الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السجن القومي الابيض : حقوق السجين 5

ايليا أرومي كوكو

2022 / 7 / 2
أوراق كتبت في وعن السجن


السجن القومي الابيض : حقوق السجين 5
الخدمات العامة في سجن الابيض
السجين يستحق سرير : ينام السجناء و النزلاء في السجن القومي الابيض علي البلاط متراصين او علي الارض مرصوصين رصة الاعواد في علبة الكبريت . مساحة كل فرد منهم فقط شبرين طولي ينام فيه السجين متمدداً دون ان يتمكن من التحرك علي جنباته يميناً او يساراً حتي يخترق مساحة جاره و يحدث ما لا يحمد عقباه . يوجد ممر ضيق جداً في منتصف العنير يشبه السراط المستقيم يسلكه السجناء للعبور الي منطقة دورات المياه و الحمامات . كثيراً يتعثر احدهم و يميل ينزلق من السراط و يسقط أرضاً علي زملائه النائمين ليصحوا من نومهم مخلوعين مذعورين و تحدث الشتائم و الشكل و المشاجرات الليلية السباب و اللعنات . ينام السجناء و النزلاء علي الارض بينما يوجود سرائر صممت و صنعت و احضرت خصيصاً للسجناء بنظام سراير دخليات الطلبة ( ثلاث سراير مركبة فوق بعض ) . بحيث يسع كل عنبر 25 سرير لخمسمة و سبعين سجين او نزيل . هذه السرير تكفل بها منظمة الشرعة الخيرية ، كتر الله خيرها في عهد ولاية الوالي احمد محمد هارون .
هذا السراير اذا استخدمت ستحل الكثير من المشاكل و الضيقات و المضايقات التي تحدث بين السجناء كل ليلة بسبب نومهم علي الارض . لأن أستخدام السجن لهذه السراير لنوم المساجين سيفك الزحمة الحادثة في السجن لضيق العنابر الي حد كبير . كما سينهي الي و يحد الي حد كبير جداً التحرشات و الاعتداءات التي تحدث من بعض شواذ السجناء ضد زملائهم .و فيه ايضاً راحة السجين في نومه و لا اظن ان احدكم يبخل علي السجناء بالنوم المريح و الاحلام السعيدة .
لم يتم استخدام السراير الموجودة في سجن بحجة ان شبابيك العنابر و تصميم النوافذ لا يتلائم مع السراير المركبة فوق بعضها البعض . و يكمن الخوف هنا من هروب السجناء . و من امكانية استخدام هذه النوافذ بشكلها الحالي في تنفيذ عمليات الهروب من السجن. و احسبها حجة مردودة و باطلة اذ يمكن اعادة تصميم الشبابيك و تركيبها بالصورة و الشكل المطلوب الذي يمنع كسرها و الهروب عبرها لا قدر الله .
هذا مع العلم بان نوافذ السجن بحاجة الي الصيانة والتصليح و اعادة التركيب . فمع بدء الخريف و موسم هطول الامطار يعاني السجناء في سجن الابيض الامرين كلما هطل مطراً ، ليزداد طين السجن المبلول اصلاً بلاً . تدخل مياه الامطار الي العنابر و الزنازين من الشبابيك الكبيرة المفتوحة . تتحول أرضيات العنابر الاسمنتية الي برك مياه مبتلة يصعب الرقاد عليها بعد ان يبتل كل نمر السجنا ء من البطاطين و اللحافات و الملابس و و كل العفش . ينام السجناء و النزلاء و هم واقفين و مصنقرين او جالسين القرفصاء .. بالاضافة الي ذلك كل أسقف العنابر القديمة و هي اسقف اسمنتيةً المصنعة من الخفجة التي اكل منها الدهر و شبع تظل تنقط و تنز ماءاً طوال نهار اليوم التالي من نزول المطر . عنابر السجن عبارة عن رواكيب التي لا تشكر في الخريف . الخريف بالنسبة للسجناء و يعد موسم و فصل اخر من العذابات المستمرة التي لا تنتهي . فهذا الفصل المعروف بفصل الخير و البركة بالنسبة للسجين يحمل الهم و بمثابة هاجز فكلما شالت السحابة ورشت المطر تحسس مكان نومه . الخريف فيه مزيداً من توالد الباعوض و الذباب و انتشار شتي انواع الحشرات الناقلة للأمراض . من الملاريا و الدسنتاريا و الاسهالات المعوية بالاضافة الي الرطوبة و اوجاع او اللام المفاصل و غيرها و غيرها من الازمات ...
كهرباء السجن و ما ادراك بالكهرباء
يمثل كهرباء السجن الحاجز الاكبر الذي يأرق مضاجع السجناء في العنابر المكتظة علي مدار العام . هذا بالاخص في اشهر الصيف و الساخنة و ارتفاع درجات الحرار و بالاخص في شهر رمضان المبارك . يوجد في كل عنبر كبير عدد مروحتين فقط فلا بأس بهما في تقليل سخانة الجو . ان توفر التيار الكهربي بنتظام علي مدار الاربعة و العشرين ساعة في اليوم يعد حاجة ضرورية و ملحةً للسجناء . بس للأسف الشديد كهرباء السجن بالاخص العنابر غير منتظم علي الاطلاق فرغم ضعفها النسبي فهي لا تكاد تستمر لأكثر من ساعتين علي التوالي . و الحال علي هذا لمنوال سواء اكان ذلك في الليل او النهار . فالقطوعات روتين مبرمج ومتواصل و لا تعرف لها اسباب . و لا يوجد جهة يمكن ان تسأل فالكهرباء بالنسبة للسجناء تحسب ترف و رفاهية زائدة عن اللازم لايستحقه السجناء . فقط تخيل نفسك و كيف يكون حالك و انت محشورة مع اخرين في حجرة اربعة في اربعه عددكم فقط عشرة اشخاص درجة الحرارة فوق العادية و الكهرباء مقطوعة في نص الليل . هذا ما يحدث باستمرار في السجن القومي الابيض . اختناقات الانفاس و تصبب العرق و شيئ من التوتر و القرف و الهيستيريا في جو العنابر الخانق القاتل . و لا حول و لا قوة للسجين الا الاستنجاد بالله مرددين .
( حسبنا الله و نعم الوكيل )
(حسبنا الله و نعم الوكيل )
هذا يحدث هذا تقريباً كل يوم و في كل الاحوال عندما تقطع الكهرباء . دعك هنا من قطوعات البرمجة العامة للكهرباء فلسجن الابيض برمجة مزاجية خاصة و يتم التعامل بها مع السجناء و النزلاء . يوجد بابور خاص بالسجن تتعدد اسباب اعطاله و توقوفاته عن العمل من الوقود و الزيوت و اسباب ادارية مختلفة .
بقالة السجن ( المتجر )
في السجن لا يسمح للسجناء و النزلاء باقتناء المال او التعامل المباشر بالقروش ، اذ يتم ايداع كل المبالغ الخاصة بهم في دفتر البقالة . و من ثم يمنح للسجين ورقة عبار عن دفتر مالي بقيمة المبلغ المودع يسجل فيه رقم و اسم الزبون المستودع . و من خلال هذه الورقة يتم التعامل مع السجين فكلما اشتري حاجاته يخصم قيمة المشتروات من المبلغ الكلي و يسجل المبلغ المتبقي له . لاشك انها خدمة جليلة و ممتازة يقدمها ادارة السجن للسجناء . فقط الملاحظ هنا هو ضيق سعة البقالة علي كثرة عدد السجناء و تزاحمهم في شباك البقالة الصغير الضيقة . الملاحظة الاخري مع فائق الاحترام و التقدير هو غلاء اسعار السلعة في بقالة السجن . نتمي ان تراعي ادارة البقالة ظروف السجناء و ان تخشي الله فيهم . كما يمكن فتح بقالة اخري لخلق نوع المنافسة التجارية الحرة داخل السجن و فك الزحمة و الاختناق و توفير شتي السلع و البضائع الاحتياجات بأسعار يقارب اسعار السوق المحلي .
والله من وراء القصد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار