الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السبهلله (28)

محمد أبو قمر

2022 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


1330 عاما تقريبا مرت منذ دخول جيش شبه الجزيرة العربية إلي مصر ، وبين دخول المؤامرة القادمة أيضا من شبه الجزيرة العربية والتي تعاون النظام السعودي آنذاك في إعدادها ضد مصر مع المخابرات المركزية الأمريكية .

عام 641 ميلادية جاء الجيش العربي بقيادة عمرو بن العاص قاصدا مصر ، وفي السبعينات من القرن الماضي بدأت جيوش المؤامرة السعودية الأمريكية من الأئمة والدعاة والمشايخ غزو مصر .

وحين تحاول الاطلاع علي أحوال مصر بين التاريخين فسوف تواجه بعمليات تزوير رهيبة تتعمد التشويش علي المصادر القليلة التي تتصف بالموضوعية والتي تستند إلي دراسات علمية منهجية وتعتبرها مغرضة وتتهمها بمعادة الاسلام ، لكن الثابت العقلاني الذي لا يقبل الشك هو أن دخول الاسلام أو أي دين آخر إلي مصر أو إلي أي بلد آخر غير مصر لم يكن بحاجة إلي جيش مسلح ، فقد انتشر الاسلام في مكة في بداية ظهوره وقبل اكتمال نزوله دون إجبار ودون إشهار السلاح ، وهناك مناطق كثيرة في العالم دخلتها المسيحية ودخلتها اليهودية ودخلها الاسلام دون أن تطأها قدم جندي واحد من الجزيرة العربية أو من أي منطقة أخري في العالم .

ثم إن أفراد الجيش العربي لم يكونوا من الملائكة المجنحين ، كانوا جنودا مقاتلين ، والثابت تاريخيا هو أنهم حاصروا حصن بابليون عدة شهور حتي اسقطوه ، واستمروا في زحفهم حتي تمكنوا من احتلال الاسكندرية ، والمعروف أيضا هو أن الهجوم علي مصر كان في خلافة عمر بن الخطاب ، ولم يكن القرآن قد تم جمعه بعد فقد تم جمعه في خلافة عثمان بن عفان ، وأن أحاديث الرسول وتعاليمه المكملة للرسالة لم يتم جمعها إلا بعد واقعة الهجوم علي مصر بحوالي 180 عاما تقريبا.

ومن المعروف أن رجال الدين لا شأن لهم بمنهجية البحوث العلمية لأحداث التاريخ ، ويميلون – نتيجة اعتمادهم علي مصادر أُحادية محددة يسبغون عليها القدسية عن عمد حتي تصير المعلومات المستقاه من هذه المصادر شأنها شأن الأحكام الدينية – يميلون إلي اختصار أسباب الحدث واختزالها في عبارات دينية عاطفية ، وبذلك يضيع التاريخ ، وتتشوه المعارف ، فحين يصيغون ما وقع لمصر عام 641 ميلادية بعبارة ( فتح المسلمين لمصر ) ، يخيل إليك وكأن مصر كانت مغلقة وجاء عرب الجزيرة ووضعوا مفتاحا في بابها فانفتح ودخل الجميع فكأن هذه البلاد لم يكن خلف بابها أحد من البشر.

بالطبع كان وراء الحملات العسكرية التي توجهت في البداية للبلاد المتاخمة للجزيرة العربية أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية أدت إلي توحد القبائل التي كانت متناحرة قبل ظهور الاسلام نحو أهداف محددة ، وبالطبع كان الاسلام من عوامل هذا التوحد ، وكان أيضا مصدر قوة وصلابة وإصرار الجند باعتبار مهمة نشر دعوة الاسلام مهمة إلهية مقدسة ، لكن من جهة أخري يعتبر إغفال ما ترتب علي هذه الحملات من ممارسات وحشية وهمجية ودموية سواء في العراق أو في الشام أو في مصر يعتبر ضربا من التمييع والتجهيل وأحد أهم وسائل الخداع والتمويه..
علي أي حال ليس هذا هو الموضوع ، وإنما كيف كان الثعلب يسمي نفسه دجاجة حتي يتمكن من خداع الطيور المسكينة ثم يسهل عليه التهامها ، هذا هو ما فعلوه حين تآمر النظام السعودي في السبعينات مع المخابرات المركزية لدحر المجتمع المصري من أعلاه إلي أسفله وتلقينه هزيمة حضارية شاملة يستحيل خلاصه من آثارها إلا إذا حدثت له معجزة ، أطلقوا علي هذه المؤامرة إسم " الصحوة الاسلامية " ، تماما كما فعل الثعلب الداهية مع الدجاجات المسالمة المسكينة الذي التهم ما طال من الطيور أما من أفلتت منه فلم يعد في مقدورها أن تبيض بعد ذلك .

حين يمكنك فصل ما فعله كل شيخ وكل داعية وكل رجل دين علي حده تنفيذا لبنود المؤامرة التي كان يجري تنفيذها علنا تحت أعين سلطة السادات وسلطة مبارك ، حين يمكنك استرجاع كل الفتاوي التي أفتي بها هؤلاء الذين انتشروا في ربوع الوطن في صور الملائكة المجنحة ستكتشف أنهم كانوا يفتون بطريقة انتقامية وكأن لهم ثأر قديم مع هذا الشعب ، إذ كيف يمكن تفسير قول أحدهم إنه صلي ركعتين شكر لله علي هزيمة المصريين عام 1967 ، أو كيف يمكن تفسير قول أحدهم إن المرأة ما هي إلا مصرف لتصريف شهوات الرجل الجنسية ، لقد كان دعاة المؤامرة الصحوية يدمرون المجتمع ويحطمون كل الأسس الاجتماعية التي جعلت هذا الشعب يظل طوال تاريخه الطويل صامدا رغم كل النوائب والمصائب التي تعرض لها .
كانوا يقولون في دروسهم الدينية وعبر شاشات التلفزة التي انخرطت معهم في المؤامرة : " إن المرأة المستورة أو المحجبة هي وحدها التي تنجب لزوجها أبناء يكون واثقا أنهم أبناؤه.

تحت الأسماء المزيفة يمكن وضع كل شيء ، أمكنهم تزييف التاريخ ، إفساد الأخلاق ، تسفيه العلم ، نشر الكراهية ، تحقير المرأة ، تحويل المرأة إلي مجرد وعاء جنسي ، تحويل الرجل إلي كائن غرائزي لا يفكر إلا تحت وطأة شهواته ، تحييد المرأة وإخراجها من معادلة الوجود الإنساني وتحميلها – لمجرد عدم ارتداء الحجاب – مسئولية كل مصائب المجتمع وكل مفاسده ، لقد تغلغلت مؤامرة الصحوة في كل التفاصيل الدقيقة لحياة المصريين الشخصية حتي باتت العلاقة الحميمية بين الرجل وزوجته أشبه بجريمة اغتصاب بالغة التعذيب والقسوة وليست علاقة تجري في إطار من الود والحب والألفة والإنسانية.
لقد بدأت هذه الكارثة في السبعينات ومازالت فصولها تتوالي .
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي