الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محدش غير عتريس - دراسة نقدية - 1

اشرف عتريس

2022 / 7 / 6
الادب والفن


إنسانيات الشاعرضرورة فنية حينما اتعرض إلى ديوان الشاعر الذى كتب أدق التفاصيل فى حياتنا الأدبية والانسانية
بلغة مغايرة كما رأيت وشاهدت وهأنذا - أشهد شهادة حق وأقول الحقيقة ولا سواها .
أتذكر في تلك الايام البكر المحملة بالآمال والاحلام يكتب أشرف عتريس العديد من المسرحيات والكثير من الاشعار،
بعضها ينبض بمشكلات اجتماعية وذاتية تحلق في اجواءها العاطفة ، ليمضي في السياق الذي هيأته له شخصيته،
حريصا علي القراءة والكتابة التي تتفق مع واقعه، وما يؤمن به من أفكار يسارية وينتمى إليها
وقدوتة فى ذلك مولانا احمد فؤاد نجم وشاعر التمرد والرفض أمل دنقل رغم فصاحة نصوصه لكنها تدفع شاعرنا
إلى الاعلان عن رفض الواقع المعيش والجهارة بواقع مراد تحققه ويحلم به طوال الوقت ..
للأمانة لم يكتب مثلهما ، أو ما هو سائد بيننا ، بل راح يكتب اوراق مغايرة ،
ابداعا مغايرا مناضلا ومقاوما للمنسوخ بين أفراد جيلنا فى مدارس العامية
لموالينا ( نجم ، حداد، جاهين ، الابنودى ، حجاب وغيرهم ) ..
مؤمنا بالانسان فى كل مكان على وجه البسيطة ، لا يتقاعس عن خدمة احد ،
لم يبخل بالملاحظات والحوارات المتصلة بالأصدقاء فى مجال الابداع ،
يجدُ في كتابته المغايرة لما هو سائد من حوله ويناقشها ، شهد له الكثير من الدكاترة الافاضل ،
واخص ( دكتور علي البطل الذي تنبأ له بمستقبل ادبي باهر قد تحقق الان )
لترحب به الجرائد والمجلات ، كمجلة ( أدب ونقد والثقافة الجديدة
وجريدة الجمهورية والمساء الأدبى والأهالى ) علي سبيل المثال لا الحصر ،
وكانت حقا حياته هي ( أروع اشعاره ) التى قرأناها واستمتعنا بها فى حضوره
وكما يعاني كل اديب جاد وصادقا في بداياته ، بلا شك عاني عتريس كثيراً لأنه يكتب المختلف والجديد والجرئ بلا حد
ولا مانع ويتكئ على المغامرة ودعم المريدين والمحبين لدعوتة ، رغم ذلك لم يتقدم عتريس الي اي مسابقه ،
من تلك المسابقات التي يعلن عنها بالدولار ، شخصيه كارزمية نشطه مبدعه متنوعه ، حتي عندما تحضره لحظة الابداع
، يشرد بعيدا ويعود إلى منزله ليقيم الطقوس الخاصة به ( مزيكا ودخان وشاى تقيل ) للسهر حتى يبدأ بتسويد الأبيض بمهارة
وقد لاتخرج حتى يرضى عنها ويذيلها بالتوقيع ..
( حينما يبتدي النور ، تدرك أن الظلمة كانت يقينا ) في فلك هذا الاعتقاد نمور نحن ابناء هذا الجيل حول الحقيقة ،
ولا نستلف قضية ما نكتب عنها ، بل نعيد ترتيب وتداخل الصور والاحداث والمواقف التي نحياها ضمن قناعات خاصة بنا ،
وايمانا بالجيلية وتجاور الرؤى والمفاهيم في محاولة لكتابة مختلفة ، وليست مكرورة ،
هكذا يتزعم عتريس المشهد فى مصر والمنيا والصعيد وصدارة قصيدة العامية منذ بداية التسعينيات حتى الأن
سبقها بالطبع سنوات الارهاصات والتكوين الاولى - منتصف الثمانيات وديوانه الاول ممنوع من الجوازات
فى مارس 1988برفاقة دكتور جمال التلاوى ودكتور مراد عبد الرحمن ،
وانطلاقا من هذه الجيلية يحق لى فى هذه القراءة عن ديوانه المدهش ( محدش غيري ) اردد مقولة أحدهم بكل قناعة
ان الدهشة ليست في كتابة جديدة فقط لكن الدهشة في مراودة الشاعر لكلمات القصيدة وتفكيك المفردات
وتحميل كل مفردة بدلالة مختلفة عن الدلالات السابقة لها تجعلك غصب عنك وبمزاجك تعيد القراءة ،
لتكتشف انك متورط معه في الفعل الشعري والانساني الذي يقترفه بقدية محببة ومقبولة فترى اشياء جديدة ،
لا يكتبها سوى أشرف عتريس صور جديدة ومعبره ، متكاملة ،
للوحات شعرية شعورية غارقة في بحور انسانيات المبدع التي ليس لها شطوط
أو حدود لتتناغم وتتواصل بشكل مغاير وماتع في نفس الوقت ،
فيدفعك الي أن تعيد القراءة ، فتواصل الصور وتدخلك في حالة من الصمت المتأمل .
هل نذكر سوياً مصطلح ما يُسمّى بحركة قصيدة النثر، وتزامن ذلك مع صدور المجموعة الشعريّة للشاعر الفلسطيني توفيق صايغ
تحت مسمّى "ثلاثون قصيدة" وكان روّاد هذه الحركة أربعة عشر شاعراً ومن أبرزهم محمد الماغوط ، وأنسي الحاج،
وأدونيس، وتوفيق الصايغ وغيرهم .
تقول الناقدة الفرنسية سوزان برنار في كتاباتها عّن قصيدة النثر انها قطعة موجزة بما فيه الكفاية،
موحّدة، مضغوطة ، كقطعة من بلّور ، خلق حرّ، لها
ضرورة فنية لدى المؤلف الشاعر في البناء خارجاً عن كلّ تحديد،
يبدو كشيء مضطرب، لكن إيحاءاته لا نهائية ويقول أنسى الحاج
قصيدة النثر قطعة نثر فنية، محملة بالشعر والايجاز والتوهج وتبتعد عن
المجانية والاستسهال ، فهي من حيث إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية،
والتي تعتمد على الألفاظ وتتابعها، ونبرها الايقاعي ، والصور وتكاملها،
والحالة العامة ما يفوق إيقاع القصيدة التقليدية القائم على الوزن الخليلي ،
فهي جنس فني جيء به لاستكشاف القيم الشعرية الموجودة في لغة النثر، وإيجاد مناخ مناسب
للتعبير عن التجارب والمعاناة التي يواجها الشاعر بتضمينه صوراً شعرية
عريضة تتسم بالكثافة والشفافية ، والاختصار والابتعاد عن الحشو والتطويل في
النص . هكذا فهم عتريس وحدد مفهومه عن قصيدة النثر العامية كتجربة تتخلى عمداً عن الوزن
والايقاع الظاهرى والبحور الخليلية والأنساق التقليدية التى
تعلمها أبناء جيلنا من قصائد الرواد فى كتابة قصيدة عامية تراهن على رؤية
وجمهور جديد وأرض مكتسبة بفعل التوحد والغزو المستعرض لقطاعات كبيرة
مجتمعية تبدأ من الجامعة ومراكز الشباب إلى ندوات الثقافة الجماهيرية وحلقات
التلفاز فى برامج أدبية متخصصة فى قناتى ( التنوير ، الثقافية )
فى حينها - التسعينيات وجمالها .. "
اذن قصيدة النثر لها إيقاع ومؤثرات صوتية خاصة بها خبرها جيلنا وكتب على
الموسيقى الداخلية التي تنشأ بين الكلمات في النص . كشكل شعري جديدٌ ومستقل عن الاشكال الشعرية الاخرى
وتطور وتجديد في الحركة الشعرية و ثورة على كل ما سبقتها من الاشكال الشعرية ومفاهيمها .
أننا امام شاعر غارق في الإنسانية بمفهومها الشامل الأعم ، وهذه الإنسانية هي السمة الاولي من سمات الديوان
الذي بين ايدينا بل كل دواوينه السابقة ، لذا اتخذ الشاعر من براح الشعر وجموحة الثائر اداء ليكشف بها عن إنسانياته
تلك التي بلا حدود ليؤكد ويتبسط ويتقرب موضحا رؤيته ليصل بنا الي تلك المشاكسة التي تبدو مستفزه
، لكنها تأكيد علي تلك الإنسانية الحقة بلغة الناس المعني بهم وهم شاهدون علي انسانياته
وهو يكسر حوائط الايهام بينه وبينهم مستخدما
براح قصيدة النثر وجنوحها وتلك الجرأة التى تعلمها من المسرح وكواليسه ،
ولغة الحوار بين الشخوص وترتيب الأحداث كيما يدهشنا دائماً ..


علاء سيد عمر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي