الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل - بخلطة العطار - ستتشكل الحكومة العراقي بعد العيد ؟

علي عرمش شوكت

2022 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ان كل ما يطفح على سطح الاحداث في عراق اليوم ، يشير بكل وضوح الى انه دخل في حالة " الغصة الحادة " التي لا يمكن تجاهلها ولا هي سهلة الهضم. ان جمع " الطشاش " الذي حصل لقوى التغيير على اثر طلقة الرحمة التي وجهت نحو قلب مبدأ التداول السلمي للسلطة، لا يبشر بقرب تشكيل الحكومة بيسر. لا بعد العيد ولا ما بعد العيد.. و لعلنا نحسب ما يحصل شاهداً ودليلاً على ما هو متوقع . فهل كانت العجالة الملفتة للنظر في تحشيد وتقاسم البدلاء عن الكتلة الصدرية المنسحبة. وليدة ساعتها كرد فعل ام ضمن مفاعيل مبيتة ؟ واذا كان ذلك يدل على شيء فهو مؤشر على الهلع الذي اصاب القوى المتشبثة بالسلطة من احتمال غرق السفينة بعد ان قفزت عنها الكتلة الصدرية الى رصيف الانتظار والترقب المنبعث من { جهوزية } تامة
بمعنى ان افاق الصراع ملبدة بزوابع سياسية لاهبة، سيكون مخاضها اعلان وفاة العملية السياسية على لسان اهلها. ان اول علاماتها قد برزت مستفزة للغاية تمثلت بتكليف رئيسا للوزراء، بترشيح شخصية جدلية، غير مقبولة من قبل معارضة الشارع وهو السيد " نوري المالكي " ومع ان هذا الترشيح غير رسمي ولكن حسب محتملاً. معززاً بما يشير الى تقديم" الاطار التنسيقي " تنازلات لابرز معارضي " المالكي " كالقبول بشروط الحزب الديمقراطي الكردستاني. زد على ذلك دخول ايران على الخط الذي تجسد بالاجتماع الذي ضم الجنرال قاأني والسيد بافل الطلباني. وان ارجح تفسير له هو الطلب من السيد بافل الطلباني سحب ترشيح السيد " برهم صالح " كما اعقب الاجتماع تصريح من الايتحاد الوطني الكردستاني مفاده " ان هنالك مفاجأة ستنطلق بعد العيد.
وثمة وجه اخر للحراك السياسي لا تخطيه الرؤية فهي منصبة على جمع العدد اللازم من النواب بغية تمرير التكليف والتشكيل، غير ان ما هو ملموس غياب حقيقة هامة عن المتحركين في هذا المضمار. ان جمع الارقام في السياسة يختلف كلياً عنه في الحسابات التجارية. فاذا ما وضع صفراً امام رقم واحد سيصبح عشرة. هذه البديهية في الحسابات العادية ، بيد ان في السياسية اذا ما جمع عنواناً سياسياً صفري الرصيد النضالي والوجود، مع اية جهة سياسية لها حضور تاريخي، سيكون عامل ضعف اذا لم يكن وبالاً عليها. و مقصدنا هنا تلك اللهاث غير المحسوبة العواقبه وراء تحقيق حلم الجلوس على كرسي الحكم مهما كانت تداعياته، معتمداً على جمع " الاصفار السياسية " دون وجود نهج مختلف عن مسيرة الفشل والفساد، ورقم يعتد به سيكون في حالة منسلخة عن اي نسب سياسي نوعي معني بتشكيل الحكومة الجديدة. وانما يصبح كالذي يحاول تدجين الجوارح البرية.
لسنا بصدد التقليل من دور القوى الناشئة الواعدة ، بقدر ما نلفت الانتباه الى الهدف الاساس وهو بناء الدولة الديمقراطية دون وجود القوى الديمقراطية الفاعلة المدركة ذات الوعي والحنكة السياسية والامتداد الجماهيري والثبات المبدئي، الذي لا تهزه الزوابع السياسي وتسحبه الى ما لا تعرف ابعاده. ان لملمة الشتات ليست حالة مذمومة اذا ما كانت على منهج سياسي تغيري بناء ورصين على قاعدة المواطنة والعدالة الاجتماعية. وعليه فان اشراك اطراف عديدة كل منها يريد حصته بمعى لن تبقى فرصة لبناء الدولة انما توزيع اجزائها مغانم للكل حسب حجمه الانتخابي .
في هذا النمط سيتجسد استحواذ الاقلية المتحاصصة باقبح صوره، بفعل مقاطعة الاغلبية من الشعب العراقي للانتخابات. وعلى اثره استفرد المتنفذون بالبرلمان، وبخاصة بعد ان اختل توازن المقاعد الشرعية، التي كانت ليست بقادرة على مواجهة الكتل المخضرمة بالحكم، لاسيما بعد ان سحب التيار الصدري نوابه. التي سرعان ما تحولت صيداً ثميناً حينما اضيفت الى كفة الكتل المتنفذة، التي ما زال لهاثها متواصلاً وتحديداً الاطاريون الذين غمرتهم الفرحة الى حد الزهو لهذه الفرصة الذهبية التي لم يكونوا يحلمون بها. فنشوة هذا الفوز الملغوم حقاً قد انساهم هنالك شارع مأزوم ونافذ الصبر، قاب قوسين او ادنى من الانفجار الساحق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر