الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقة الوسطى المثقفة النظيفة . . عيد مصادرة حق العيش

أمين أحمد ثابت

2022 / 7 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


عيد الاضحى او كما يسمونه في اليمن وتونس وربما غيرهما من البلدان العربية . . التي تعرفه ب ( عيد الاضاحي ) . . . .
من صغري اعتدنا نذبح اضحية في هذا العيد ونخرج منه الصدقة وجزء اخر لحق الجوار ومن العائلة الذين لم يذبحوا هذه المرة والمتبقي إلتحامه في الاسرة ومن يحل ضيفا علينا ، وعند جهوزية الغذاء المتنوع تجري مبادلات المجاملة بين الجوار - هو نفس الامر منذ صرت كبير اسرة . . نتبع ذات العرف الى جانب ممارسة العادات الملحقة اجتماعيا مثل غيرنا - منها زيارات الارحام والاهل وتوزيع العيادة على الاطفال . . حتى من تصادفهم في الشارع وتعطى ما تقدر عليه لسائل ذي احتياج . . . .
من يصدق - لأسرة تعد ذات دخل فوق المتوسط - لم نعرف إن لم اقل نسينا تماما اضحية العيد منذ 8 سنوات حتى اليوم ، بل أن مائدتنا لشراء كيلو من اللحم الذي يقل وزنه من وزن العظم - اردت تشتري او اذهب واشتري دجاجة . . هو ما يقال لك في وجهك لو اعترضت لتقليل نسبة العظم . . هذا إذا لم يرفع الجزار ساطوره عليك وولدانه إن لم يضربك فعليا ، فأنت نكره ما دمت غير قادر تشتري لحم ليش تتجرأ - فشخصيتك المدنية المهذبة لا تشفع لك - وإن اشتريت فتكلفة الوجبة الواحدة اصبحت تعادل صرفية تغذية لمدة اسبوع - الكيلو لا يكفي عدد افراد العائلة كل واحد قطعة صغيرة ، فأغلبه عظم وشحم يذوب في القدر المضغوط - المهم المرق وكان اللحم فيها وإن قليلا ، كويس شفنا اللحمة - منذ الاربعة سنوات الاخيرة في ثمانية اعياد ( الفطر والاضحى - غالبيتها بنسبة 85% الدجاجة بديلة للحم الماشية - ماذا عن الاسر الفقيرة وتحت حد الفقر ، يبدو انهم يعانون من توفير وجبتين او وجبة فول او فاصوليا في كل يوم طوال 8 سنوات .
المهم فيما سيأتي ، فالاسر المتعلمة المدنية - الطبقة الوسطى - الموظفة . . هي التي صودر عنها واقعا طوال سنوات 8 أن تتذوق وجبة واحدة فيها تحتوي على لحم الماشية ، لا رواتب لها ومن له راتبا في منطقة نفوذ طرف اخر لا يستلم من راتبه التافه ( مقارنة بالغلاء الذي نما 30 مرة مقابل توقفه الى ما قبل 15 سنة ماضية ) ، ولذا ليس من طاقة هذه الاسرة تناول اللحمة حتى في عيد الاضحى - وليس من حين لآخر - أي الكلام المهم هنا ، والذي نقصد به ك ( أمر غريب . . لا يستوعبه العقل ) :
- أن المتسولين يتناولون وجبات غذاء اكثر وافضل وبعدد مرات 3 او اكثر في اليوم ، بينما الاسر الموظفة المفترض بها أن تكون معاشيا متوسطة الدخل غير محتاجة كاؤلئك من الطبقة الفقيرة محدودة الدخل او ما دونها . . اصبحت تتناول وجبة الفقراء لمرة واحدة في اليوم ، ما يجعلها مفتقرة للتغذية الصحية وتتدهور عاما بعد عام - مثل ذلك فقدانها للعلاج والتطبب . . بينما يمكننا واقعا رؤية الصعاليك والمتخلفين الذين لا يجيدون اي عمل سوى التبجح والتسلط على الناس ليس بمقدورهم فقط دفع المبالغ الكبيرة للعلاج ، بل وشراء القات اليومي بمبلغ لا يتحصل عليه كبير الاسرة الذي انفق عمره لعقود في خدمة الدولة .
- لم تعد الاسر التجارية توزع من اضحية العيد لمن يجاورونها من هذه الاسر الرفيعة عزيزة النفس ، يكتفون ببهجة لحمة العيد داخليا او دعوة ضيوف غير محتاجين من النهابة لأغراض ربط المصالح في الصداقة ، حتى أنهم لا يتذكرون - رحمة - اهلهم من الفروع الفقيرة او المنكوبة من الطبقة الوسطى . .
- إذن في العيدين يشتري الاضحية اللصوص الكبار والنهابة المتوسطين والمتسلطين ، ويشتري صغارهم كيلوات عديدة من اللحم الاحمر . . ليس في العيدين . . بل تجدهم بين يوم واخر عند الجزارين طوال 8 سنوات . . .
- اعرف مئات وعشرات ممن هم ليسوا بعيدين اقامة من مكاني - مثل حالتنا - يقولون في اعلام الشرعية واختيها وملحقيتيها المحلية او في الفضائيات العربية والاجنبية ، أنه رغم الغلاء ومهانة عيش الفقر . . يفرحون اليمنيون بالعيد ويسهل لهم عيش الفرحة بتناول ( لحمة الكبش او الماعز او العجل او الثور ) من خلال اهل الخير المتصدقين بتوزيع لحوم الاضحية للمعوزين وذوي الفقر المدقع والمحتاجين ، هذا غير المنظمات الاهلية والمنظمات الدولية ) - لم اعرف مرة واحدة منذ 8 سنوات أن ذكر مئات والاف المدرسين والمدرسات بأسرهم وغيرهم من الموظفين المحترمين والمتقاعدين - أن وزعت عليهم الاضاحي او مساعدات مالية او عينية لأسرهم المحتاجة - إن الجميع يعرف أن من امتهنت كرامتهم واسرهم وفرض عليهم الدمار والفاقة هم الموظفين الحكوميين - من ادنى درجة وظيفية الى اعلاها بما فيهم درجة الاستاذ دكتور اكاديمي . . عامل او متقاعد - بينما بقية فئات طبقات المجتمع لا تعاني من درجة الامتهان تلك ، فكل المساعدات تنهب من سلاسل فساد بمسمى حكومي او اهلي ، وما يرمونه من الفتاة يوزع الى من هم محسوبين عليهم . . تقديرا ، ويكون ذلك من خلال وسطاء .
بعد ما سبق ، أهناك من سيجادل ؟ ؟ ! ! ، وفوق كل ذلك نجد افراد هذه الطبقة المنكوبة باستهداف قصدي واكثرهم الشرفاء . . الى جانب اولادهم وبناتهم المتعلمين يكثرون الهرطقة في المواضيع التافهة والتي لا معنى لها . . كما لو انهم ذل عيشهم لا يعنيهم - هذا التطور الذي وصلنا إليه في اليمن - والدول العربية ليست عنا ببعيدة مع اختلاف الظروف - قبول طوعي مشلول العقل بحياة لا تعيشها الكلاب المشردة ، التي تجد عظمة ترمى لها هنا او هناك او قد تجدها في القمامة الملقية من مخلفات غذاء النهابة المتخلفين والانتهازيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم