الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين أجسام فبراير المضادة لمواجهة ثقافة زريبة الجماهيرية ؟

فتحي سالم أبوزخار

2022 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


من المؤلم جداً أن يصل الانحطاط في ليبيا بعد مواجهة الثائر/ة الفبرايري/ة لطغيان نظام دكتاتوري أمني أسقط الشعب في غياهب ظلمات زريبة الجماهيرية: بالإرهاب، والتجويع، والتجهيل، والتجسس، والفتنة، لخدمة استمراريته وإطالة عمره لأكثر من أربعة عقود.
لقد شلت زريبة الجماهيرية الفكر السياسي والأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي وأطلقت العنان لإبداع القبضة الأمنية وتفننها في سرقت أموال الشعب بعد تحريم وتجريم التجارة والعمل الخاص بدايةً ثم تحويل الشركات والمكاتب الخاصة إلى واجهات أمنية تخدم استمرارية الدكتاتور بل وبعد تفكيك الجيش الليبي ابتدعت الكتاب الأمنية تحت إمارة أبناء الدكتاتور لتكون إضافة للقبضة الأمنية. الشروخ والجروح في البنية الأخلاقية والاجتماعية الليبية التي تركتها ثقافة الغنيمة الجماهيرية مستمرة معنا لتاريخ اليوم ولم تندمل بعد. وعلاجها يتطلب وضع أصابعنا على هذه الجروح والقروح وتضميدها بل وعصر جروحنا حتى تخرج القيح والدم الفاسد من الجسم الليبي. يرى الكاتب ضرورة زرع اجسام مضادة في الجسم الليبي ترفض النهب والسرقة والصراع من أجل الغنيمة لتعافى ليبيا.

لماذا تستمر الأزمة؟
هناك عاملين أثنين، بدرجة عالية من الأهمية، لا ثالث لهما يلعبان أدوار متعددة في استمرارية الأزمة الليبية: العامل الخارجي والسلوك الداخلي. وبالرغم من أن للدور الخارجي ألأثر الأكبر إلا أن قوته يستمدها من الضعف الداخلي. والسؤال: كيف يمكن لنا أن نخطو خطوات نحو حل الأزمة في ليبيا؟ وهنا يقترح الكاتب في أخر مقالين نشرهما أهمية مبادرة من يصنعون الحياة ومن يمثلهم كاتحادات، ونقابات، وروابط مهنية في طرح مشروعهم والتصدي لحل الأزمة.

التدخل الخارجي:
بعد سقوط صدام حسين وإعدامه ارتعدت فرائصه واعترفت بأن الدور سيأتي على القادة العرب وصدقت نبوءته وهنا نود أن نراجع لماذا تمكن الغرب من اعدام الدكتاتور معمر؟
• معادة الشعب الليبي وزرع الشر بينهم بتخاريف فكر زريبته المنتصرة على القصر بعد تحريم التجارة والعمل الخاص فصار السيارة لمن يقودها والبيت لساكنة والأرض ليست ملكاً لأحد. وبتوسيع دائرة ضحايا الشعب الليبي ظل العداء مدفون بسبب سطوة الغوغائين والقبضة الأمنية.
• التدبدب في سياسته الخارجية المنطلقة من نرجسيته وغروره والمعتمدة على زرع الفوضى باسم التحرر وتمويل الانقلابين والمحاربين.
• البعد عن سياسة الحياد والمشاركة مع الجميع والتركيز على البناء الداخلي.

العامل الداخلي والمصلحة الشخصية:
بغياب الإرادة عند من يحرصون على استمرارية الحياة في ليبيا على المشاركة في حل الأزمة سيكون هناك صعوبة في الوصول إلى حل للأزمة. صحيح انتشار ثقافة الغنيمة بعد تحويل كل رجل وامرأة في ليبيا إلى متسول على أعتاب مصارف وجمعيات الجماهيرية وأسواقها الشعبية. باستثناء من يتم استقطابهم ضمن المنظومة الثورية لزريبة الجماهيرية فيصبحوا أصحاب شركات وتشاركيات خاصة مفاتيحها عند الدكتاتور. ومن هنا تجدر مفهوم أن الإدارة لتحقيق المكاسب الشخصية وخدمة الدكتاتور. واليوم في ليبيا انتشار وباء المصالح الشخصية على جميع مستويات الإدارة إلى أن تصل أعلى سلطة. وتعميق المصلحة الشخصية بين مسؤولي الإدارة في ليبيا أبعد مفهوم الواجب وخدمة الشعب ورعاية الوطن.
وما يمدد لأزمة ليبيا تجذر ثقافة شخصنة الوظيفة فالوصف الوظيف، حسب الملاك الوظيفي لزريبة الجماهيرية، هو تحقيق المصلحة الشخصية وبس، لذلك فجميع المتصدرين للمشهد في ليبيا لا يصلون لتوافق لأن مصالحهم الشخصية تعميهم عن مصلحة الشعب ورعاية الوطن.

لماذا نستدعي في سبتمبر "معمر"؟
مع احترامي وأسفي على من ضحك عليه دكتاتور العصر وصدق ترهاته وفكره البدوي التخريبي التدميري. لا يمكن لصناع الحياة اليوم في ليبيا المساهمة في حل الازمة والإدارة في ليبيا تسيطر على أغلبيتها "ثقافة الغنيمة" والنظر للوظيفة من رئاسة أصغر وحدة إدارية إلى أعلى وظيفة على رأس هرم السلطة، كفرصة لجمع المال وصناعة ثروة سريعة. ما لم تتبدل النظرة المتخلفة وتصبح الإدارة في ليبيا صناعة خدمات وصاحبة أخلاق مهنية وتنمية مكانية واقتصادية واجتماعية وتوسيع دائرة المستفيدين من أرصدة التنمية فلن يكون هناك حل للأزمة.

ما المطلوب؟
علينا جميعاً أن نساهم، بشكل مباشر أو غير مباشر وكل من مكان عمله، في نبذ ثقافة الغنيمة ورفض أن تكون الوظيفة لسرقة راتب بدون حضور وتأدية واجب أو استغلال للميزانيات وتوزيعها بين عقود وهمية تفتح المجال أمام الكسب الحرام السريع. بحرصنا على الارتقاء بنظرتنا للوظيفة سنحقق بها هدفين مهمين هما:

• نعم نظرتنا للوظيفة كخدمة وعطاء وليست لتحقيق مصالح شخصية بحتة سيخفض من مستويات الفساد الإداري والمالي بمؤسساتنا الخدمية.
• الارتقاء بمفهوم السلطة بحيث يصبح لخدمة الناس وبناء وتنمية عوضاً عن تناحر على مصالح شخصية يباع فيها الوطن بأبخس الأثمان.

بتنشيط مناعة الجسم سنضمن ستحقق إنعاش المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية العدلية سيكون العامل الداخلي خادماً لحل الأزمة أولاً، وسيحسن من نظرة المجتمع الدولي وتعامله مع الأزمة الليبية وإن اختلفت مصالحه فاتفاق من يصنعون الحياة في ليبيا ومصداقيتهم سيخفف من حدة الاختلاف الدولي وسيعمل على المقاربة بينهم وبذلك يتحقق الهدفين. عاشت ليبيا حرة.. تدر ليبيا تادرفت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