الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائم قتل النساء في المجتمعات العربية

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2022 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تتواصل جرائم قتل النساء المروعة في الدول العربية، فقد شهدت الأيام الماضية مقتل الطالبة إيمان ارشيد في جامعة العلوم التطبيقية الأردنية على يد شخص لرفضها الزواج منه، وذبحت الطالبة نيرة أشرف أمام كلية الآداب في جامعة المنصورة المصرية، وقتلت ليلى منصور وهي في مركبتها على يد زوجها في الإمارات العربية المتحدة، وقتلت المذيعة المصرية شيماء جلال على يد زوجها القاضي الكبير بمجلس الدولة.
الإسلام والقوانين السماوية والوضعية والقيم الإنسانية ترفض القتل والاعتداء على الآخرين ذكورا وإناثا، وتدعوا إلى السلم الاجتماعي والتسامح والتمسك بالأخلاق الحسنة، وإلى تقدير المرأة وتبجيل دورها كأم وأخت وصديقة وزميلة عمل ومواطنة، وحمايتها وإعطائها حقوقها وتحريم الاعتداء عليها، إلا ان اعدادا لا يستهان بها من الرجال العرب ما زالوا يتمسكون بعادات الجاهلية الأولى في نظرتهم الدونية للمرأة، وبحقهم المزعوم في التحكم بها وبمصيرها وممارسة العنف ضدها!
واللافت للنظر في هذه الجرائم الأخيرة هو ان اثنتين منها ارتكبت في حرم جامعات عربية، وان قاتل نيرة طالب جامعي مثلها، وقاتل شيماء قاض كبير بمجلس الدولة! وإن جرائم قتل النساء التي يرتكبها زوج أو قريب أو معرفة في تصاعد مستمر في العالم العربي، وتعددت حيثياتها وأسبابها وأشكالها المخزية بما في ذلك ادعاءات مفاهيم الحفاظ على شرف العائلة، والشائعات، والجهل، والغيرة المرضية والانتقام لأسباب شخصية تعكس إرث قرون من سيادة وجهل وتسلط المجتمع الذكوري.
لكن للأسف يوجد الكثير من الجهلة الذين ارتدوا عباءة الدين وشوهوا تعاليمه المتعلقة بالمرأة وحقوقها وساهموا في بث سموم جهلهم في مجتمعاتنا؛ ولهذا لم يتردد بعضهم بلوم ضحية جامعة المنصورة بالإيماء بأن ملبسها كان السبب وراء جريمة قتلها، في حين رأى متزمتون آخرون أن الاختلاط في الجامعات هو السبب وراء هذه الجريمة وطالبوا بمنع الاختلاط في التعليم الجامعي! ونحن نذكر هؤلاء بان الطالبات في الجامعات العربية منذ تأسيسها وحتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي كن يدرسن في جامعات مختلطة، وكن سافرات، ولم يكن بينهن محجبات، وتعاملن مع زملائهن الطلاب على أساس يومي بأدب واحترام، ولم تحدث في ذلك الوقت جرائم قتل وتحرش جنسي، أي إن الاختلاط وفصل الجنسين في الجامعات لم ولن يكون سببا رئيسيا للجرائم وقلة الأدب التي تمارس في الجامعات وشوارع المدن العربية الآن على الرغم مما يسمونه بالصحوة الدينية وانتشار التدين والتحجب في المجتمعات العربية!
العنف المتصاعد ضد النساء والفتيات العربيات حقيقة لا يمكن إنكارها؛ ولهذا فإن من واجب الدولة سن قوانين أكثر صرامة لحمايتهن، وعلى رجال الدين المستنيرين ان يستخدموا المساجد والمواعظ لإفهام العامة أن الإسلام كان رائدا في إنصاف المرأة وحمايتها وإعطائها حقوقها، والسماح لها بمشاركة الرجال حتى في ساحات المعارك، وكانت معركة " أحد " أول معركة شاركت فيها نساء مسلمات في القتال والسقاية ومداواة الجرحى من بينهن عائشة بنت أبي بكر الصديق، وبركة الحبشية، ونسيبة بنت كعب وغيرهن. وعلى المثقفين والإعلاميين أن يقوموا بدور أكبر في الدفاع عن المرأة وحقوقها، وعلينا نحن كمواطنين عرب أن ندرك أنها شريكتنا في بناء وطننا وتقدم وازدهار مجتمعاتنا، وان المجتمع الذي يظلمها ويمنعها من القيام بدورها في بنائه وخدمته هو مجتمع متخلف لا يمكن أن يتطور ويزدهر وينعم بالاستقرار والرفاه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب