الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهادة في حق القاص عبد الرحيم الرزقي م نور الدين بن خديجة

عبد الرحيم الرزقي

2022 / 7 / 9
الادب والفن


ـــ قلبي سيكون له شكل جذاء ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شهادة في حق القاص عبد الرحيم الرزقي ...



ـــ قلبي سيكون له شكل حذاء
إذا كانت لكل قرية حورية ساحرة
ولكن الليل طويل حين يستند على المرضى
وهناك سفن تبحث عن من يرمقها
حتى تغرق في اطمئنان .. ـــ فيديريكو غارسيا لوركا .


....
...

حين نقدم شهادة عن متدع .. يطرح سؤال مؤرق : ما جدواها ؟.. وما ستضيف لمنجز هذا المبدع ؟ ! .. ... ثم هذه الشهادة هل هي محايثة أو مكملة لرؤية نقدية لتجربة هذا المبدع ؟.. ثم هذه الشهادة ..ما الجانب الذي يجب أن تركز عليه ؟ هل على النص الابداعي للمبدع ؟ أم على الجانب الانساني أو الشخصي الداتي لهذا المبدع ؟ ..
ثم هذه الشهادة ألا يمكن أن تسقط في الإخوانيات وربما المجاملات التي قد تحجب أحيانا أو تشوش على الجانب الإبداعي للكاتب ؟ .. ثم هطه الشهادة هل يتوفر لها جانب حرية تقييم هذه الشخصية المبدعة دون إحراج يستدعيه الحياد أو حب مفرط يغيب الموضوعية . ثم هل ثقافتنا تخلصت من ــ قدسية المبدع ــ وتقديمه كنموذج أخلاقي متميز ؟!..
إن الشهادة أو حتى السيرة الذاتية أو الغيرية مازالت تمشي على حد السكين كجنس أدبي . فما زالت هناك الخطوط الحمراء .. والرقابة الذاتية كذك حاضرة بقوة . بل مازال أحيانا ينظر للأدب أو الفن عند البعض كانحراف أو كمس أو بلية يتعوذ بالله منها .. وهنا تكون رقابة الأسرة كذلك حاضرة وحادة ـــ استحضر هنا موقف أسرة أحد الفنانين التي طالبت بعدم نشر ابداعاته باعتبارها تسيء لروحه .. والخطير أن هذه الأسرة لاتدرك أو تدرك ما كان يغنيه هذا الفنان الملتزم من أشعار لكبار الشعراء ...ـــ
إذن في هذا الخضم كيف سأقدم شهادتي عن الصديق والأخ القاص عبد الرحيم الرزقي ؟!...
أولا من خلال معاشرتي للصديق عبد الرحيم الرزقي والتي تجاوزت العشرين سنة .. أقر بأن إبداعاته السردية لا تنفصل في الغالب عن حياته الشخصية .
سأتعرف عليه .. دون أن يعرفني من خلال نصوصه التي كان ينشرها في ثمانينات القرن الفارط بجريدة بيان اليوم أو بملحقها الثقافي ..فكانت نصوصه مختلفة ولافتة للنظر ... ثم سأصادفه شخصيا بمقر منظمة العمل الديمقراطي الشعبي أنذاك بداية التسعينات .. حين أسسنا نحن مجموعة من ذوائف اليسار أنذاك أول لجنة محلية للمعطلين بالمغرب بمراكش .. فكان علينا أن نعرف بقضيتنا ونربط علاقاتنا بحلفائنا الموضوعيين أنذاك وخاصة قوى اليسار لنيل الدعم المادي والمعنوي لهته الحركة الجنينية ... سألتقيه هناك .. وإلم نتبادل الحديث .. كان يتدرب مع مجموعة من شبيبة المنظمة حول أغان ملتزمة .. وهنا شأعرف فيه موسيقيا متمكنا ... فهو بالإضافة لكونه قصاصا .. عازف متميز ومؤد للكلاسيكيات الغنائية لمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وغيرهم . بل وسبق له نظرا للحاجة المادية أن اشتغل بالملاهي الليلة والفنادق مغنيا .. ثم كفر وهجر هذه التجربة ـــ
المرحلة الثانية .. ومنها ستتوطد علاقتنا .. كنت أنا والصديق الناقد والمهتم بالشأن الفلسفي عبد الصمد الكباص والشاعر المغترب بألمانيا المهدي العلوي قد أسسنا لتجربة ـ كراريس تيزي للتداول الشعري حيث سيتحلق حول هذه التجربة الشاعر عبد العاطي جميل وآخرون .. ومن خلال عبد العاطي ساتعرف على عبد الرحيم شخصيا حيث كان يلح على التعرف علي وعلى تجربة تيزي .
هذه الفترة كانت مميزة .. واعتبرها كانت فترة صعاليك الأدب عامة والشعر خاصة .. فقد أصدر شباب صاعد العديد من المستنسخات الشعرية .. ابتداء بالغارة الشعرية مع عدنان ياسين وكراريس تيزي وتجربة المركب الشعري مع ابراهيم قازووعبد العاطي الخازن ومحموعة الصعاليك الجددو تجربة دبوس ومكائد شعرية مع عبد الله متقي وعبد الغني فوزي وغيرها .وفي القصة مجموعة الغاضبون الجدد .. وهي تجارب مقاومة حفرت أسماءها على الصخر .. خارج المؤسسات الحزبية والملاحق الثقافية التابعة لها . وعبد الرحيم لإعجابه بالتجربة كان يطرح بإالحاح انفتاح التجربة على المنجز القصصي . وقد تم هذا في ما بعد مع الأعداد الأربعة الأخيرة من تيزي الشعرية .
هكذا كنا نحس بأننا جيل يتيم .. متخلى عنه .. وبذا كان لزاما ألا ننتظر جاز مرور من أي جهة ... فاعتمدنا على أنفسنا عبر الدعم الذاتي والنشر والتوزيع من يد ليد أو عبر صناديق البريد ـــ قبل أن يظهر البريد الإلكتروني ــ
في ظروف العطالة المزمنة أنذاك ستتوزع يومياتي بين اعتصامات ووقفات المعطلين والمسرح والاشتغال بورشة الوالد بأحد أسواق الصالفرصة ناعة التقليدية التفرعة عن سوق السمارين بمراكش العتيقة .. وهنا سار تفقد عبد الرحيم الرزقي ممكنا حسب الظروف .. فكلما أنهيت عملي بالورشة .. أو تحينت الفلاينفصل عن حياته رصة للتهرب من العمل تحت دريعة معينة أزور عبد الرحيم بمنزله بحي القنارية المجاور لساحة جامع لفنا ... سأتعرف عليه أكثر هناك .. وسأكتشف أن مايكتبه من قصص لاينفصل عن حياته وما يعيشه ويعايشه .
ذاك المنزل .ز لم يكن منزلا إن لم نقل ساحة جامع لفنا مصغرة ومجسمة في فناء الدار البلدية بكل مواصفات المنزل المراكشي العتيق .. كانت تلك الساحة قاع الدار حاملة بكل متناقضات المجتمع المراكشي .. بل وبمختلف شرائحه .
هناك في قاع الدار الساحة .. تجد المثقف ــ الاستاذ ــ الدكتور ــ والمناضل اليساري والحرفي والمرشد السياحي وشعرا وقصصاصون عابرون وأوربيون أحيانا أو حتى عراقيون .. فكل غاو يسوق غاو لساحة الرزقي الشهيرة .. حتى المنبودون يجدون قلبا رؤوفا يظلل عليهم .... وكل هؤلاء طبعا مروا من سرديات عبد الرحيم . جو حافل طبعا بضجيج منظم خاصة حين تتصاعد حمى الطلا .. فكل ما كنت متجها لساحته أتذكر مطلع قصيدة مظفر : المشرب ليس بعيدا ...
هذا الضجيج يفتر ويهدأ بمجرد ما أن يدوزن الراوي الممسك بخيوط الحكاية عوده .. ثم يبدأ الغناء والتسلطن أو وهو يقرأ بضع سردياته التي تفاجئ أحيانا بعض الحضور بذكر اسمه .. فتفرحهم حيكا وحينا تغضبهم .. وكذا قد يقرأ بعض الشعرا العابرين قصائدهم وسط جمع من الشطار والصعاليك ,, أو حين ألح عبد الرحيم بأن أزوده بأشعار مظفر النواب التي لم تكن متاحة أنذاك .. وأنا كنت أقتنصها ولو في لهب من نار .. حيث كنت أبدل مجهودا كبيرا لإجراجها من الكاسيط وتدوينها وفيما بعد عبر الانترنيت الذي كنت أجهل التعامل معه .. فقذ يعرفني مجاهله شاعر من حلقة تيزي لا أعرف مصيره الآن الصديق خالد الراوي الذي انقطعت عنا أخباره .سيدعوني الرزقي لقراة هذا الساحر مظفر أمام هذا الجمهور العجيب الغريب في تلك الساحة الأغرب .. وسينبهر هؤلا ء الشطار والعيارون خاصة بهذا الشاعر بل وبفصيحه رغم تحليقات مظفر أحيانا السوريالية والتجريدية .. بل وسيتناهبون تلك الأوراق .. ليدعوني عبد الرحيم لإعادة كتابتها .. لقد سرقوها مني أخي نور الدين ..قال لي أح
هم هذا شاعر خطير زكبير ويفهمنا ..
عبد الرحيم افضل من حفظ أثر المدينة بحواريها وأزقتها وشخوصها ـــ سيؤرخ فعلا لشخوص كان سيطويهم النسيان ...
