الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما النافذة أضيق من مدى..

حكمت الحاج

2022 / 7 / 3
الادب والفن


قصيدة مشتركة: طلال حماد وحكمت الحاج

النافذة أضيق من المدى
والوقت وراءها
يمضي سدى
افتح النافذة
لا تخش الضباب في الأفق
لا تخش المطر في الكلمات
والثلج في الصدر الذي يضيق
هي ذي الطريق
شقها
لست في البحر الغريق
لست الزبد
أنت أمواجه
إذا اضطرب
كاللهب
وسط ألسنة الحريق
النافذة أضيق من المدى
وكي يتسع المدى
شُقَّ النافذة نصفين
نصفا للندا
ونصفا للصدى
وارهف السمع
سيعود الصوت لك.

أقفُ الرجلُ الذي مثلُهُ أراهُ العمرُ
الذي انقضى مثل زجاج النافذة
المضبب في بيت لحم حيث
شُرفتي الأكيدة ووعدٌ سرابٌ
وشبابٌ سرقته فتاةٌ في الجامعة
كانت من أريحا ثم ابتعدنا فما
أضيق خرم المسافات في مدن
الاحتلال ها هنا حاجز تفتيش وأنا
علي أن أتماسك واضرب قلبي مثل
ارنب مذعور في المدينة وارى
المدى ليس بعيدا خلف ظلام
الحاجز ودخان الجنود يضحكون
ليوهموا بالسلام المدجج بسواد
الحديد وبارود السلطات
أنكمش أتخيل أفكر في "جنان"
أضيق ذرعا أختنق بالذكريات وأنضو
قميصي عني وارغب تعليقه خارج
الشرفة لكن الثلج في الصدر يضيق
والجرح يسكن الكلمات مثل دود بطيء
وداكن نعم انا لا اراها الطريق فكيف
أشقها قلبين يا طلال قلب خائف وقلب
حزين وأخيرا أفتح الشباك رغم الحنين
في رائحة القميص لكن رأسي ينهمر
خارجا يتدحرج مثل كرة النار تمضي
وتمضي حتى تسلك الخط المستقيم بين
احذية الجند ورأيته يصبون الزيت عليه
ويرقصون من حوله ورائحة الشواء تصلني
حتى الشرفة أين اقفُ الرجلٌ الذي مثلُه أراه
والعمر مثل ضباب في بيت لحم أو مثل
زجاج نافذة في أريحا كان أوسع من مدى.

يقف الرجل الذي مثلي
يشعر أن العمر مضى
خلف النافذة
كأنه يقف في طابور أمام حاجز تفتيش
في مدينة محتلة
يرى المدى من وراء النافذة
يرى الحاجز من وراء الطابور
يبدو المدى بعيدا
يبدو الحاجز أبعد مما مضى من العمر
يبدو العمر على حافة المدى
ينكمش الرجل خلف النافذة
يضيق ذرعا بما يرى
يشعر أنه منقبض وأنه يختنق
يفك ربطة عنقه المنسوجة من وهْم
يخلع قميصه الذي يضيق
يفتح النافذة
يرمي برأسه من النافذة
تتدحرج رأسه حتى تصل المدى
في المدى يرى أنه طليق
ينظر مجددا إلى النافذة
يرى أن النافذة كلما اقترب منها
أضيق من المدى
يأخذ الرجل ممحاة السبورة
ويمسح النافذة
ينفتح المدى
كما تنفتح ستارة
عن خشبة مسرح
وعليه الآن
أن يلعب دوره الجديد
غير ذلك الذي مضى
كعمر لا يعود
كم كانت النافذة ضيقة
ضيقة
ضيقة
أضيق من المدى
وهو يحبس نفسه وراءها
كأنها ذلك الحاجز العسكري
في البلد المحتل
فيختل النظام في الكون
ويصبر الزمن لديه سدى،
سدى،
سدى
أما وقد محا النافذة
من الصورة
فقد اتسع المدى.

// تونس- ستوكهولم
30 حزيران 2022 //








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان