الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوبرا -الاختطاف من سيراجليو- لموزارت

محمد زكريا توفيق

2022 / 7 / 5
الادب والفن


أوبرا في ثلاثة فصول، من تأليف فولفجانج أماديوس موزارت، مع ليبريتو باللغة الألمانية من تأليف جوتلوب ستيفاني، استنادا إلى مسرحية لكريستوف فريدريش بريتزنر.

أبطال الأوبرا:

كونستانزي، سيدة إسبانية (سوبرانو)
بلوندشين، خادمتها الإنجليزية (سوبرانو)
بيلمونتي، النبيل الإسباني (تينور)
بدريلو، خادمه (تينور)
سليم باشا
أوسمين، المشرف على الحريم (باس)

الوقت: القرن 16
المكان: تركيا
أول عرض: في فيينا، 16 يوليو 1782

قام موزارت بتأليف أوبرا "الاختطاف من سيراجليو"، في وقت، هو من أسعد أوقات حياته القصيرة". كان بالكاد في السادسة والعشرين من عمره. واقع لشوشته في حب خطيبته كونستانزي ويبر. في الواقع، قام بخطبتها بعد ثلاثة أسابيع من العرض الأول للأوبرا. بالإضافة إلى ذلك، كان الاسم الأول لخطيبته هو اسم البطلة. كل هذه البهجة، تنعكس بوضوح في موسيقى الأوبرا.

إنها ليست حقا أوبرا تقليدية في نظر أهل فيينا في ذلك الوقت. بل مجرد مسرحية مرحة تتخللها الأغاني والموسيقى. في كل المشاهد، يكون الحوار بالكلام، يتخلله الغناء للتعبير عن المشاعر الملتهبة. نادرا ما يقوم الغناء بتعزيز القصة. إحدى الشخصيات المهمة، الباشا، لا تقوم بالغناء على الإطلاق، ولكن تتحدث فقط.

كانت فيينا في القرن الثامن عشر، مهووسة بكل ما هو تركي. كانت هناك أنماط من اللباس التركي، وضفائر الشعر التركي، والقصص التركية، وقدر كبير من الموسيقى التركية. وكانت آلات البيانو، يضاف لها مرفقات صغيرة في شكل طبلة أو رق أو صاجات، لإحداث تأثيرات تركية.

قصة وموسيقى أوبرا الاختطاف من سيراجليو، كانت جزءا من هذه البدع التركية. تتعلق بباشا رفيع المكانة في القرن السادس عشر، يختطف عذراء إنجليزية جميلة، كونستانزي، وخادمتها، بلوندشين، التي يعني اسمها "الشقراء الصغيرة"، وأيضا بيدريلو، خادم النبيل الإسباني، الذي يدعى بيلمونتي.

المقدمة، وهي قطعة موسيقية، تعكس البدع التركية المعاصرة. تستخدم بشكل بارز المثلث والطبل العالي الغليظ. تشيع البهجة كطبيعة مثل هذه الأوبرات. إنها تقدم لحظات من المرح، لكن مغلفة بالحزن، مع ظهور بطل الأوبرا الشاب.

الفصل الأول دون انتظار إتمام المقدمة، رفع الستار على النبيل الشاب بيلمونتي، بطل الأوبرا، وقد وصل إلى ساحة ساحلية، خارج قصر الباشا سليم، وهو يغني على أمل العثور على حبيبته كونستانزي هناك:

"هنا، آمل أن أجدك يا كونستانزى"

رجل عجوز، غير لطيف، يدعى أوسمين، يظهر وهو يلتقط التين في حديقة القصر، وهو يغني عن عدم الثقة في الحبيبة:

"من وجد حبيبة مخلصة؟"

أوسمين، هو المشرف على حريم الباشا. عندما يسأله النبيل بيلمونتي عن خادمه بيدريلو، يتلقى ردا جافا. لأن أوسمين، كما يبدو، كان في حالة حب مع الشقراء بلندشين، وكذلك الخادم بيدريلو، إلا أن الفتاة كانت تفضل الشاب بيدريلو.

عندما يختفى أوسمين، يخرج الخادم بدريلو بنفسه لكي يخبر سيده النبيل بيلمونتي أنه المفضل لدى الباشا. على الفور يبدآن في التخطيط لتهريب الفتاتين، كونستانزى وخادمتها بلندشين.

تظهر جوقة من الإنكشارية، ترحب بالباشا. في نفس الوقت، تظهر الجميلة كونستانزى. المشهد يخبرنا كيف كانت تجري الأمور.

الباشا التركي، ذو العقل الراجح، يحب كونستانزى، لكنه لا يفرض نفسه عليها. هي من جانبها، لا تزال مرتبطة بحبها القديم مع بيلمونتي، ولا تخفي ذلك عن الباشا.

ثم تغني أغنية رائعة (آريا)، لحبيبها، بيلمونتي:

"آه، كنت في حالة حب"

عندما تغادر، يقدم الخادم بدريلو، سيده بيلمونتي إلى الباشا كمهندس معماري زائر. ويظهر الباشا كل الود. لكن عندما يترك الباشا المشهد، يمنع العجوز أوسمين بيلمونتي وخادمه بدريلو من دخول القصر. يتبع ذلك، أغنية ثلاثية (تيريو):

"مارش، مارش، مارش"،

وفي نهايتها، يدفع الرجلان أوسمين جانبا ويندفعان إلى داخل القصر.


الفصل الثاني

حتى الآن لم نلتق بالسيدة الأكثر جاذبية في كل شخصيات الأوبرا، بلندشين. لكن في افتتاح الفصل الثاني، والذي يأخذ مكانه داخل القصر، تخبر بلندشين العجوز أوسمين، بأن الفتيات الإنجليزيات، لا يخضعن للأوامر والضغوط، ولا حتى في تركيا. وقبل أن تتخلص منه، هددته بالضرب وسمل عينيه.

إنه مشهد رائع. لكن يتم التخلص من كونستانزي بشكل أكثر مأساوية. يفشل بيلمونتي في إنقاذها، كما تعتقد هي. والآن يطلب الباشا من كونستانزي أن تحبه غدا. هذا الوضع، تعبر عنه كونستانزي لخادمتها بلندشين خلال أغنية بعنوان "من خلال الحنان".

ثم يدخل الباشا في هذه المرحلة، مطالبا بحبها فورا، ويهددها بالتعذيب إن رفضت. هذه هي المناسبة التي تغني فيها آريا رائعة بعنوان "كل أنواع الشهداء"

يتبع ذلك، مشهد بين بلوندشين وبيدريلو.

يخبر بيدريلو فتاته بالخبر العظيم: بيلمونتي قد وصل. هو في الواقع، موجود الآن في القصر كمهندس معماري. لديه سفينة راسية في الخليج. وسيهربون جميعا في منتصف الليل!

أما بالنسبة لأوسمين، المشكوك في أمره، فيمكن حل مشكلته بمشروب معد خصيصا لذلك. في نفس الوقت، تتاح لبيدريلو فرصة.

يأتي أوسمين، فيقوم بيدريلو بمحاجاته بشأن شرب الخمر، ولم يستغرق الأمر مدة طويلة للتغلب على ميوله الدينية التي تمنعه من ذلك.

يقوم أوسمين بشرب الخمر ويسكر، ثم يخلد للنوم. ينتهي الفصل برباعية مبهجة تماما من قبل العشاق الأربعة.

الرجلان الإسبان في البداية، كانا يشكان قليلا في إخلاص الفتاتين. لكنهما يقتنعان بسرعة بعكس ذلك، ويتم تأكيد الخطة، التي سيقومان بتنفيذها في تلك الليلة.

الفصل الثالث

المشهد الأول في الفصل الثالث، يبدأ في منتصف الليل. بيلمونتي وبيدريلو، في خارج القصر، على استعداد لاختطاف كونستانزي وبلوندشين بالطريقة الرومانسية المعتادة. وهي باستخدام سلم خشبي والغناء تحت النافذة.

البداية كانت ناجحة بما فيه الكفاية، ويهرب بيلمونتي مع كونستانزي. لكن لسوء الحظ، كان هناك صاخبا إلى حد ما، جعل الغيور أوسمين يفيق من سكره في الوقت المناسب، ليقوم بالقبض على الهاربين.

يتم القبض عليهم جميعا، وإحضارهم أمام الباشا. الذي يدين الجناة، ويحكم عليهم بالموت الفوري. لكن، هناك وقت لدويتو رقيق، عن الوداع والشجاعة، بين بيلمونتي وكونستانزي. وأغنية (آريا)، عن الانتقام، يغنيها أوسمين، تقول

"ها، كيف أقوم بالانتصار عليك"

في المشهد الثاني، داخل القصر، تأتي النهاية المفاجئة. اتضح أن والد بيلمونتي، كان عدوا للباشا. الباشا بعقله الراجح، أراد أن يلقن الأوروبيين درسا في معنى الصبر لا ينسى.

فقام بالعفو عن بيلمونتي، وقدم له حبيبته كونستانزي. كما أنه غفر أيضا لبيدريلو وبلوندشين، بالرغم من احتجاج أوسمين.

بطبيعة الحال، الجميع كانوا سعداء، باستثناء الحقود أوسمين. وتنتهي الأوبرا بانضمام الجميع للثناء على الباشا سليم.

الأوبرا تبين الحماس للأشياء التركية، حتى شخصية النبلاء. الموضوع قد عولج في أوبرات أخرى، منها "إيطالية في الجزائر" لروسيني، وأوبرا "أوبرون" لفيبر.

ملحوظة:
أوبرا الاختطاف من سيراجليو لموزارت، بأداء رائع، مع ترجمة بالإنجليزية، بقيادة "سولتي"، يمكن مشاهدتها في هذا الموقع.

https://www.youtube.com/watch?v=iYOTeHL14uQ&list=RDiYOTeHL14uQ&start_radio=1








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-