الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشريع البدع والخرافة لدعم السلطة.. منهجٌ مستمر

أحمد محمد الدراجي

2022 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ُعد الخرافة والبدع أهم وأخطر خالق لثقافة القطيع والانقياد الأعمى والعبودية، ومن أهم أعمدة بقاء السلطة، وتشتد الخطورة عندما يتم تمرير ذلك تحت يافطة الدين والمذهب، حيث ستصبح الخرافة والبدع مقدسة وخطا أحمرا!!!
ولذلك حرصت الأنظمة السلطوية- على طول الخط – على تشريع البدع ونشر الخرافة من خلال المؤسسة الدينية الكهنوتية، التي هي بدورها تعتبر الخرافة والبدعة صمام أمانها وبقائها،
ولقد اتسعت دائرة توظيف الخرافة والبدع باسم الدين والمذهب حتى صارت مادة الصراع السلطوي بين الحكومات، حيث راح كل نظام سلطوي يستخدم البدع والخرافة في صراعه مع النظام السلطوي الآخر، والتأريخ والواقع حافل وزاخر بالشواهد الكثيرة التي تؤكد هذه الحقيقة المهلكة.
هنا سنذكر مثالا واحدا، وبشهادة تَافرنييه(الرَّحَّالَة الفَرَنْسِيّ) التي ينقلها الصرخي في بحثه (اصلاح العقيدة والفكر والأخلاق)
فقد جاء مانصه:
بِـدْعَة الصَّفَـوَيّ "مَشْهَـد الرِّضَا وَعَـلِيّ(عَلَيْهِمَا السَّلَام)"]
1ـ بِـشَهَادَةِ تَافرنييه(الرَّحَّالَة الفَرَنْسِيّ)، نَـجِـدُ أَنَّ الصِّراعَ الصَّفَوِيَّ العُـثْمَانِيّ قَـدْ دَفَـعَ السُّـلْطَةَ الصَّفَوِيَّةَ(بِحُكَّـامِهَا وَمَرْجِعِـيَّاتِهَا) إِلَى الكَثِيـرِ مِنَ البِـدَع ِ وَمُخَالَفَاتِ الشَّرْعِ وَالأَخْلَاقِ، لِلسَّيْطَرَةِ عَلَى الشِّـيعَةِ وَالتَّحَـكُّمِ بِهِم، فِـكْـرًا وَعَـقِـيدَةً وَعَسْـكَـرَةً وَاقْتِصَادًا، وَمِن ذَلِكَ القُـبُورُ وَطُقُوسُهَا، وَمِنْهَا قَـبْرُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام)
2ـ إنّ السُّلْطَةَ الصَّفَوِيَّةَ مَنَعَـت الشِّـيعَـة مِن زِيَارَةِ "مَشْهَدِ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)" فِي بَـلْـدَة المَاء الآسِـن فِي "الكُوفَة"، بَـل مَنَعَـتْهُم مِن زِيَـارَة كُـلِّ مَشَاهِـدِ وَقُبُورِ الإِمَامِ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام) فِي مُـدُنِ وبُـلْـدَانِ السُّلْطَة العُـثْمَانِيَّة، مِمَّا لَهُ ارْتِبَـاطٌ بِالتَّسَلّطِ عَلَى الشِّـيعَة!!
3ـ لَـقَـد ابْتَدَعَت(السُّلْطَة الصَّفَوِيَّة) وَاخْتَـرَعَـت قَـبْرًا وَمَـشْـهَدًا لِلإمَامِ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام) فِي مَدِينَة "مَـشْـهَـد" فِي إيـرَان، عَلَى الطَّرِيقِ مِن تَبْرِيز إِلَى قنْدَهَار!!
4ـ سَخَّرَت السُّـلْطَة كُلَّ إمْكَانَاتِهَا وَتَمَكَّنَت مِن تَجْـيِيـشِ المُؤَسَّسَةِ الدِّينِيَّةِ الشِّيعِـيَّةِ فِي كُلِّ البُلْدَانِ وَتَسْخِيرِهَـا لِـدَعْـمِ البِـدْعَةِ وَتَشْرِيعِهَا بِـدَسِّ رِوَايَـاتٍ مَكْـذُوبَـةٍ وَخُـرَافَاتٍ تَـدْفَـعُ العَـوَامَّ وَتُـلْـزِمُهُم بِزِّيَـارَةِ "مَشْهَـد عَلِيّ" المُـبْـتَـدَع ِ الجَدِيدِ، مَعَ هِـجْـرَانِ غَيْرِهِ مِن مَشَاهِدِ الإمَامِ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)" وَقُـبُورِه!!!
