الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن مشروعي البرنامج والنظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي

مزهر بن مدلول

2006 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ان اهم قضية تبعث على الارتياح ، هو ان يطرح الحزب برامجه على الملأ لمناقشتها ، من اجل تطويرها واغنائها قبل اقرارها ، وهذا نابع من ثقة الحزب بالفئات التي سوف تبدي ملاحظاتها وارائها بالوثيقتين ، والتي ستضيف دون شك ماهو مفيد وضروري لكليهما .
كما ان وضع قوانين الحزب الداخلية والمتمثلة بنظامه الداخلي على طاولة النقاش يضيف شيئا جديدا في سياق عملية الانتقال والتغيير والتجديد ، وذلك مالم يعهده المواطن العراقي من قبل ، وان ذلك يعبر بحق عن مدى صلة الحزب بالجماهير وخاصة الشرائح الواعية منها ، وعن حاجة الحزب اليها في المشاركة الواسعة بالنضال من اجل تحقيق مايرمي اليه ، ان ذلك يتاتى من خلال معرفة هذه الجماهير بقوانين واساليب الشيوعيين في الكفاح ، ومعرفتهم بالضوابط التي يتحركون في اطارها ، وشكل العلاقة الرفاقية التي تربطهم مع بعضهم ، وهكذا يكون كشف قوانين الحياة الداخلية للحزب عاملا مهما في تعميق صلة الجماهير بالحزب . لكني وفي هذا المجال اجد ان العلنية وحدها غير كافية ، ان لم تكن مقرونة بالوضوح الكامل والغير قابل للتاويل لكل بند ومادة من مواد الوثيقتين .
ان مشروعي البرنامج والنظام الداخلي ، قد وضعتا لمرحلة محددة باربعة سنوات وهي الفترة مابين مؤتمرين ، وهي الفترة ذاتها مابين حكومتين او بين فترتين انتخابيتين في العراق ، لذلك يمكن اعتبار برنامج الحزب برنامج حكومة ، ( حكومة الحزب ) مثلا ، فهل هذا البرنامج يصلح ان يكون كذلك في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة ؟ اعتقد انه جيد لو ان الحزب استطاع ان يتخلص من كل مايشير الى ادلجة المرحلة من عبارات مثل ـ الفكر الماركسي ـ الطبقة العاملة ـ الاشتراكية ـ الوحدة الفكرية ـ التراث الاشتراكي ـ ... الخ ، وايجاد بدائل معقولة وواضحة لهذه الاصطلاحات تنسجم مع مايريده الناس في الاربعة سنوات القادمة ، وبذلك يتمكن الحزب من طرح برنامجه ومناقشته في البرلمان العراقي باعتباره افضل برنامج يمكن ان يقود العراق الى الاستقرار والاستقلال .
ومن هنا ، يتطلب ان لايكون البرنامج بهذا الحجم من السعة ، وان لايكون بهذا المقدار من التعقيد ، وانما يكون مكثفا و سلسا وبسيطا ومفهوما لاوسع الطبقات الاجتماعية ، وان تكون عناوينه الشعارات والمطالب الملحة التي ترفعها الجماهير الشعبية اليوم .
وفي سياق اخر ، اجد ان الكثير من البنود تفتقر الى الاليات التي من خلالها وبواسطتها يستطيع الحزب ان يحقق اهدافه فلايمكن اعتبار الثقة والتمنيات والنوايا وكثير من المفردات الاخرى كافية لانبعاث ثقافة حزبية جديدة ومواكبة للظروف ، وانما الاليات التي تتضمنها دساتير الحزب ، هي وحدها كفيلة، بان تجدد ثقافة الحزب وتطور عمله في كافة الميادين .
لذلك ارى من الضروري جدا ان يضاف الى شروط العضوية في الحزب ، شرطا اخر ، ويكون هو الثاني بعد شرط ، ان يقبل ويسترشد ببرنامج الحزب ونظامه الداخلي ، وهو ( ان يمر العضو الحزبي بفترة ترشيح لاتقل مدتها عن السنتين وان يكون ذا صلة واسعة بالجماهير مؤثرا فيها وقادرا على قيادتها ) .
ان هذا الشرط لايعني ابدا التعالي على الناس بقدر مايزيد من صلة الحزب بهم ، بمعنى اخر ان يبتعد الحزب عن سياسة الكسب الحزبي ويولي اهمية اكبر الى النخبة التي تستطيع ان تتحمل اعباء العمل الحزبي بكل صنوفه .
كما ارى في مجال الاخذ بمدا التجديد لكل الهيئات القيادية في الحزب ، ان تكون الية التجديد منصوصا عليها ايضا ، وهي ان تتحدد فترة العضو القيادي بمدة معينه ومعقولة بحيث يتاح للاخرين فرصة تجلي طاقاتهم ومواهبهم في العمل والابداع .
ومن جملة الاليات الاخرى ، هي ان يستحدث الحزب جهازا تنظيميا للرقابة الحزبية ويتشكل من الهيئات الادنى وصولا الى اعلى هيئة حزبية ويكون اعضائه منتخبون وله صلاحيات واضحة في مجال مراقبة تنفيذ سياسة الحزب ، ارى ان وجود مثل هذا الجهاز الحزبي ، سوف يضمن عدم تسلل المنتفعون والوصوليون الى الحزب ويكشف ويحد من الاساليب البيروقراطية في التعامل الحزبي ويحمي عضو الحزب عند الادلاء بارائه في كل قضية تتعلق بسياسة الحزب .
واخيرا اتمنى ان تسجل جلسات المؤتمر بالصوت والصورة ويتم توزيعها الى كافة الهيئات الحزبية .
مع تمنياتي بالنجاح لمؤتمر الحزب الشيوعي العراقي الثامن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في