الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبدأ التسابق يعرقل تطور مسرح الثقافة الجماهيرية !!

محمد عبد المنعم

2022 / 7 / 8
الادب والفن




- مسرح الثقافة الجماهيرية منوط بتوعية الجماهير وتنويرهم وتثقيفم؛ إذ يسعى إلى رفع مستوى الوعى المجتمعى لدى جموع الناس، والارتقاء بالذوق العام، والمساهمة فى تطوير الثقافة المصرية؛ وذلك من أجل مواجهة آفة العقم الذى أصاب شتى مناحى الحياة، ومحاولة إصلاح قدر لابأس به من التردى السائد فى بنية المجتمع. وكى ندعم دوره بشكل جاد يجب أن نُشرك جميع المشاركين فى أنشطته من مختلف أقاليم مصر فى تقييم أوضاعه، وطرح المشكلات التى تعوقه، والمشاركة فى اقتراح الحلول الخلاقة القابلة للتنفيذ، دون اقتصار ذلك على النخبة فى القاهرة.

- وهناك قصور كبير من جانب الناحية النقدية تجاه هذا المسرح؛ فلم نجد مطلقاً خلال مواسمه المسرحية حركة نقدية نشطة فى كل محافظة من محافظات مصر تهتم به من خلال متابعة العروض ونقدها عبر حلقات النقاش المواكبة لليالى العرض فى محافظته، أو حتى النقد على صفحات الجرائد المتخصصة التى تتابع فعاليات العروض يوميا فى كل محافظة، بل اقتصرت الحركة النقدية على العروض التى يتم تصعيدها للمهرجان الختامى بالقاهرة باعتبارها صفوة عروض الموسم المسرحى الموجهة للنخبة، وهذه صورة من صور التنمر الفنى غير المقصود يجب تلافيها.

- أما عن المتابعة الإدارية من قبل إدارة المسرح بالقاهرة فقد شهدت هذا الموسم تقدماً ملحوظاً على يد الصديق الفنان مهندس/ محمد جابر الذى كان حريصاً منذ بداية الموسم على حل كل المشكلات الإدارية التى تعرقل ظهور بعض العروض بالشكل اللائق، معبراً دوماً عن حرصه الدائم على تقديم موسم مسرحى مثمر، ومؤكداً أن الجميع شراكة فى مسرح الثقافة الجماهيرية، وأذكر له سعة صدره لمتابعة مشاكل مابعد العروض أيضاً وتدخله الفورى لحلها؛ فهذا ما يُحسب له فهو رجال المهام الصعبة.

- وبالنسبة إلى موضة التسابق التى اجتاحت مسرح الثقافة الجماهيرية، فقد أثبتت كل المواسم المسرحية السابقة بالأدلة والوقائع الدامغة أن التسابق له حسابات أخرى فى أذهان الكثيرين سواء أكانوا مخرجين أم كانوا لجان تحكيم، وهو آفة كبرى من آفات التردى التى أصابت هذا المسرح على المستويات كافة، وهذا مانوضحه فيما يأتى:

أولاً : يعتقد البعض اعتقاد خاطىء بأن الأسهم الكبرى تذهب للعروض التى تتأسس على نصوص المسرح العالمى – رغم أنها بعيدة كل البعد عن قيم مجتمعنا وهمومه ومشكلاته – متغافلين كُتابنا المصريين ونصوصهم التى تحوى نبض رجل الشارع بكل طبقاته وفئاته المستهدفة؛ مما يضر بالمؤلف المصرى؛ إذ يتسارع المخرجون على تقديم المسرح العالمى ويهمشون النص المصرى والعربى جانباً، وتساعدهم لجان التحكيم فى ذلك حين تصر على تصعيد هذه النوعية من العروض، فيصبحون مشاركين فى الجرم على حدٍ سواء.

ثانياً : هناك بعض الأفراد من لجان التحكيم أصبحت تراعى فى المقام الأول ماتحصله من مكاسب من وراء العروض التى تصعدها بغض النظر عن مدى جودتها وإتقانها؛ بمعنى أن هذا المخرج أو ذاك له ضلع أو له داعم قوى فى وزارة الثقافة، وبالتالى ترى اللجنة أنه "مينفعش عرضه ميتصعدش"؛ لماذا؟ لأن هذا المخرج موظف فى الثقافة الجماهيرية أو البيت الفنى للمسرح، أو يرأس أحد المهرجانات التابعة لوزارة الثقافة أو يعتلى منصب مدير أحد المهرجانات أوغيرها من المهام الرفيعة بوزارة الثقافة؛ ومن ثم يجب تصعيد عرضه فوراً ووضعه على مصاف العروض المتسابقة حتى تنال لجنة التحكيم الرضا من أصحاب الحظوة، وتحقق المكاسب المرجوة كالاستضافة فى فعاليات هذه المهرجانات بأى صورة.

ثالثاً : من جانب آخر نجد هذا المخرج أو ذاك له حاشيته من أصحاب الصوت العالى ممن يتوعدون لجان التحكيم إذا تجاوزتهم فى التصعيد؛ حيث أنهم سينالون من الجزاء ما لايُحمد عقباه؛ ومن ثم تتجنب لجنة التحكيم ذلك الأمر منذ البداية حفاظاً على كرامتها، فتسارع إلى تصعيد هذا المخرج أو ذاك حتى تنال مدحاً ورضا من قطاع عريض من المسرحيين، قطاع له صوته العالى الذى يرعب القاصى والدانى.

وهكذا أصبحت هناك أطراف كثيرة من صناع الثقافة الجماهيرية تحيد بعيداً عن الهدف المرجو، بل أصبح الجميع يتفنن فى كيفية الفوز والتصعيد؛ مما خلق الكثير من المشاكل بين الأطراف جميعها، وبدأ هذا المسرح يفقد دوره الريادى فى المجتمع، بل تسبب ذلك فى إشعال نبرة "التشكيك" كشعار عام يميز هذه المرحلة من عمر مسرح الثقافة الجماهيرية.

- لذلك أُفضل إلغاء التسابق من الأساس، وأدعم هذا التيار بشدة، وأدعو للعودة بمسرح الثقافة الجماهيرية إلى فطرته الأولى بحيث يعود ثانياً مسرح للجمهورالعادى وليس للنخبة المثقفة. وفى اعتقادى أن الآثار التى تترتب على إلغاء التسابق ستكون فى مجملها آثاراً إيجابية؛ إذ سيضطر الجميع إلى أن يعمل من أجل أن ينال رضا الجمهور العريض لا رضا النخبة ولجان التحكيم والمسؤولين، وبذلك سيبذل الجميع قصارى جهده كى يقترب بمسرح الثقافة الجماهيرية من جموع الناس البسطاء، وسيجتهد فى أن يقدم الفن الحقيقى الذى يشتبك معهم ويتجاوب مع أفكارهم؛ ومن ثم سيُحقق هذا المسرح هدفه مع مرور الوقت، وسيستعيد دوره الريادى الخصب كما كان فى عهد سعد الدين وهبة ومعاصريه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إسرائيلي يعيد بناء أنفاق حماس تضامنا مع المحتجزين الإسر


.. صابر الرباعي: أتمنى المشاركة في عمل كوميدي مع أحمد حلمى أو ه




.. البلالين ملت الاستوديو?? أجمل أطفال الوسط الفني مع منى الشاذ


.. كواليس أخطر مشهد لـ #عمرو_يوسف في فيلم #شقو ????




.. فيلم زهايمر يعود لدور العرض بعد 14 سنة.. ما القصة؟