6ـ لَـقَـد نَـكَّـلَ الشَّـاهُ الصَّفَـوِيّ بِـ "مَشْـهَد عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)" فِي "الكُوفَة" وَأَخْـلَاهُ وَأفْـقَـرَهُ، وَأَنْـشَـأَ قَـبْـرًا وَمَشْـهَدًا بَـدِيـلًا فِي مَدِينَة "مَـشْـهَـد" الإِيـرَانِـيَّة!! وَهُـنَا نَسْـأَل:
أ. أَيْـنَ صَـارَ "مَشْـهَد عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)" الّذِي كَان فِي مَدِينَة "مَـشْـهَـد" الإيرَانِيَّة؟!!
بـ . هَـل كَانَ فِي مَدِينَة "مَـشْـهَـد" مَشْهَدَان؛ "مَشْـهَد عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)" و "مَشْـهَد الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلَام)"؟!!
7ـ لَا غَرَابَةَ فِي جَرَيَـانِ وَانْطِـلَاءِ المَكْـرِ وَالحِـيـلَةِ وَالخُـرَافَةِ عَـلَى العَــوَامِّ، كَمَا نُشَاهِـدُ أمْثَالَهَا الآن(القَرْن الخَامِس عَشَر الهِجْرِيّ)، وَخَاصَةً فِي العِـرَاق تَبَعًا لِإِيرَان، فَقَد تَـشَـابَهَـت قُـلُوبُ الآبَـاءِ وَالأبْـنَـاءِ وَالأَحْـفَـادِ، وَقَـد اتَّـخَـذُوا العَـمَائِـمَ الأَحْـبَـارَ الرُّهْـبَـانَ أَرْبَـابًـا!!
انتهى المقتبس من بحث الصرخي.
اذن تم ابتداع قبور ومشاهد وهمية، وتم تشريعها من قبل المرجعيات الشيعية التي دفعت العوام وألزمتهم بزيارتها وتقديسها، لدعم السلطة الصفوية!!!
أما في الواقع المعاصر وخاصة في العراق فحدث ولا حرج فمسألة نشر البدع والخرافة وتشريعها وتقديسها وإلزام العوام بها لم تعد ظاهرة عابرة، وإنما صارت هي الدين والعقيدة والولاء والجنة، وكل من يخالفها فهو خارج عن الدين والعقيدة وعقوبته السجن والتغييب والقمع،
وكل ذلك بِـحَـسَبِ مُقْـتَـضَى السُّلْطَةِ وَالسِّيَاسَةِ وَالتَّجْهِيلِ وَالاسْتِعْـبَادِ وَالاسْتِئْكَالِ، وَبَإِشْرَافِ وَتَدْلِيسِ المُؤَسَّسَةِ الدِّيِنِيَّةِ الشِّيعِـيَّة، التي كرست وعمقت العقيدة والطقوس والفكر والسلوك القبوري الصفوي في العراق، خاصة في مسألة التعاطي مع القبور بصورة مخالفة تماما لسيرة النبي وعلي وأهل بيته(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) ، فكانت ولا تزال النتائج كارثية ومهلكة، فقد عاش العراق في أسوأ حقبة زمنية حيث الجهل والتخلف والفقر والحرمان والظلم والفساد والتبعية والعبودية والانحلال في كل المجالات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخرافات سلاح السلطات الحاكمة لتاصيل بقاء هيمنتها
جابر الساعدي ( 2022 / 7 / 5 - 21:27 )
نعم استاذنا الفاضل فكل متتبع لما يحصل اليوم من صراعات يجد خلفها كم كبير من الخرافات التي كلنت ولا زالت البذرة لخلق الصراع وتاجيج الطائفية لدى السلطات الحاكمة طتئفيا

اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس