الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات منهجية حول الطبقة العاملة السورية

يوسف الطويل

2022 / 6 / 29
الحركة العمالية والنقابية


لكل مطلب ورؤية سياسية إسقاط اجتماعي تستند إليه، ورؤية الحزب الشيوعي هي الدفاع عن مصالح الكادحين بأدمغتهم وسواعدهم للوصول لمنظومة من القيم والعلاقات التي تتيح المجال أمام تأمين شروط معيشة لائقة وكريمة وتحفظ كرامة الإنسان وتطوره الروحي والذاتي وتفتح الأفق نحو إطلاق العنان لتطوير قوى الإنتاج.
تعاني الطبقة العاملة السورية من ضعف التطور الرأسمالي في بلادنا وارتهان النقابات العمالية للسلطة وعدم وجود اطر تنظيمية بديلة تدافع عن حقوقهم وتحافظ على مكتسباتهم ، وأيضا تعاني من القمع المتواصل لأي محاولة لبلورة إطار تنظيمي بديل يمثل مصالحها ، فيعاني عمال القطاع غير المنظم والخاص والعام من هضم الأجور نتيجة لارتفاع الأسعار وعدم القدرة على الدفاع عن مصالحهم الطبقية بسبب الاستبداد السياسي المفروض على البلاد والمجتمع وارتهان النقابات العمالية للسلطة السورية ، فتلعب الطبقة العاملة السورية دور هامشي وثانوي في الحياة العامة بسبب ضعفها العددي وضعف الوعي الطبقي لديها وسيادة العشائرية والقبلية والطائفية في تحديد مواقفها السياسية ، وهذا ما يحتاج إلى دفع التطور الرأسمالي والعمل على تنمية الوعي الطبقي لدى أفراد الطبقة العاملة السورية وتنظيماتها النقابية والعمل لتحشيد أفراد هذه الطبقة في اطار النضال لأجل تسوية سياسية للازمة السورية بما يحفظ حقوق العامل التي كفلتها الشرعة الدولية .
من المفيد القول إن الطابع البرجوازي الصغير للطبقة العاملة السورية يعيق تكون وعي طبقي عمالي، وبل أيضا يعيق نموها العددي داخل التركيبة الطبقية للمجتمع، فالوصول للوعي الطبقي شاق وطويل ويحتاج لصبر وقدرة على إدارة الصراع المرحلي بما يخدم الاستراتيجية المحددة، ويجب القبول بإنجاز المرحلة الديمقراطية بمعناها البرجوازي لان هذا يفرز عنه ازدياد حجم الطبقة العاملة عددياً ويعزز تواجدها في القطاعات الاستراتيجية في الاقتصاد الوطني مما يعطيها قوة في الحياة السياسية السورية.
فالطبقة العاملة السورية قد قل حجمها العددي من عام 1970 حيث بدأ التحول نحو مواقع البرجوازية الصغيرة ينمو تحت ثقل تأزم الوضع المعيشي ، ووفق هذه المنهاجية يمكن القول أن الأسباب التي تكمن وراءها قد منعت تكون طبقة عاملة مستقلة الملامح واضفى عليها طابع البرجوازية الصغيرة المزدوجة والمترددة مما سمح بحالات التفكك والتشرذم وعدم الانسجام والوضوح الطبقيين كنتيجة طبيعية لحالة عدم التناغم الطبقي وعدم استقلال الطبقة العاملة ، مضاف إليه تبعية الحركة النقابية لأجهزة السلطة دون دفاع مبدئي عن حقوق ومكتسبات العمال ، فلا يمكننا في هذا الواقع المعطى تاريخيا أن نرفع راية النضال العمالي ، بل يمكننا أن ندعم إنجاز المرحلة الديمقراطية بالأفق الرأسمالي لخلق الشروط الموضوعية لنجاح أي تحرك سياسي باتجاه تجاوز الرأسمالية ، مما يؤدي وفق منطق الإمكانية الموضوعية إلى النضال من اجل التحرر الوطني الكامل واستكمال الثورة الوطنية الديمقراطية بأفق رأسمالي لتحديث الدستور والقوانين الوضعية وتغيير جذري في بنية السلطة باتجاه التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة .
هذه هي حركة الواقع الحالي ويجب على القوى الشيوعية السورية أن تعي متطلبات المرحلة وآفاق التطور الموضوعي للمجتمع السوري وإلا ستظل الحركة الشيوعية السورية على جانب حركة المجتمع السوري ومنعزلة وغير فعالة في الحياة السياسية السورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا.. متضامنون مع فلسطين يعتصمون أمام جامعة هومبولت في ب


.. كل يوم - -حكايات الحما- .. اتيكيت وقواعد التعامل بين الخصوصي




.. غزة اليوم(3-5-2024):عدنان البرش.. طبيب مستشفى الشفاء، في عدا


.. نقابة الصحفيين الفلسطينيين: 135 صحفيا وعاملا بمجال الإعلام ق




.. 10 طلاب بـ-ساينس بو- يضربون عن الطعام لـ 24 ساعة دعماً لغزة