الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل شيء على ما يرام، الجميع يؤيدون الأبرتهايد

حجاي العاد

2022 / 7 / 8
القضية الفلسطينية


سواء تم تمديد انظمة يهودا والسامرة أم لا، فانه لن يتغير أي شيء هنا. الجولة الحالية كشفت أن السلطة الإسرائيلية هي أقوى من أي قانون

أنا لا اعرف لماذا قرر رئيس الحكومة المغادر، نفتالي بينيت، الاستقالة من منصبه. ولكن هناك أمر واحد يمكن ومن المهم توضيحه الآن. السبب الذي ذكره، انعدام القدرة على تمديد انظمة الطوارئ في الكنيست (يهودا والسامرة- الحكم على المخالفات والمساعدة القانونية) من العام 1967- هو رواية مريحة قرر أن يتبناها.
لكنها لا تعد أكثر من رواية مريحة. لأنه ليس بسبب انظمة يهودا والسامرة (الضفة المحتلة) سقطت الحكومة وليس بسببها نحن نذهب الى الانتخابات. وما تم الكشف عنه هو بالضبط عكس ما قاله: ليس الخلاف هو الذي مزق الكنيست، بل الاجماع الشامل.
حسب الرواية، التي تعتمد على الانظمة كمبرر، 1 تموز 2022 كان يمكن أن يكون اليوم الاول لانهيار "النظام العام الروتيني في يهودا والسامرة"، وتحطيم علاقة اسرائيل مع هذه المناطق من البلاد. اليوم الاول لـ "الغابة" و"الفوضى"، هذا اقتباس لوزير القضاء، جدعون ساعر، في الكنيست. ايضا المستشارة القضائية للحكومة، المحامية غالي بهراف ميارا، التي لا تكثر من التصريحات على اقل تقدير، لم توفر في وصف الهاوية المقتربة في منتصف الليل بين حزيران وتموز، وهي هاوية من جهة النظام العام المرغوب فيه، ومن الجهة الاخرى الفوضى المهددة.
هل نحن سنسقط في الهاوية أم سننجوا في اللحظة الاخيرة؟ لم ينتظر عدد كبير جدا من حابسي الانفاس في أي يوم قرار حول موضوع الانظمة، الذي كما يبدو لم يسمعوا عنه في أي يوم من الايام. على أي حال، يمكننا الهدوء. فالكنيست قامت بحل نفسها قبل منتصف تلك الليلة، وهذه الانظمة تم تمديدها بشكل تلقائي. ولكن هل حقا كنا على شفا الهاوية؟
أولا، سواء تم تمديد الانظمة أم لا فانه لم يكن لشيء أن يتغير. آلاف السجناء الفلسطينيين لم يكونوا لينتقلوا من هذه الجهة للخط الاخضر الى الجهة الاخرى. والمستوطنون لم تكن لتبدأ محاكمتهم فجأة في محاكم عسكرية. ولم يكن ليسقط أي جدار محصن من النظام العام.
على سبيل المثال هاكم ما حدث مؤخرا عندما لم يتم النجاح في تمديد قانون مؤقت (بالتأكيد مؤقت): القانون العنصري الذي يمنع فلسطينيين من الزواج غرب الخط الأخضر، اذا كان أحدهما مسجل في شرق الخط الاخضر.
هذا القانون انتهى سريانه في تموز 2021. وعندما انتهى سريانه ماذا حدث؟ هل آلاف الازواج الفلسطينيين كانت لهم فجأة القدرة على الحصول على مكانة؟ لا. سواء كان هناك قانون أم لا، وزيرة الداخلية، أييليت شكيد، واصلت السياسة السابقة. بعد نصف سنة قالت المحكمة العليا شيء حول هذا الموضوع.
ومع مرور بضعة أشهر اخرى تمت اجازة القانون مرة اخرى. وسواء كان هناك قانون أم لا – الفلسطينيون لم يستطيعوا ولا يستطيعوا ولن يستطيعوا الحصول على مكانة هنا. سواء كانت هناك انظمة أم لا – مكانة اليهود في المناطق لن يتم التقليل من شأنها، لأننا سادة البلاد، جميع البلاد.
ثانيا، يجب الانتباه الى المزيج الفكري الذي يريد أن يعرض الوضع القائم (نعم للأنظمة) كـ "نظام" مقابل الكارثة المتوقعة (عدم وجود انظمة)، على اعتباره "فوضى". كيف بالضبط الواقع القائم الذي فيه ملايين الرعايا يعيشون بدون حقوق منذ 55 سنة هو نظام؟ ولماذا المستقبل الذي يقوم على انظمة الأبرتهايد هو "فوضى"؟
أحد الشروط الاساسية لسلطة القانون هو أن الجميع متساوين امام القانون. انظمة يهودا والسامرة مثل مكونات كثيرة اخرى في نظام الابرتهايد، هي العكس المطلق للمساواة امام القانون. لذلك، في جوهرها هي جزء من الفوضى، الاضطراب الاخلاقي، الفوضى الشاملة لصورة نظام يفضل مجموعة عرقية وطنية على مجموعة اخرى.
ثالثا، المسرحية حول انظمة يهودا والسامرة لا تكشف الخلاف، بل بالعكس، هي تكشف اتساع الاجماع الشامل في اوساط الجمهور وفي الكنيست فيما يتعلق بتفوق اليهود على الفلسطينيين. هذا الاجماع واسع جدا ومريح جدا، الى درجة أن الجميع يعرفون جيدا بأن هذا الامر لن يتغير.
وهذا هو السبب الوحيد في أنهم كانوا على استعداد لـ "اللعب بالنار" في موضوع الانظمة، حيث أنه كان من الواضح أن الامر يتعلق بنار باردة. لو أنه تم طرح قضية جوهرية على طاولة البحث لما كانوا سيقتربون منها أبدا.
نعم انظمة أو لا انظمة، كما كشفته الجولة الحالية (بالضبط مثل جولة قانون المواطنة قبل سنة) هو أن السلطة اقوى من أي قانون. ولأن الحقائق الاساسية للسلطة – ليس خطوات سياسية عابرة- هي التي تقرر فلا يوجد أي شيء يدعو الى الانفعال. كل شيء على ما يرام. الجميع يؤيدون الأبرتهايد وهم شركاء فيه (شكرا لحكومة التغيير على توضيح هذا الجانب).
وإذا كانت هناك حاجة الى ذلك فان الجوانب الرسمية سيتم علاجها في وقت ما، والفلسطينيون سيواصلون العيش حسب قوانين الغابة الاخلاقية التي نمليها عليهم. أو بالترجمة العبرية "سلطة القانون".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب