الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا للسلاح

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)

2022 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


صار من الطبيعي جدا ان يتعرض المحامين العراقيين للاغتيال والتهديد والضغط لأنهم يمثلون احد اطراف مشكلة مستعصية وصل بها العنت والعناد ان تعرض على القضاء ويطول بها امد النزاع ويضطر اطرافها الى تكليف محامين للترافع فيها نيابة عنهم ويقينا لكل طرف محام يمثله ، وكل واحد من الاطراف يخشى محام خصمه في ان يجر النار لقرص موكله ويخسره حقه ! وثقافة الكثير من الناس تعتبر ان المحامي جزء من المشكلة والخصومة وانه اصبح خصما لذلك تتولد الاحقاد والضغائن ضده وهذه بصراحة مشكلة خطيرة  لابد من العمل الجاد على مواجهتها من خلال التوعية المستمرة بأن المحامي ليس خصما ولا اساس المشكلة ؛ وان اغتياله او تهديده لا يوقف المسألة فسيتوكل غيره الالاف فلدينا 68 محام في العراق كلهم مستعدين التوكل في الدعاوى لأن هذا عملهم واختصاصهم فهل سيكون هذا الخصم القاتل نيرون روما ليقتل المحامين جميعا!! ثم اضافة الى الخطابات الاعلامية ينبغي على نقابة المحامين والمحامين ايضا اتخاذ ادق واسرع الاجراءات القانونية واكمالها حتى النهاية ليأخذ ليتخذ القضاء العادل قراره بحق المعتدي ويقتص منه .كما ان على العشائر العراقية الاصيلة عدم المساهمة في ابقاء المجرم متمتعا بحرفته من خلال التدخل لصالحه ومحاولة تبرئته او تقليل خسائره فهكذا مجرم خطير يعتبر عدو الجميع ولا يستحق من احد الوقوف معه .
بقي ان نشير الى نقطة هامة جدا وهي اننا بدأنا نسمع كلما اغتيل محام او تعرض للاغتيال تكثر المطالبات بمنح المحامين إجازة حمل السلاح وكأننا في عهد منطق الغاب وان الحق يؤخذ بالقوة والانتقام الفردي ، بصراحة نحن ضد المساهمة في كثرة تسليح الشعب فتسليح المحامين مشكلة أخرى ربما لا نشعر بها الا بعد ان يحصل ما لا يحمد عقباه ، كلا لأي سلاح خارج اطار الدولة ، لأن مواجهة الجريمة تكمن في تقوية اجراءات القضاء وتنفيذها ، وليس بكثرة توزيع الاسلحة واجازات حملها ، فهل يعقل ان يتسلح المعلمين والاطباء والصحفيين والمحامين والرياضيين وووو ، اين نحن اذن من العمل على تقوية الدولة وانهاء المظاهر المسلحة ، وهل وجود العصابات والمسلحين يبيح لنا ان نفعل مثلهم .
واجبنا الاساس كرجال قانون هو مأسسة الدولة وتمدينها وتقويتها واشاعة ثقافة القانون والقضاء بدلا عن ثقافة القتل والسلاح ، نحن اولى من غيرنا في ان نردد عنوان الروائي الكبير همنغواي " وداعا للسلاح " فلسنا رجال عصابات لتفتح شهيتنا نحو السلاح كلما الم بنا خطب ، وما تعرض له احد الزملاء في البصرة اخيرا داخل محكمة البصرة لأطلاق نار كفيل ببيان صورة المستقبل المظلم فيما لو تشاجر المحامين فيما بينهم او بينهم وبين منتسبي المحكمة او مراكز الشرطة وتبادلوا اطلاق النار ويا فشلة الفشلة حينئذ !!!!!
 

 
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر