوز هذه الدائرة المحورية في جوهر الخرافة او الحكاية او الاسطورة يبدا التعامل و الفهم المغلوط مع حكمة الاسطورة كعبرة للتداول لا غير و ليس للتطبيق الحرفي الملموس
كي يحبك الله و يرضى عنك ايها الاب ليس بالضرورة ان تعرض حياة ابنك للخطر او تهدده بالقتل و تزرع في نفسه عقدة الخوف المرضي طول حياته!!
علما ان الايمان الحقيقي هو سر ما بين الانسان و معبوده و لا دخل لاحد فيما بينهما كي تظل قدسية الجانب الروحي مصونة و ان لا تتلوّت الذات الالهية بدم الاخر كيف ما يكون

لا تذبحوا احدا و قد ترضى عنكم الالهة اكثر
لقد شبعت من رائحة دم القرابين و الموتى عبر قرون مرورا بعصر الحروب الى يومنا هذا و ما يجري من سفك دماء شعوب بلدان كثيرة في عالمنا المعاصر الموبوء دليل قاطع على ان الالهة شبعت و انتفخت شحما و لحما و ليست في حاجة للمزيد

اذن رجاء كفوا عن القتل و الذبح تتقوا شر انفسكم فحتى الالهة لم تعد تعيركم نفس الاهتمام كما كان في سداجة سالف الازمان
و لكم واسع النظر... بشرط...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس