الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام القذافي ... والكوتشينة الأميركية ! الطيور على أشكالها تقع ؟

داود البصري

2003 / 5 / 24
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

لاأدري لماذا ينتابني شعور بالقرف وتذكر قردة صدام البائد ( عدي وقصي ) حينما أقرأ تصريحا لأحد الذين كل مؤهلاتهم تنحصر في كونهم من نسل ( القائد الملهم والزعيم العظيم )! أي أنهم مجرد صدفة بيولوجية لاأكثر ولا أقل ؟ ومع ذلك فهم يحاولون خلق واقع إفتراضي قيادي لأنفسهم يتمحور حول ذواتهم المريضة ليتصوروا أنفسهم مركزا للكون ، وظواهر خارقة ؟ وعلماء في كل شيء من الرياضة وحتى السياسة وبقية فروع العلم الأخرى ؟ ولعل التصريحات الأخيرة المنسوبة لأحدأبناء العقيد الليبي وقائد الثورة الإفريقية العالمية بعد أن إستقال من أمانة القومية العربية التي وصلت إليه إمامتها بالنص والتعيين من جمال عبد الناصر ؟! المدعو سيف الإسلام معمر القذافي حول فتح جماهيريته العظمى أبوابها وشبابيكها ومنافذها لقادة البعث والنظام العراقي البائد من المطلوبين للعدالة في العراق لجرائمهم ضد الإنسانية لاتشكل فقط إهانة لكفاح وتضحيات ومشاعر العراقيين فقط بقدر ماتمثل إستهانة واضحة لمشاعر أشقاؤنا الليبيين المبتلين بالحكم العشائري الإستبدادي في الإطار الجماهيري المخاتل ؟ ولا أدري حقيقة ماهي الصفة الرسمية لسيف الإسلام هذا لكي يقرر أمورا تدخل ضمن خانة الأمن الإستراتيجي للدولة الليبية ؟ ولا أدري من أعطاه الحق لكي يعمم مشاعره وآرائه الخاصة وجعلها تمثل الرأي العام الليبي ؟ رغم أننا نعلم ، والشعب الليبي يعلم ، وكل الأحرار تعلم أيضا ، من أن النظام الليبي وبشكله الهزلي والفوضوي القائم لايختلف عن النظام الصدامي البائد إلا من النواحي الشكلية البحتة ! ولكنه في المضمون من نفس الطينة والعجينة ، ويحمل نفس التوجهات الفاشية ولعل الهزيمة الفظيعة التي تلقاها النظام الليبي وتتمثل في إعترافه الصريح بجريمته في ( لوكربي ) وتطوعه بتبذير أموال الشعب الليبي المسكين عن طريق دفع مليارات التعويض لضحايا تلك الجريمة الشنيعة التي حدثت أواخر عام 1988 ربما تشكل فرملة طبيعية لسلوكيات سياسية وخطيرة وغير مسؤولة وورطت شعب ليبيا الباحث عن الحرية وعن حقه في التمتع بثروته المهدورة في مغامرات نظامه وولعه بالبحث عن البهرجة الفارغة ، إلا أن النتيجة كانت عكسية ومفزعة في بدائيتها ؟ فبدلا من الإتعاظ بالمصير المؤسف الذي أوصل الفاشست البعثيون العراق والأمة العربية إليه ، وبدلا من الإتعاظ بالمصير الأسود الذي وصل إليه صدام وعصابته وهو يتخفى ويتشرد هاربا لايلوي على شيء بدلا من شيخوخة كريمة محاطا بحب شعبه لوكانت فيه ذرة من إنسانية وحياء ؟ ولكن ماذا نقول عن الطغاة الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ؟ وسيف الإسلام وهو يتبجح ببطولات وعنتريات فارغة توفرها له مظاهر السلطة الكاذبة والتي قد تتلاشى قريبا بعون الله كهشيم تذروه الرياح ، يصرح بمواقف عدائية لأحرار العراق ، فهو يستطيع أن يوفر الملاذات الآمنة للنازيين البعثيين مؤقتا ، ولكنه بذلك يدخل في صراع مفتوح مع أي حكومة عراقية قادمة ولن تكون نتيجة الصراع لصالحه وصالح نظام أبيه ؟ لأن الوقوف بوجه الأحرار لايعدو سوى أن يكون عبثا وعبئا ثقيلا ، ودماء الشعب العراقي ليست مجالا للمناورة ولا للتلاعب ، والكوتشينة الأميركية التي يتحدث عنها ليست مجرد رغبة أميركية بل على العكس فإن الكوتشينة العراقية الحرة أكبر بكثير من مجرد 55 مجرم فاشي وإرهابي أسود ؟ إنها رغبة العراقيين الذين يجمعون اليوم أشلاء قتلاهم ويحتضنون عظامهم ، ووقت الحساب وإقرار العدالة قد إقتربت ساعته لامحالة ، وتصميم العراقيين على ملاحقة القتلة حتى آخر العالم لن تفتر حماسته ، وساعتها سنرى إن كان سيف الإسلام أو الساعدي أو جميع اللجان الثورية النابحة تستطيع الوقوف بوجه إرادة الحرية .

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