الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدأ نقاش موضوعات المؤتمر التاسع

الحزب الشيوعي اللبناني

2003 / 5 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني
بدأ نقاش موضوعات المؤتمر التاسع
الدعوة لمقاومة الاحتلال الأميركي وأهدافه
تطوير العلاقات اللبنانية السورية بالتكافؤ
والنظام السياسي بالمشاركة والديمقراطية

بدأ المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني يوم الاثنين الماضي الواقع فيه 19/5/2003، دورة اجتماعات يتضمن جدول اعمالها نقاش "مشروع الموضوعات اللبنانية والعربية والدولية" التي اعدها المكتب السياسي تحضيراً للمؤتمر الوطني التاسع. وقد استمع المجلس في الجلسة الأولى من الدورة الى تقرير المكتب الساسي قدمه الأمين العام الرفيق فاروق دحروج، حول تطورات الوضع في المنطقة بعد الغزو الأميركي للعراق واحتلاله واستهدافات هذا الغزو وانعكاساته على الأوضاع في فلسطين ولبنان وسوريا... وقرر بعد نقاش شارك فيه عدد كبير من اعضاء المجلس اصدار المواقف الآتية:
1 – ادانة الاحتلال الأميركي – البريطاني للعراق بوصفه عملاً عدوانياً موجهاً ضد الشعب العراقي وسيادته وثرواته. فالشعب العراقي الذي كان يعاني من الديكتاتورية قد انتقل الى ما هو أسوأ بكل المقاييس، لجهة احتلاله وحرمانه حقه في اختيار نظامه وحكومته وطرائق ادارة شؤونه والسيطرة على ثرواته وفي مقدمتها النفط الذي يشكل ثروة هائلة فعلية وكامنة، هي الثانية في المخزون النفطي العالمي.
2 – ان احتلال العراق هو حلقة اولى في مخطط اميركي يستهدف كامل المنطقة العربية بمصائرها وثرواتها. وهو لا يتورع عن استخدام كل الأساليب لهذا الغرض، بما فيها القوة العسكرية او التهديد بها، والضغوط السياسية والأمنية والاقتصادية، وتهديد سيادة ووحدة البلدان العربية، والتلويح بتفتيتها وتقسيمها.
3 – واذا كانت الأولوية الأميركية الآن هي لتثبيت هذا الاحتلال وممارسة كل الضغوط من اجل منع مقاومته او منع تشجيع ودعم هذه المقاومة، فان حيزاً اساسياً من وظيفة الاحتلال موجه نحو خدمة الأهداف الصهيونية في فلسطين عبر الشراكة المميزة لثنائي جورج دبليو بوش وارييل شارون. وينطوي مشروع "خارطة الطريق" كما تكشف ذلك بسرعة، عن قدر كبير من المناورة، بل ان المناورة هي الأساس فيه، وذلك لشق صفوف الشعب الفلسطيني وتبديد وحدته الكفاحية واحداث صراعات لا تنتهي بين سلطته وانتفاضته، وداخل مؤسساته السياسية الرسمية والشعبية. والغاية هي ان لا ينتهي كل ذلك الا باجهاض فعالية الكفاح الفلسطيني وانهاء الانتفاضة، وتحقيق ما عجزت الآلة العسكرية الصهيونية عن تحقيقه بدعم كبير من واشنطن.
4 – ويستدعي كل ذلك من قبل كل القوى الوطنية والتحررية العربية، اتخاذ موقف واضح برفض الاحتلال الأميركي – البريطاني، وبرفض استهدافاته في العراق خصوصاً، وفي المنطقة العربية عموماً.
وهذا الموقف يناقض تماماً ما يروج له بعض الجهات السياسية وحتى بعض المثقفين ممن يزعمون بان للاحتلال الأميركي وظائف ايجابية في "نشر الديمقراطية" والتخلص من "الاستبداد"...
