الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيلم التاريخي في مصر

عطا درغام

2022 / 6 / 29
الادب والفن


هناك خط فاصل ضيق للغاية بين الفيلم السياسي والتاريخي ، فالكثير من الافلام التاريخية تتعامل مع الماضي باعتباره يتكرر بنفس الصورة، أو بصور متقاربة في الحاضر،وذلك من خلال سطوة مقعد السلطة، أيًا كانت اتساعات هذا المقعد وقوته .
وهناك أفلام تاريخية كثيرة يمكن النظر إليها بمفهوم سياسيي معاصر خاصة التي تتعرض لحياة الملوك والحكام الذين أسكرتهم نشوة السلطة مثلما حدث لفيلم"لاشين" الذي عكس قسوة السلطان الذي انشغل عن شعبه والمجاعة التي أنهكت بطون الناس..بفتاة من السبايا،حاول امتلاك قلبها قبل جسدها؛ مما أوقعه في متاعب عديدة فصار منعزلًا عن الشعب وكان لقمة سائغة للمتآمرين عليه في البلاط.
وقد تكررت نفس الحكاية في أفلام عديدة، لكن مع تغير النظام السياسي ، تغيرت المفاهيم ، ففيلم"لاشين" الذي تعرض لمقص الرقيب،وإلي تغيير نهايته حيث لم يعجب النظام الملكي أن تنتهي حياة السلطان في الفيلم، باعتباره ظالمًا فإن النهاية التي شاهدها الناس فيما بعد أن أبقت علي الحاكم الظالم الذي يشتهي امرأة بنفس السمات مع اختلاف الكثير من التفاصيل .
وفي فيلم"أميرة العرب" لنيازي مصطفي 1963،هناك أيضًا حاكم يرسل ابن أخيه لإحضار عروس من إمارة قريبة، ويحب الشاب العروس، ويستغل المتآمرون في هذا القصر هذا الشغف الشديد بالعروس، سواء من الحاكم أو من قبل ابن الاخ الفارس؛ فيدبرون المكائد ويسعون لإسقاط السلطان..وتنتهي الأحداث بقيام الثورة ضد الخونة، ويعترف السلطان بالحب المتبادل بين عروسه وبين ابن أخيه مقابل أن يتفرغ للحكم.
الفيلمان متشابهان، الأول مأخوذ عن قصة ألمانية لفردريش هاين ،والثاني عن أوبرا ألمانية باسم"ترستيان وايزولت" لفاجنر،وكما هو ملاحظ فإن المصدر واحد والنهايات متشابهة...والغريب أن الأول أبقي علي السلطان الجائر بعد أن أفاق إلي الحقيقة..وقد تم إنتاج الفيلم في عصر الملكية، كما انتهي الفيلم الثاني نفس النهاية تقريبا وهو الذي تم إنتاجه عام 1963 ،وهي الفترة التي شهدت العشرات من الأفلام ضد كل من هو ملك أو سلطان او أمير.
إذن..هناك خيط رفيع جدلًا بين الفيلم التاريخي والفيلم السياسي، وكم تم إنتاج أفلام تاريخية كانت الهدف منها الإسقاط علي النظام السياسي، الذي يُراد معارضته، وتكثر مثل هذه الظاهرة إبان الحكم الشمولي وفترة الاعتقالات.
ويأتي كتاب الفيلم التاريخي في مصر من تأليف محمود قاسم يحتوي علي موضوعات شائقة عن الفيلم التاريخي ويقدم مسحًا للأفلام التاريخية التي تناولتها السينما المصرية.
وقد بدأ بالحديث عن الفيلم التاريخي في مصر، والتاريخ في السينما العالمية، والتاريخ الفرعوني والسينما، وشمشون ودليلة.
كما تحدث عن الدين والتاريخ والفتح الإسلامي لمصر وألف ليلة وليلة وصلاح الدين الأيوبي..ثم تحدث عن ابن رشد والمماليك والتاريخ المصري الحديث ومومياء شادي عبد السلام.
وتناول السينما المصرية في القرن العشرين، فتحدث عن الحرافيش..تاريخ حارة، وتاريخ سجلته الراقصات ،ورومانسيات الصحراء، وسنوات البغاء.
وقد اختتم الدراسة بالحديث عن عما أسماه إيقاع القرن العشرين والتاريخ والحدوتة الشعبية وتاريخ الريف المصري والسينما والتاريخ الاجتماعي، والأغنية التاريخية وتاريخ العالم بعيون مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث