الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة- في مهب الريح

عبدالمنعم الاعسم

2006 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تأنيث عدم الانحياز بجعله حركة ليس مفارقة لغوية، اذا ما تذكرنا تلك اللذعة التي وجهها الكاتب الامريكي الساخر ارت بوكوالد الى الحركة التي ولدت في بلغراد عاصمة الاتحاد اليوغسلافي عام 1961 وبدأت بعد عشر سنوات تتفتت الى جماعة يعمل بعضها في ركب البيت الابيض وثمة القليل منها عمل في الحدائق الخلفية للكرملين قبل ان يصرفها بوريس يلتسين عن الخدمة..وهكذا تشظى الاتحاد اليوغسلافي الى جمهوريات متناحرة، وكفت الهند عن الانشغال بقضايا السلام حين استرشدت الى صناعة القنبلة النووية، واختفت في مصر آخر مراهنات عبدالناصر على مستقبل الحركة طي نظام سياسي قطع صلته بالناصرية منذ زمن طويل.

يومها نصح بوكوالد زعماء حركة عدم الانحياز بالبحث عن وظيفة تناسب امرأة فقدت الكثير من عوامل اغواء الرجال، والحق ان بعض دول المجموعة افزعها انهيار الاتحاد السوفيتي فهرعت الى هنري كيسنجر تعرض عليه مفاتيح بلدانها من دون شروط، واعلن بعضها عن مناقصة ايجار اراضيها لمن يدفع لها شحنات من الحنطة وبودرة الحليب، وارتضى بعضهم ان تكون بلاده برميل قمامة للنفايات النووية، فيما نط الكثير من الساسة الجدد في دول افريقية واسيوية الى السلطة مع في كونهم اولاد شرعيين لزعماء حركة عدم الانحياز.

منذ البداية قبلت حركة عدم الانحياز لنفسها القاب غير لائقة، من مثل دول الجنوب، او الضعفاء، او المجموعة المنبوذة، او البلدان الاكثر فقرا، او الدول على قائمة التطور، او العالم الهامشي، او عالم الدول المجهرية، او الشركاء الاضعف في العلاقات الدولية، او الدول التابعة، او الدول غير المؤهلة وغير الصناعية والتي لا تحتل شأنا في التوازن العسكري ولا تحتل مقعدا دائما في مجلس الامن الدولي ولا تحتل موقعا في سلم الدول المنتجة للخوف والاثارة والصحة.

وإذ تدهور حال حركة عدم الانحياز من سيء الى اسوأ اكتشفت الدول الاكثر فقرا وهامشية منها حلا سحريا لازمة الفقر التي تعانيها، ويتمثل بالهجرة العشوائية غير المنتظمة الى الشمال، وقد برعت حكومات هذه الدول في التخلص من فائض البشر وطوابير العاطلين بترويج ثقافة التدافع نحو الخارج مسبوقة بنشر التقارير المصورة عن عالم الرخاء والاحلام عبر الحدود، وهكذا طفر رقم المهاجرين بين عامي 1979 ـ 1992 من 5 ملايين مهاجر الى 81 مليون، فيما بلغت تحويلات المهاجرين الى دولهم عام 1989 حوالي 66 مليار دولار، والاغرب من هذا ان الكثير من دول حركة عدم الانحياز انزلقت الى انظمة استبدادية، واستيقظ بعضها على زعامات يشغل اسمها سطرين من الالقاب وصدورها لمائة من النياشين، ورؤساء جمهوريات تطوروا بشفافية دستورية الى ملوك ، لتجد هذه الدول في تهجير ملايينها الجائعة ونخبها المثقفة المشاغبة وسيلة سحرية للتخلص من المعارضة والمنافسة على الثروة، ومن صداع الرأس.

في هافانا، اكتشفنا ، الجمعة الماضية، ان دول العالم "الثالث" اصرت على ان لا تجدد "منامها" وان تحتفظ باسم الدلع السابق الذي نقل الى مثواه الاخير، وكان عليها ان تبحث عن وظيفة تناسب امرأة تشارف على الموت.



ـــــــــــــــــــــــــــ

..وكلام مفيد

ــــــــــــــــــــــــــ

" لا تسأل عما لم يكن، فان فيما كان، شُغلا عما لم يكن".

عمر بن الخطاب









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة رفح.. إسرائيل تتحدث عن خيارات بديلة لهزيمة حماس | #غرف


.. العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.. عقبات -لوجستية- و-سياس




.. قصص ومعاناة يرويها أهالي منطقتي خزاعة وعبسان الكبيرة بسبب تو


.. شهداء غزة من الأطفال يفوقون نظراءهم الذين قضوا في حروب العال




.. نتنياهو: قمت بكل ما في وسعي لإضعاف قوة حماس العسكرية وقضينا