ان الحزب الشيوعي اللبناني يرى في الاحتلال الأميركي والاهداف التي يتوخاها حدثاً بالغ الخطورة تتحدد على اساس الموقف منه، ليس فقط صحة مواقف هذا الطرف او ذاك، بل ايضاً طبيعة هذه المواقف لجهة تعبيرها عن المصلحة الوطنية والقومية او تعارضها مع هذه المصلحة، في شأن خطير، سيحدد مستقبل منطقتنا وشعوبها ومصائرها الى عشرات السنين القادمة. وهكذا فان البحث يمكن ان يتناول فقط اشكال رفض ومقاومة هذا الاحتلال واهدافه، وليس الموقف نفسه. فلكل بلد ظروفه ولكل جهة طريقتها في عملية الرفض والمقاومة والتي يجب ان يجري تنسيقها على المدى القومي في صيغ واشكال مناسبة وفعالة بالقدر الذي هو عليه العدوان والتحدي الذي ينجم عنه.
5 – وفي مجرى هذه المواجهة يجب اولاً استبعاد وادانة كل الأشكال التي تنطلق من موقع متعصب ومتطرف وارهابي، يخدم غالباً المعتدين ويقدم ذرائع لردودهم الوحشية والمفرطة في استخدام القوة واستباحة سيادة البلدان واراضيها وثرواتها. والعمليات الدموية المدانة التي حصلت في السعودية والمغرب، مؤخراً، هي احدى النماذج عن هذا الرد المرفوض. وبالمقابل فان الأداة الأفعل في المجابهة المطلوبة، هي اعتماد الديمقراطية والمطالبة بها، والالحاح عليها، ورفض القمع المستمر الذي يمارسه الحكام العرب على شعوبهم لوظيفة محورية هي الحفاظ على هذه الأنظمة التي اولويتها المطلقة ادامة سيطرتها بكل الوسائل ولو تطلب الأمر التنكر للمصالح القومية، او الارتهان للاجنبي، او اعلان الشعارات والعمل بعكس ما تمليه من تعبئة واستعدادات ومشاركة...
6 -  ولقد اكد المجلس الوطني ايضاً على رفض التهديدات والاملاءات والمطالب الأميركية اتي وجهت الى سوريا ولبنان والانتفاضة الفلسطينية، وخصوصاً اثناء زيارة وزير خارجية اميركا لكل من سوريا ولبنان. وسبب الرفض الرئيسي هو ان الولايات المتحدة تريد من المتضررين التعايش مع احتلالها للعراق، وتثمير هذا الاحتلال على مستوى المنطقة العربية بكاملها، كما انها تتبنى سياسة اسرائيل العدوانية بالكامل وتتعامل مع ضحايا العدوان الصهوني المغتصبة ارضهم وحقوقهم بوصفهم ارهابيين لمجرد انهم يطالبون باستعادة شيء من هذه الأرض أو هذه الحقوق.
وتبعاً لذلك ورغم المرونة المفهومة بل المطلوبة بسبب الاختلال الكبير في موازين القوى، فان الموقف من رفض الاحتلال الأميركي للطرق والاملاءات الأميركية الموجهة ضد سوريا ولبنان وانتفاضته الفلسطينية لا يمكن تجزئته. هو موقف واحد برفض مجمل المخطط الأميركي وبرفض مجمل الاملاءات التي يحاول فرضها، وبمقاومة هذا المخطط في كل حلقاته وفي كل ساحة حسب الامكانيات المتوافرة والمناسبة.
وبديهي اننا نرفض كل رهان في لبنان على نتائج الاحتلال الأميركي، وكل ما بدأ يشاع عن صيغ تقسيمية باسم الفيدرالية او سواها. ونود في هذا الصدد ان نشير الى الأمور الآتية:
أولاً: ان التنسيق اللبناني – السوري يجب ان يستمر وذلك اساساً، ضد الاحتلال الأميركي واهدافه وضد العدوانية الصهيونية التوسعية المدعومة منه، وضد تحقيق الاملاءات والشروط الأميركية: سورياً وفلسطينياً ولبنانياً...
ثانياً: ان ذلك يتطلب اعادة تنظيم وتصحيح العلاقات اللبنانية – السورية لخدمة هذا الغرض، وليس لأي غرض آخر. فوجود الجيش السوري في لبنان ينبغي ان يستمد مبرراته من متطلبات المواجهة مع العدو، ودور سوريا السياسي يجب ان يتطور لمصلحة بناء علاقات تعاون متكافئة بين البلدين هي احد العناصر الأساسية في تميّز هذه العلاقات وفي نجاح المهمة السورية في لبنان بموجب اتفاق الطائف لعام 1989.
ثالثاً: يدين المجلس الوطني نهج المراوحة من قبل السلطة في استهلاك تركة الحرب الأهلية والعمل على ادامة مخلفاتها: في المناخ الطائفي، وفي معاداة الديمقراطية، وفي الفئوية، وفي العقلية الميليشياوية والفساد والنهب وفي التنكر للمؤسسات والدستور والقوانين....
رابعاً: بديهي ان خطورة المرحلة الراهنة تملي اعتماد توجهات جديدة وقيام فريق حكم جديد واسع التمثيل، ويكون ذلك ثمرة حوار يفضي الى ما تقدم من خيارات قومية ووطنية أو الأساسي منها... والحزب الشيوعي سيعمل مع حلفائه ومع كل الذين يشاركونه هذه القناعات او الرئيسي منها، في سبيل الضغط من اجل احداث تغيير انعطافي في الوضع السياسي اللبناني. ذلك لأن عدم حصول تطور نوعي في العلاقات اللبنانية – اللبنانية، وفي العلاقات اللبنانية – السورية، سيكون ذا نتائج شديدة السلبية على البلدين وموقعهما ودورهما. وسيتحمل المسؤولية أولئك الذين عرقلوا هذه المهمة او امتنعوا عن القيام بدورهم فيها.
خامساً: يشيد المجلس الوطني بالكثير من المواقف المسؤولة التي صدرت عن جهات وشخصيات ومراجع وطنية، ومنها موقف غبطة البطريرك نصرالله صفير الذي تعامل بمسؤولية لافتة حيال قضايا اساسية في الصراع الدائر في العالم والمنطقة وفي لبنان، وخصوصاً لجهة رفض الرهان على الخارج والفدرالية وسواهما....
سادساً: ندد المجلس الوطني بالعنف الذي كان مسرحه مخيم عين الحلوة. والذي سببه المباشر نمو عناصر التطرف فيه، واكد على ضرورة القطع مع الحالة الشاذة السابقة والمستمرة، في شقيها: فلتان السلاح والأمن من جهة، والتردي الاجتماعي الناجم عن حرمان الفلسطينيين من ابسط حقوقهم المدنية، من جهة أخرى. ونحن نضم صوتنا الى الأصوات المطالبة بفتح حوار لبناني – فلسطيني حول هذه المواضيع يؤدي الى الغاء كل الجزر الأمنية ويفضي الى تحسين وضع المقيمين مع ضمان حقهم الكامل في الانتصار لكفاح شعبهم وانتفاضته البطلة.

بيروت في 21/5/2003       

     المجلس الوطني
             للحزب الشيوعي اللبناني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأجيل تعديل المرسوم 54 في تونس: التضييق مستمر حتى الانتخابات


.. محور فيلادلفيا ومعبر رفح...كيف تفاقم التوتر بين مصر وإسرائيل




.. القسام تبث مقطعا يطرح تساؤلا بشأن مصير قائد اللواء الجنوبي ف


.. المستشار| ماذا سيحدث إذا لم تحكم العدل الدولية لصالح جنوب إف




.. ماذا يعني إلغاء إسرائيل فك الارتباط بشمال الضفة الغربية؟