هذا الحكواتي المراكشي غير معن بأبطال إيجابيين أو إشكاليين .. بل هو عين راصدة وفاحصة لشخوص مراكشية واقعية من لحم ودم .. شخوص من عينة قاع المدينة .. شخوص الهامش والنبذ والإقصاء . عين حاذقة ترصد تحولات المدينة وتقلباتها زمن العولمة .. حيث ضاع المراكشي ضياع إفراد البعير المعبد حسب توصيف طرفة بن العبد لمأساوية الاغتراب .
عبد الرحيم تؤججه نفسية الفقد والحرمان : فقدان الأم ثم الحبيبة ثم مراكش التي في خاطره .. تلك التي أجهزت عليها وحوش العولمة والتغول التسييحي ...ولهذا يوثق لها ويبرز خباياها وخفايا ها تواريخها وأمكنتها وزواياها ... يوتق لها بعين حاذقة حتى لانتناسى أنها كانت هنا بل ومازالت في أعماق أعماق كيانه .
عبد الرحيم يعيش المدينة بخيار الصعلوك النتيل .. وهذا جزء من حساسية المراكسي وبعض طباعه المتطرفة حينا .. أو بخيار المتصوف لابس الدربالة القنوع العفيف ... بل ويذكرني حينا بالشرقاوي مول لحمام أحد متصوفة هداوة أصحاب السياحة في الأرض
..
....
هذا الانزياح والانحياز للمهمش للمنبوذ للمبتذل أثر في تجربته الابداعية من ناحية اللغة الاساليب والمضامين .. ففي نصه الابداعي تتداخل المفردات بين الفصيح البليغ الباذخ النخبوي وبين الدارج المنحط والسوقي حيث لافواصل ولا حدزد بين هذه المفردات .ز بل هناك تداخل وتعايش سلس دزن إسفاف أو تكلف وتصنع .. هذا التلاعب باللغة بالأساليب بتداخل الأحداث والأزمنة والشخوص الواردة حينا من حيث لاتدري ... لايشبهه إلا تلاعب الساحر بالمتفرجين المشدوهين المبهورين .. كأنهم في عالم من عوالم ألف ليلة وليلة .. ولكنها سريات ألف ليلة وليلة مراكشية من حوادث عصرنا الحالي أو الخالي دون فواصل طبعا .
أظن أن خلف قناع القاص الحداثي يقبع شامخا الراوي الحكواتي بكل عدته من سرديات ألف ليلة وليلة وكذا المقامات التي رصدتلمجتمع بغداد والعرب في فترة شائكة بتحولاتها وتقلباتها .. هذا الراوي هو من يحرك خيوط أحداث وشخوص أزمنة مراكش وتحولاتها وتقلباتها .. فتنتها وقبحها .. نبلائها ومنحطيها ... طهرانياتها ودنسها ....
بالفعل من السرديات الرزقية مروا .. بأسمائهم الفعلية أو الحركية أو المفتعلة .
أيها الصديق العزيز لك الفضل في أن أعدت علاقتي بالمدينة وبفئاتها المختلفة في حقيقتها وواقعها الملموس .. مما سيؤثر في تجربتي الشعرية بشكل فاعل ومتفاعل .
لك كل الود ولكل الصعاليك الذيك شاطروك همك وبوحك وظرفك ونبلك . ..
أقول شهادتي هذه وأتمنى ألا أبالغ وما بالغت ولا وفيتك حقك .. أيها القلب ــ الحذاء المشاء الذي لا يطل ولايتعب .. بحثا عن حورية المدينة الأسطورية .. فمن تكون يارزقي ؟... وتلك حكاية أخرى لايسعها مقال ولا مقام .



ـــ محمد نور الدين بن خديجة ــ مراكش الحمراء

ـــ تم الإدلاء بهذه الشهادة في حفل توقيع روايته ــ مراكش دواليك الذي نظمته مجلة مدارات ثقافية في 26 مارس 2022 بدار الشباب رياض الموخة بمراكش .







..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مراكش أزلية الحكاية
محمد نور الدين بن خديجة ( 2022 / 7 / 9 - 01:32 )
عن الحواتي بمراكش


https://www.youtube.com/watch?v=Rtop1P0Af0Q


أحد رواد فن الحلقة بمراكش وأحد أعضا ء الطائفة الهداوية المرحوم الشرقاوي

https://www.youtube.com/watch?v=FEaTXysvHl8

اخر الافلام

.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح


.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال




.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل


.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع




.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو